منذ ما لا يزيد علي العقدين، كان مشهد صانع الفخار بأدواته البسيطة التقليدية من المشاهد الشائعة في مجتمعنا المصري، وتدريجا اختفي كغيره من الحرف اليدوية التي تراجعت مفسحة مكانها للأدوات الحديثة، يحدثنا عنها عم عطا الله إبراهيم أحد صناع الخزف والفخار، يعمل بصناعة التحف بقصر ثقافة "كفر الشرفا" في محافظة القليوبية، ورغم تراجع هذه المهنة لدرجة الانقراض، فإنه لا يزال متمسكا بمهنته التي يمارسها منذ خمسين عاما، وتحديدا عندما كان في التاسعة من عمره، رغم صعوبتها قلة عائدها المادي. قال عم عطا الله الذي قابلناه في إحدي سهرات ليالي رمضان ب"محكي القلعة" ليالي المحكي فرصة للعودة مرة ثانية للأضواء، بعدما كادت المهنة أن تنقرض ولا يعلم عنها الأجيال الجديدة شيئا، تتيح لي فرصة لعرض منتجاتي علي قطاع كبير من الجمهور، سواء المصريين أو العرب أو حتي الأجانب. وكشف عم عطا الله أن مهنته التي كانت إحدي المهن الأساسية ولا يستغني عن منتجاتها بيت في مصر، أصبحت مجرد ذكري لزمن فات، وإنتاجها أصبح من الأنتيكات أشارك به في المسابقات التابعة لقطاع الفنون التشكيلية، وقد حصلت في إحدي المسابقات علي المركز الأول والثاني والثالث علي التوالي، وعدد كبير من الجوائز المادية. وعن المواد التي يستخدمها عم عطا في صناعة الفخار قال: أستخدم الطين "الأسوانلي" الذي نحضره من أسوان، وأقوم بطحنه بالاستعانة ببعض الماكينات بمنطقة "الخيالة"، ثم أنتظر حتي يجف، وأبدأ في استعمال "الدولاب" الآلة التي تقوم بتشكيل الطين إلي التحف الفنية والخزف. وبعد تشكيل الطين، يحتاج إلي دخول فرن تصل درجة حرارته إلي حوالي 850 درجة مئوية، وقد تتفاوت درجة حرارة الفرن حسب نسبة المياة بالطين، وذلك للحفاظ عليها من التعرض للكسر، ثم يضاف يبدأ في تلوينها أو نقشها ببعض الرسومات التي تعطي لها مظهرا يجذب الجمهور من خلال ما يسمي "بالتليزات".