عيد الأضحى .. ليس كأى عيد .. فهو مميز عند المسلمين فى كل بقاع الأرض.. ومع اختلاف البلدان والجنسيات، تختلف عادات وتقاليد الاحتفال به.. يعنى كل واحد له طريقته وطقوسه فى الاحتفال.. أبناء البدو فى سيناء يحتفلون بعيد الأضحى بطريقتهم الخاصة .. ومش أى طريقة! .. عاوز تعرف؟ .. خليك معانا. يحكى الشيخ سعيد العمارى - أحد أبناء قبيلة الملاعبة وأحد القيادات الشعبية فى محافظة شمال سيناء: عيد الأضحى فرصة للتزاور وصلة الأرحام والتآلف والتآخى بين أفراد العائلة والعائلات الأخرى فى سيناء، مبيناً أن كثيرا من الشباب ينتهز أيام العيد الأربعة بما فى ذلك وقفة العيد للإعداد والاحتفال بمناسبات الخطوبة أو عقد القران «كتب الكتاب» أو الزواج ودعوة الأهل والأصدقاء لمشاركته هذا الاحتفال. وأضاف: إن البدو اعتادوا أيضاً إقامة المناسبات السعيدة فى عيد الأضحى، وينتهزونه فرصة لإقامة مراسم بعض المناسبات الأخرى كعودة الحاج من الأراضى المقدسة بعد أداء الفريضة أو «السبوع» للمولود الذكر فقط. وتابع: إن عيد الأضحى يعتبر فرصة مناسبة لحل النزاعات التى وقعت مؤخراً بين أبناء القبيلة الواحدة أو إزاحة الغمامات بين القبائل «فى حال وجود خلافات سابقة بينهم» وفتح صفحات جديدة بينهم. وعن طقوس الاحتفال بعيد الأضحى عند البدو، أوضح العمارى أن الكبار والصغار يتوجهون فى صباح أول أيام العيد لأداء «صلاة العيد»، وبعدها مباشرة يقومون بنحر الأضاحى، لافتاً الانتباه إلى أن كل أسرة من بدو سيناء سواء كانت غنية أو فقيرة تقوم بنحر أضحية «خروف، نعجة، ماعز» كلٌ حسب استطاعته ومقدرته المادية. وأشار إلى أن أهالى البدو يفضلون تناول وجبة «التشويحة» فى إفطار أول أيام عيد الأضحى، وهذه الوجبة يتم إعدادها من «كِبَد وكلاوى الأضحية»، وبعد انتهاء الإفطار يتوجهون إلى «ديوان أو مضيفة العائلة» لتلقى التهانى بالعيد. وعندما يأتى موعد الغداء تقوم كل أسرة بإعداد وجبة «المعاقيد» لأهل البيت ووجبة مثلها يتم إرسالها إلى «المضيفة»، وهذه الوجبة تتكون من شرائح لحم الشاة المذبوحة يتم عقدها وطبخها جيداً ثم تقديمها فى وعاء كبير مليء بقطع من الخبز وماء الشوربة. وفى موعد المساء يستغل كل أبناء وعائلات البدو مناسبة عيد الأضحى السعيدة لزيارة أهلهم وتقديم التهنئة بالعيد ووصل الأرحام بما فى ذلك تقديم «العيدية النقدية» للأطفال الصغار. ولا يخلو المساء من إقامة السامر البدوى الذى يتضمن شُرب القهوة البدوية، وعروضاً للإبل والخيول، بالإضافة إلى ما يسمى ب«الدحية» التى تعد أحب تسلية للبدو فى سهراتهم، وفيها يقف المغنون صفاً واحداً وبينهم شاعر يرتجل الشعر، وتتكرر طقوس اليوم الأول لعيد الأضحى مع باقى أيامه السعيدة.•