عمل شاق لا تتخيل صعوبته، وحرارة مرتفعة تتجاوز الألف درجة وحرفية عالية ينبهر بها الأجانب .. وعائلات تتوارثها أباً عن جد حتي تتعالي اسمها كأشهر من نار علي علم علي حد وصفه في مجال الزجاج اليدوي، فيقال عنه "زوروا مصر والاهرامات والفنان حسن داعور" الذي تميز بتقديم تحف فنية يدوية يستحيل أن تتكرر. أهم المنتجات التي يبدعها داعور هي الفازات والكاسات والشمعدانات وقناديل للكنائس والمساجد ويقبل عليها الايطاليون والفرنسيون والألمانيون وهناك عملاء متخصصون في طلب الزجاج، والذي تتعدد أنواعه من زجاج الأدوية العسلي والزجاج المكسر وزجاج الكاكاو وأكسيد النحاس ويكون لونه أزرق وتتراوح اسعارها من جنيه وحتي 5000 جنيه. يؤكد داعور أن هناك فرقاً كبيراً بين الزجاج اليدوي الذي يستحيل أن تتشابه أي قطعة فنية بأخري ويتميز بالفقاعات والنغمشة علي حد وصفه كأي تحفه فنية، بينما يتصف الزجاج الصناعي بالتقليدية ويتم صنعه بالآلات وتتخصص فيه مصانع ويحتاج الزجاج اليدوي الي معدات متنوعة كماسورة نفخ وبولين حديد ومقص لعمل الودان وماشة لنفخ الزجاج ومربع علي القدمين للتظبيط. ويروي داعور أنه تلقي العديد من العروض للسفر إلي الخارج كان آخرها للولايات المتحدة لكنه رفض لأسباب وطنيه "لأن بلدي أولي بي" علي حد قوله لكنه قدم العديد من المعارض بالخارج وكان آخرها معرضه بتونس الذي لاقي نجاحاً كبيراً. أما ألطف المواقف فكانت عندما اندهش أحد الزبائن الأمريكيين من عدم تشابه تحفة بأخري طالبا عدداً هائلاً لعرضه بأمريكا وفعلا صدق وعده وجاء بعد فترة واشتري كل القطع وبدون فصال دفع عشرة آلاف دولار كانت مفاجأه لي ولأسرتي. يكشف داعور أن أكبر مشاكل المهنة تتمثل في درجة الحرارة المرتفعة التي تصل الي الف درجة علي بعد متر بجانب 100 قالب حراري وغطاء الفرن. ويؤكد داعور أن قديما لم يكن هناك سوق للزجاج إلا في المناطق الراقية كالزمالك ومصر الجديدة وتطور الأمر وزاد الإقبال ولكن تكمن المشكلة في عدم وجود صنايعية يكتسبون أسس الحرفة لأنها صناعة صعبة ولا يتحملها الا عشاقها بجانب اشكالية عدم إمكانية التصدير. ولأن العائلات تتوارث فأبناء حسن طوروا المهنة ليدخلوا في مجال النجف وستائر الخزف والديكور والاكسسوارات باستغلال التكنولوجيا مع حرفية العمل اليدوي وابنه محمد الذي يقدم صورة جديدة للصنعة بجانب مصنعه بالعياط الذي يدرب فيه ستة عمال علي تقنية الزجاج اليدوي. وعلي الرغم من تنبؤ داعور بزوال المهنة إلا أن البشري السارة كانت منذ أيام في اتصال وزارة السياحة لتقدم له الدعم للنهوض بالصناعة وربما تكون القطرة التي تنقذ صناعة مصرية حرفية علي وشك الانهيار.