(هناك في سيوة رجال أعمال يردمون البحيرات والعيون المائية، لكي يقيموا قري سياحية علي انقاضها، كما قامت سائحة ألمانية بشراء كل التراث السيوي من مشغولات فضة أصلية، وسافرت به إلي بلدها، ولم يبق إلا النسخ المقلدة من هذا التراث).. بهذه المقولة فجرت هالة الأسمر، الباحثة في التاريخ القديم، قضية "تراث سيوة"، في محاضرتها التي نظمها منتدي الجذور في "ورشة الزيتون" مساء الجمعة الماضي. أشارت هالة إلي اختلاف المؤرخين حول أصل الأمازيغ، فبعضهم يري أنهم ينتمون إلي أصول جرمانية واسكندنافية، والبعض الآخر يري أنهم قبائل بدوية نزحت من اليمن بعد انهيار سد مأرب، واستوطنوا شمال إفريقيا، والبعض الآخر يري أنهم ذوو أصول محلية، وهم جنس منفرد، لكن الشفرة الوراثية تختلف عن الشفرة الوراثية العربية، وأكدت أن أكبر موجة هجرات للأمازيغ حدثت بعد الفتح الفاطمي لمصر واستوطنوا سيوة، ونزحوا إلي صعيد مصر، وكانت أبرز قبائلهم "الهوارة". وواصلت الباحثة الحديث عن معاناة الأمازيغ في نشر لغتهم في بلاد المغرب، ومنعهم من تسمية أبنائهم بأسماء أمازيغية، لكن في مصر بعد قيام الثورة، تم السماح بتدريس اللغة الأمازيغية في المدارس المصرية. وأكدت أن الأمازيغ ينتشرون في مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وجنوبا موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وجزر الكناري، ولهم امتدادت في أوروبا خاصة فرنسا. وقالت الباحثة الأمازيغية أماني الوشاحي: الأمازيغ ينحدرون من 13 قبيلة كل قبيلة لها لغتها، ولكن إذا استطاع أحد فهم إحدي اللغات يستطيع فهم باقي اللغات، وقالت نحن اعتنقنا المذهب الشيعي كرها في الأمويين، وبعد سقوط الخلافة الفاطمية انقسمنا الي أباضية وسنة. وقال الدكتور فخري لبيب: يجب استبعاد النعرات القبلية من بيننا، حتي لا تنتشر النزعات الطائفية، ويصير مآلنا إلي التفتت كما يحدث حاليا في السودان ولبنان والعراق، فلا يوجد شعب في العالم نقي الأعراق حتي أمريكا وإنجلترا. وقالت الروائية سلوي بكر: هناك قوي خارجية تسعي لتهميش الأقليات، وعلينا أن نكون واعين لخطورة ذلك، فالأمازيغ في سيوة جزء من النسيج المصري، والمفروض أن يكون التعدد العرقي عامل ثراء، وليس عامل تفتت. وقال الشاعر شعبان يوسف: هناك دور للأدب في التوعية بمخاطر النزعات الأثنية والعرقية والطائفية، فقد حذر الكاتب إدريس علي من مخاطر تهميش النوبيين في روايته (دنقلة)، وكذلك الروائي مسعد أبو فجر حذر من تهميش البدو في سيناء في روايته (طلعة البدن)، ولأول مرة نناقش قضية الأمازيغ علي أرض مصرية.