كعادتهم دائما بالتميز والابتكار، لجأ فنانو مصر ومثقفوها إلي طريقة مبتكرة للتعبير عن رفضهم للنظام الحالي ولحكم المرشد علي طريقتهم ورفعوا «القباقيب» في شارع «شجرة الدر»، من أمام مقر وزارة الثقافة في الزمالك حيث كان التجمع، وحملت السيدات القباقيب كرمز لنهاية النظام، كما كانت نهاية الملكة «شجرة الدر». من أول وهلة تري تجمعا لعدد كبير من الفنانين والمثقفين في مشهد لم يجمعهم من قبل ولا حتي في أي من المهرجانات الفنية، فالقضية اليوم أهم وأكبر «أكون أو لا أكون»، المسيرة لم تكن فقط ضد رئيس أو نظام بل كانت ردا علي ما عاناه الفنانون مؤخرا من قمع وسُباب واتهامات بالكفر واتهامات أخري وصلت للخوض في الأعراض، مسيرة الأحد 03 يونيو حملت الكثير من مشاعر الرفض والشجب التي لم يستطع الكثير منهم التعبير عنها في وسائل الإعلام أو علي صفحات الجرائد والمجلات. بدأت المسيرة بتجمع الفنانين داخل مبني الوزارة استعدادا للانطلاق فكان هناك مجموعة كبيرة من الفنانين والمثقفين مثل الفنان حسين فهمي الذي كان من أوائل الحضور، المخرج مجدي أحمد علي، المنتج محمد العدل وابنته مصممة الأزياء ريم، الفنان هاني رمزي، المخرج الكبير محمد خان، سامح الصريطي، حمدي الوزير، عزت العلايلي، الفنانات إلهام شاهين، ليلي علوي، يسرا، دلال عبدالعزيز، نادية الجندي، ميرفت أمين ورجاء الجداوي والإعلامية هالة سرحان، والدكتورة إيناس عبدالدايم التي كانت من أوائل المنطلقين من داخل مقر الوزارة والمخرج جلال الشرقاوي، المخرج الكبير يسري نصرالله والذي بدأ عليه حماس غير طبيعي وتفاؤله المعهود الذي لم يفارقه رغم كل الأحداث، نهلة سلامة والمخرج عادل أديب، المطرب أحمد سعد، كما حضر قبل انطلاق المسيرة الفنانان أحمد حلمي وكريم عبدالعزيز. بينما فضل بعض الفنانين منذ حضورهم مشاركة المتظاهرين هتافاتهم في الشارع خارج المقر مثل الفنانة مني زكي التي أمسكت بالقباقيب ولم تتوقف هتافاتها طوال الوقت مع المتظاهرين في الشارع، مني كانت قد جاءت قبل زوجها الفنان أحمد حلمي بفترة طويلة، والفنانة حنان مطاوع، وفاء صادق، الفنان حسن الرداد، خالد الصاوي، خالد صالح والمخرج خالد يوسف. بدأت المسيرة بالتحرك في شوارع الزمالك وسط هتافات من سكانها وإشاراتهم بالنصر للمتظاهرين وكان الهتاف الأول للمسيرة «يا أهالينا ضموا علينا»، «يسقط يسقط حكم المرشد» كان أحد المحركات الكبيرة للمسيرة وأحد العناصر الحماسية فيها صوت المطرب «أحمد سعد» الذي لم يتوقف عن الهتاف والغناء طوال المسيرة من الزمالك حتي التحرير من خلال وقوفه علي إحدي سيارات نصف النقل التي تم إعدادها لتنظيم المسيرة أثناء التحرك، وكان يجلس عليها مع الشباب المنظمين والفنان خالد صالح. أحمد سعد كان يغني أثناء المسيرة أغاني وطنية لإشعال حماس المتظاهرين والنشيد الوطني الذي غناه أكثر من مرة. أحد المشاهد الملفتة للانتباه، التنظيم الذي شهدته المسيرة والتي أعدها بشكل رائع شباب الفنانين من نقابة المهن التمثيلية، مثل «أحمد السيد، عمرو القاضي وكريم مغاوري» وبمساعدة العديد من الشباب، مجهود واضح قاموا به للتنظيم بدأ من السيارات التي أعدوها لتوجيه المسيرة والمجهزة بالميكروفونات، وتوفير موتوسيكلات لإحاطة المسيرة وضمان عدم تدخل أي عناصر من الخارج، حتي الوصول إلي الميدان. كانت نقابة المهن التمثيلية قد أصدرت بيانا يعبر عن رأي فنانيها من الأحداث الجارية يوم 03 يونيو.. والبيان كالتالي: اعتبار أن الفنانين والمبدعين هم ضمير الأمة وروحها الخلاقة وهم المعبرون عن أحلام الشعب وآماله في مستقبل يليق بمكانة مصر وإمكانياتها فإننا ونحن ننطلق من وزارة الثقافة موطن اعتصامنا لمشاركة الشعب المصري في رفض النظام الحاكم ندعو جميع أفراد الشعب إلي الالتزام بالسلمية ورفض العنف أثناء مشاركتنا في الثلاثين من يونيو واضعين في اعتبارنا أن الجميع مؤيدين ومعارضين للنظام هم أبناء هذا الوطن ويجب أن يحرص كل منا علي الآخر فبلادنا تحتاجنا جميعا في تحقيق ما نتمناه لها. عاشت مصر حرة مستقلة وعاش كفاح شعبها وتحدثنا إلي بعض الفنانين المشاركين في المظاهرات هذا اليوم حول هذا الحدث الكبير: هاني رمزي: الرئيس سقط رسميا منذ فترة طويلة، اليوم هو مجرد إجراء شكلي وحشد لكل قوي الشعب، الرئيس فقد شرعيته منذ أن سعي لتقسيم شعب مصر، سقط وقتها من نظرنا جميعا، وسقط أيضا بمجرد إعلان نتائج حملة تمرد، ومنذ أن بدأ يعلق فشله وفشل حكومته علي شماعة النظام القديم. الفنان حسين فهمي: الرئيس منذ بدئه في حماية الإرهابيين الموجودين في سيناء ومن قتلوا أبناءنا، وسقطت شرعيته منذ أن قال «احموا الخاطفين»، هذا ليس رئيسا لدولة كبيرة مثل مصر، شرعية مرسي تسقط مع كل خطوة يتخذها تحمل عدم احترام لقيمة هذا الشعب وخطأ يرتكب في حق هذا الشعب، انضمام الفنانين والمثقفين اليوم هو انضمام للشعب وإرادته ضد مجموعة حكمت البلد بشكل يحمل الكثير من المصالح الخارجية والتآمر، فالفنانون هم الردار للمجتمع. المخرج الكبير محمد خان: نزولنا اليوم ليس لإزاحة الرئيس فقط فهو فقد شرعيته منذ فترة طويلة ولكننا الآن نحاول أن نرسخ هذا، ووجود هذا الكم من الفنانين والمثقفين العظماء، يدعم هذا الحدث وهذه المسيرة ووقوفهم بجانب الشعب وأنا اخترت هذه المسيرة تحديدا لأكون بجانب زملاء مهنتي، ورمز القباقيب الذي تحمله المتظاهرات اليوم أحد الإسقاطات خفيفة الظل والتي تعبر عن سعة أفق وخيال هذا الشعب. الإعلامية هالة سرحان: أنا متفائلة جدا ونزولي اليوم هو من أجل مصر فقط، وربنا يحفظها ويحفظ هذا الشعب الجميل العبقري. الفنان عزت العلايلي: أنا متفائل جدا ورهاني الوحيد هو علي الشعب المصري نفسه وأتمني من الله ألا تكون هناك أي أحداث عنف حتي تتحقق مطالبنا، فنحن رسالتنا واضحة وأدعو من الله أن يحمي مصر وشبابها.