وسط رغبة قوية بتحقيق حلم السوق العربية المشتركة انتقد 30 مليارديراً عربياً خلال اجتماعهم مساء أمس الأول بالقاهرة الحكومات وحملوها مسئولية تأخير اندماج الاقتصاد العربي في الوقت الذي قال فيه المليارديرات إن قرارات القمم الاقتصادية السابقة مجرد حبر علي ورق، أكد المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة والمشرف علي وزارة الاستثمار أنه حان الوقت كي يكون للأثرياء العرب كلمتهم أمام الملوك والرؤساء وأن الوقت لم يعد في صالحنا، مشيراً إلي أن القمة الاقتصادية العربية المقرر انعقادها بشرم الشيخ في 19 يناير المقبل ستأخذ في الاعتبار مطالب الأثرياء العرب. وأوضح رشيد أن القاهرة دعت لهذا التجمع الكبير من رجال الأعمال العرب من دول السعودية والإمارات والكويت وسوريا والمغرب وتونس لصياغة رؤية مشتركة للعمل العربي خلال الفترة المقبلة لتحقيق مزيد من الاندماجات لإقامة السوق العربية المشتركة. وقال رشيد: إن الشركات العربية تخطت الحكومات وعبرت بالعمل الجماعي العربي إلي مستوي كبير حيث تضاعفت الاستثمارات العربية من ملياري دولار في عام 2000 إلي عشرات الاضعاف في الوقت الراهن وأضاف أن تلك الشركات لديها استراتيجيات وخطط عمل واضحة وأن الحكومة المصرية تشجع ذلك مؤكداً أن طموحات الأمة العربية معلقة علي تلك الشركات لإقامة تجمع اقتصادي عربي قوي ينافس التجمعات العالمية الأخري. واعترف الوزير بأن قرارات القمة الاقتصادية الأخيرة بالكويت كانت جميلة في صياغتها لكن العبرة بالتنفيذ، لافتاً إلي أن تحرير تجارة الخدمات وحرية انتقال البضائع والأفراد وإنشاء اتحاد جمركي والربط السككي بداية الطريق نحو إقامة تجمع اقتصادي عربي. وكشف وزير التجارة والصناعة أن الحكومة المصرية ستطرح خلال أيام حزمة جديدة من الحوافز والاستثمارات لتشجيع الاستثمار العربي. ومن جانبه طالب الملياردير السعودي عبد الرحمن الزامل باتخاذ قرارات عربية جريئة لإقامة السوق العربية المشتركة منتقداً قرارات القمة الاقتصادية العربية الأخيرة التي عقدت بالكويت واصفاً إياها بأنها جميلة في قراءتها لكنها لم تنفذ، فيما أكد الملياردير الكويتي محمد الشايع أن عشرات المليارات تتحول سنوياً من العالم العربي إلي اقتصادات أخري بسبب البيروقراطية مطالباً بنشر ثقافة العمل الحر، حيث لا يزال الشباب العربي يعزف عن العمل في القطاع الخاص كما طالب الشايع بتحرير تجارة الخدمات بين الدول العربية علي اعتبار أن ثلثي اقتصاد أي دولة يقوم علي هذا القطاع. بينما أوضح الملياردير السعودي حسين الشبكشي أن العالم العربي ينظر لرجل الأعمال علي أنه مجرم وهذه الصورة الخاطئة تسببت في هروب الاستثمارات العربية إلي دول أخري رغم أن رجل الأعمال شريك أساسي في التنمية. واعتبر نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تليكوم أن المليارديرات العرب بإمكانهم تحقيق ما فشل فيه السياسيون مشيراً إلي أن هناك دولاً عربية لا تزال تؤمن بالمنهج الاشتراكي وهو ما يقف عائقاً أمام إقامة تجمع اقتصادي عربي. وقال نجيب: إنه رغم ذلك فإن هناك دولاً عربية بعينها مثل مصر والمغرب والأردن والإمارات قطعت أحبال الاشتراكية وتخطو بخطوات سريعة نحو اقتصاد السوق الحر. فيما قال ياسر الملواني رئيس المجموعة المالية «هيرمس» أنه سيتم تشكيل مجلس استشاري يضم مليارديرات العرب ليقوم بالتنسيق مع السياسيين والقادة العرب لتحويل حلم السوق العربية المشتركة إلي حقيقة.