اليوم، السابع من يناير، هو عيد الإخوة الأقباط، وقد جرت العادة أن نقدم لهم التهنئة، وأن ندعو لهم بالسعادة، وأن نقول لهم: كل عام وأنتم بخير.. غير أننا في هذا العام، لن نقصر التهنئة عليهم وحدهم، ولن نقصر التحية لهم وحدهم، بل سنقول: كل عام ونحن جميعًا، أقباطًا ومسلمين، بخير.. فاليوم يومنا، والعيد عيدنا، ولن نسمح لأحد أن يزعزع هذا الرابط المشترك الذي يجمع بيننا.. فكل عام وكلنا مصريون. في هذا اليوم، يجب أن نتبادل التهنئة، فقد رد الله كيد الذين يريدون فرقتنا إلي نحورهم.. لقد أرادوا الفتنة وأراد الله أن يجمعنا.. وأرادوا الضعف، فأبي الله إلا أن يقوينا.. وأرادوا انتشار الفساد فأبي الله إلا أن يقوينا.. وأرادوا انتشار الفساد فأبي الله إلا أن يكون فاتحة خير علينا جميعًا.. أراد الظالمون أن يوجهوا ضربة إلي وحدتنا، وأرادت السماء أن تكون الضربة معينًا لنا علي التوحد، وعلي الاتحاد، وعلي التماسك في وجه الإرهاب. كل عام وكلنا مصريون.. امتزجت دماؤنا معًا، وخضنا المتاعب والمصاعب معًا، وسنجني معًا ثمار ما غرسناه علي مر العصور. كل عام وكلنا مصريون.. لا فرق بين أحمد ومينا، أو بين فاطمة ومارية.. فالدين لله والوطن للجميع، وأرض الوطن واسعة لنا جميعًا. كل عام وكلنا مصريون.. نعرف عدونا الحقيقي، وندرك أهدافه الحقيقية، وندرك أننا مستهدفون من جماعات كثيرة، تستكثر علينا وحدتنا وإخوتنا. كل عام وكلنا مصريون.. أمناء علي تراب هذا الوطن، وحريصون علي استقلاله، ومستعدون للزود عنه بكل ما نملك. كل عام وكلنا مصريون، وسنظل كذلك مصريين، مهما حاول أعداؤنا الوقيعة بيننا، ومهما حاولت أيدي الإرهاب أن تصنع فينا.. فالمسلمون والمسيحيون يدان وعينان لوطن واحد، ويشتركان في قلب واحد. كل عام وكلنا مصريون.. وكفي.. كلنا مصريون.