يشهد متحف دليسبس بالإسماعيلية حالة من الإهمال الجسيم أدت إلي تلف بعض المقتنيات الشخصية للمهندس والدبلوماسي الفرنسي فرديناند دليسبس بالاضافة الي ورق الحائط الفرنسي الأصل المحاط به القصر والذي يمتد عمره الي ما يزيد علي المائة عام بسبب تقاعس مسئولي الآثار بالمحافظة عن أداء مهامهم لحماية المتحف ومقتنياته. «روزاليوسف» تجولت داخل هذا المتحف الاثري المكون من طابقين وسط كمية الاهمال التي لاحقت هذا المكان بحجم ومكانة متحف دليسبس بالرغم من كونه محل انظار الكثير من مؤرخي العالم والذي اصابته الشيخوخة المبكرة وتهالكت بعض المقتنيات ولا سيما الستائر الخاصة بغرفة النوم والمعلقة علي إحدي نوافذ الغرفة بالاضافة لتهالك الستائر المحيطة بالسرير النحاسي الخاص بدليسبس، وتساقط ورق الحائط ووجود بعض التشققات بحوائط واعمدة الغرفة الخرسانية، مما يهدد بوقوع كارثة سقوط للمبني. وبتفقد مقتنيات دليسبس الشخصية والموجودة بحجرته تجد سريراً معدنياً علي الطراز القديم محاطاً بستائر شفافة متهالكة باللون البيج، وضع باسفله طبق معدني «طشت»، ودولاب شخصي ضم عدة مقتنيات منها اوراق للتسلية بالاضافة الي كوتشينة بجانب طاقم شاي صيني ابيض اللون منقوش عليه برسوم زخرفية ، وادوات الشطرنج وبعض القواقع الزخرفية ، كما يوجد خارج الشاليه عربة دليسبس محاطة بحوائط زجاجية والمصنوعة من الخشب الفاخر والتي كان يستخدمها دليسبس لتفقد اعمال حفر قناة السويس ومتابعة العمال والذين شاركوا في حفر القناة بنظام السخرة ، ويزين الجدران صورا تذكارية من بينها صورته وزوجته وصديقه اوينجريلليب وصورة للملكة أوجيني التي حضرت حفل افتتاح القناة، ولوحة مصنوعة من الإيتامينب عبارة عن لوحة نسيج مشغولة من زوجته. عادل الصولي رئيس قسم استراحات هيئة قناة السويس يشير إلي ان المتحف حاليا اختزل في حجرة دليسبس الشخصية 2 متر * 3 متر وضمت مقتنياته التي وجدت بعد التأميم مضيفا ان المبني اصبح تابعاً لهيئة الآثار لبلوغ عمر انشائه ما يزيد علي المائة عام الا ان الهيئة تقوم حاليا بالاشراف عليه والصيانة كما يخضع الطابق العلوي للمتحف للترميم، مطالبا هيئة الاثار بترميم كل مقتنايات دليسبس في الغرفة خوفا من تأثرها بالعوامل الجوية بعد ان تأثر البعض منها بالفعل. وأوضح الصولي ان المتحف يفتح للزيارات المهمة والمحدودة وبموافقة رئيس هيئة قناة السويس، الا انه لن يمكن ترك المتحف الاثري مفتوحا طوال الوقت للرحلات المدرسية وغيرها مما يعرض المتحف الي خسائر فادحة. يذكر ان المتحف يرجع انشاؤه إلي فترة حفر قناة السويس (1859) وكان مقراً لإقامة المهندس الفرنسي فرديناند دليسبس الذي حصل علي امتياز حفر قناة السويس من الخديو إسماعيل ويضم المتحف أدواته ومتعلقاته والرسوم الهندسية والخرائط كذلك قطعة أصلية من (الكانفاه) مشغول عليها حرفا S.C اختصار لعبارة قناة السويس، ونموذج للدعوة الأصلية التي وجهت للملوك والرؤساء لحضور حفل افتتاح قناة السويس الأسطوري في 1869 وغرفة المعيشة تم تغليفها بورق حائط استخدم لأول مرة في مصر، وتم جلبه من فرنسا في هذا الوقت إلي جانب مقياس حرارة للجو (مائي) الذي ما زال يعمل بكفاءة إلي الآن . يقول محمد يوسف مؤرخ ان شاليه دليسبس متحف اثري تعدي عمره المائة عام حيث اقيم بمحافظة الاسماعيلية علي طراز العمارة الفرنسية مشابه لمنازل الريف الاوروبي عام 1862 والشاليه ينقسم الي دورين محاط بحديقة رائعة الا انه وبعدما تحول الشاليه الي متحف ضمت هيئة الآثار مقتنيات دليسبس الاثرية في حجرته الشخصية حفاظا عليها.