توقفت أخيرًا لعبة الكر والفر بين الصديقين اللدودين.. محسن جابر وعمرو دياب، وانتهت مناورات «ناقر ونقير» بعدما تم إقرار الصلح وتصفية الأجواء، ولكن ذلك لم يحدث فجأة بل تضمن عدة وقائع وأحداثًا ومفاوضات وتفاصيل. علاقة محسن جابر وعمرو دياب تشهد منذ بدايتها نوعًا من التوتر لحرص المنتج علي ضمان حقوقه المادية والأدبية عن الأغاني التي أنتجها، بينما يري المطرب أن له أيضًا الحق في استغلال هذه الأغاني في الإشارة إلي مشواره الفني باعتباره صانع النجاح، وعلي هذا الأساس في الاختلاف بين وجهتي النظر اشتعلت الجبهتان طوال أكثر من عشر سنوات، وتجدد هذا الصراع مع إطلاق عمرو دياب لمشروعاته الإعلامية التي بدأت بطرح ثلاثة موبايلات باسمه في الأسواق من خلال ثلاث شركات تستغل أغاني عمرو كنغمات، إضافة إلي إذاعة «دياب اف. إم» التي تستغل أيضًا أغاني الهضبة التي أنتجها محسن جابر، ما أدي بطبيعة الحال إلي حدوث تصادم قانوني رفع علي أثره المنتج دعوي قضائية يثبت خلالها أن عمرو يذيع الأغاني المملوكة لشركته دون الرجوع إليه، أو الحصول علي إذن منه في الوقت الذي يتم خلاله استغلال هذه الأغنيات في نشاط إعلاني. وأكد «جابر» أن عمرو دياب منح إحدي شركات الدعاية والإعلان حق ترويج إعلاناتها علي محطة «دياب إف. إم» مقابل 36 ألف جنيه في العام الواحد، بما يعني تحقيق كسب مادي، ورفع محسن جابر شعار «كيف يتم استغلال الأغاني التي أنتجتها والاستفادة من ورائها دون المحافظة علي حقوقي الخاصة بالملكية الفكرية بالإضافة إلي الحق الأدبي»؟. خاض محسن جابر وفق وجهة النظر هذه سباقًا محمومًا داخل أروقة المحاكم، لأنه لم يكن موجودا في مصر عندما تعاقد عمرو دياب علي ترويج موبايلاته الثلاثة مع ثلاث من شركات الاتصالات، لذلك قرر فور عودته مباشرة مقاضاة هذه الشركات العالمية، وهي شركات تولي أهمية كبيرة لحقوق الملكية الفكرية، لذلك توقفت عن بث الأغاني المملوكة لمحسن جابر علي موبايلاتها وبدأت تدرس حدود المشكلة التي تسبب فيها المطرب دون أن يشعر، إلا أن محسن جابر علي الجبهة الأخري كان يحرك الدعوي القضائية المرفوعة ضد عمرو دياب علي اعتبار أنه المالك الوحيد لإذاعة «دياب اف. إم»، حتي طالبت الجهات القضائية بمثوله أمامها، إلا أن المحامي حسام لطفي كان يؤجل القضية من وقت لآخر لحين حضور عمرو دياب، لكن ذلك لم يكن إلا حيلة ذكية لكسب الوقت ريثما يستطيع عمرو أن ينقل الشركة وأوراق ملكيتها لشقيقه «عماد» الذي تصدر واجهة الصراع مع محسن جابر، بينما «خلع» عمرو كأنه فص ملح وداب. خلال العزاء الخاص بشقيق محمد منير تقابل محسن وعمرو، وحاول منير تقريب وجهات النظر بينهما وإجراء الصلح، وبالفعل استجاب الطرفان وبعد أداء واجب العزاء عرض عمرو دياب علي «جابر» أن يوصله بسيارته ليستكملا حديثهما، وبالفعل بدأت الخطوط الرئيسية للصلح تتضح، وامتدت بينهما جسور التفاهم مرة أخري، بعدما أكد محسن أن علي عمرو أن يدرك أن المحيطين به من منتجين لهم حقوق فكرية ولابد أن يستأذنهم، لأن الموضوع لا يندرج تحت بند «الفلوس»، وإنما هناك حقوق أدبية لا يمكن تجاهلها ولا يعقل أن يكون جابر هو منتج أهم 70 أغنية في مشوار عمرو دياب الفني ولا يتم إثبات ذلك أو حتي الإشارة إليه. وفي يوم العزاء الخاص بوالد أحمد السقا قرر عمرو دياب توجيه دعوة لمحسن جابر علي العشاء في بيته، وبعد تناول العشاء دارت بين الطرفين جلسة صراحة وصداقة اتفق خلالها كل منهما علي أن يذيب من ناحيته جبال الجليد المتراكمة التي خلفتها الأيام والشهور والسنوات، وبحضور المحامي الخاص بعمرو.. تعهد محسن جابر بالتنازل عن جميع القضايا التي رفعها ضد «دياب» مقابل أن يرفع عمرو أغانيه من علي الموبايلات والإذاعة الخاصة به، وتم الصلح شفهياً علي هذا الأساس، ولكن لم تأت الرياح كما تشتهي السفن. ففي اليوم التالي اتصل حسام لطفي محامي عمرو دياب بمحسن جابر لكي يرسل إليه المحامي الخاص به تمهيداً لعمل التنازلات، إلا أن محسن استاء كثيراً من اللهجة التي تحدث بها «لطفي» ويبدو أن طريقته في الكلام لم تعجبه، فانقلبت الأمور رأساً علي عقب، وفوجئ الجميع بأن عماد دياب مطلوب للتحقيق والمثول أمام النيابة، ولكنه خرج بكفالة مالية، مما دفع عمرو للتدخل واتصل بمحسن ليعرف سر هذا التغير الذي أخل بالاتفاق، وعرف أن محسن قد غضب نتيجة الطريقة التي تعامل بها المحامي معه، ونجح «الهضبة» في تصفية الأجواء، وإنهاء الأمور وتفعيل الصلح من خلال توقيع التنازلات عن القضايا مقابل عدم إذاعة أو استغلال الأغاني التي أنتجها محسن جابر لعمرو دياب في مشروعاته الإعلامية سواء إذاعة «دياب أف . أم» أو مشروع الموبايلات الثلاثة ووفق هذا السيناريو الساخن جداً، عادت الصداقة بين الطرفين إلي سابق عهدها وطويا صفحة الماضي، وفتحا صفحات جديدة من التفاهم والإخاء، فهل تشهد الأيام المقبلة تعاوناً فنياً بين الطرفين؟ هذا ما ستكشف عنه أجواء عام 2011 المليء بالمفاجآت.