دعا "أفون نيل"محرر كتاب"رسومات الحج، فن التعبير الشعبي عن الرحلة المقدسة " الصادر في ترجمته العربية حديثا عن المركز القومي للترجمة تواكبا مع الاحتفال بعيد الأضحي، إلي تسجيل الجداريات المتعلقة برسوم الحج، عبر وسائط حديثة وبالصور الإلكترونية التي تجمعها في كيان مرئي يحميها من الاندثار؛ معتبرا إياها تشكل سجلاً آسرًا لفن شعبي شديد الخصوصية، يمثل حركة فنية اعترف بها العالم ووجهًا مشرقًا من أوجه ميراث الأمة المصرية. يضم الكتاب الذي من تصوير آن بارك، وترجمة وتعليق حسن عبد ربه المصري الاستشاري الإعلامي الذي عمل بانجلترا، مجموعة من الصور والنصوص المرتبطة برسوم الحج في مصر، ويركز علي فنون التعبير الشعبي عن رحلة الحج المقدسة في مصر، ويقرن فيها المعطيات الاجتماعية وبالبيئة والإنثروبولوجية، ويشير محرره إلي أن جدران البيوت تتحول الي جداريات تتسم بالحيوية وتؤسس لظاهرة يتسم بها الريف المصري، وعلي الرغم من وجود رسوم للحج في عدد من البلدان الاسلامية إلا انها وكما يقول " تقع في مرتبة متأخرة عند مقارنتها بنظيراتها في مصر". ويكشف المحرر عن معان ودلالات وأماكن الحج في الاسلام، أما المصورة فتقدم في الكتاب لقاءات ميدانية مع رسامي رسوم الحج في الريف المصري، كاشفة عن السمات الفنية المميزة لعملهم ، كما تشير إلي مكانتهم "المبجلة وكيف أنهم علي دراية واسعة بموضوع الرسوم، فهم ليسوا " فنانين متجولين". وتشير النصوص المصاحبة للصور التي تضمنها الكتاب إلي أمور مهمة منها: كيف أن الرسوم غالبًا تسجل رحلة الحج ومشاهدها، وقلة منها تخلو من الآيات القرانية، وتفسر ذلك بأمية بعض الفنانين وجهلهم بالقراءة والكتابة بطريقة تجعلهم يتجنبون فيها اللجوء إلي النص القرآني، وتكشف باركر عن معرفة عميقة بدوافع الفنان الشعبي وآليات عمله.