للصديق الشاعر الجميل إبراهيم داوود مقولة معبرة جدا حينما يتحدث عن صديق عمر فيصفه قائلا "ابن أيامي"، أستميحه عذرا في استعارتها منه لوصف لاعبنا الدولي السابق في كرة القدم ومقدم البرامج الرياضية المحترم طاهر أبو زيد بأنه ابن أيامي، ليس باعتباره صديقا، فمعرفتي بطاهر أبو زيد لم تصل إلي مرحلة الصداقة الشخصية، وإنما لأنه ابن جيلي ومن مواليد نفس العام الذي ولدت فيه، ونتفق معا في حب التمرد الدائم. طاهر أبوزيد يخوض انتخابات مجلس الشعب عن دائرة الساحل في شبرا مصر، مرشحا علي مقعد الفئات عن حزب الوفد، وهو ينطلق علي أرضية سياسية غير التي أنتمي إليها، لكن هذا الاختلاف السياسي لا يمنعني من تمني الفوز لطاهر أبو زيد، الذي عرفته لاعبا متمردا، وعضوا منتخبا في مجلس إدارة النادي الأهلي لم يقل تمرده، ولم يفلح أحد في وضعه داخل تربيطات، أو حسابات، وظل مستقلا محايدا ينجح بإرادة الجماهير لدورتين متتاليتن. ورغم الكثير من التحفظ علي هجوم لاعبي كرة القدم السابقين علي الترشح لانتخابات مجلس الشعب، فإن الخطوة التي أقدم عليها طاهر أبو زيد باقتحام معترك الحياة السياسية من خلال المجلس التشريعي تستحق الاهتمام والمتابعة والتأييد. وحسب ما أعلم، فإن البرلمان القادم سيشهد مناقشات مهمة لإقرار قانونين يتعلقان بوضعية المجلس القومي للرياضة، وطبيعة الأندية الرياضية التي ينص القانون علي أنها مؤسسات غير هادفة للربح، بينما يفترض أن تتحول الأندية حسب القوانين واللوائح الرياضية الدولية إلي شركات تجارية، لها أسهم وتدرج في البورصة.. وأعتقد أن وجود نائب من نوعية طاهر أبو زيد في مجلس الشعب سيكون له تأثيره في إقرار تلك القوانين المهمة. طاهر هو ابن الساحل، لم يهبط عليها فجأة، صحيح أنه من أصول صعيدية، لكنها استقرت منذ سنوات في شبرا، وحرص طاهر علي المشاركة الفاعلة في كل انتخابات برلمانية ومحلية، وكان دائما احد الداعمين الأساسيين لنائب الدائرة عن العمال سيد رستم. طاهر أيضا ابن بلد جدع، قريب من كل الناس، وأول من يقف إلي جوار أصدقائه في الشدائد، ومع من لايعرفهم أيضا.. ولم يحدث أبدا أن اتصل به أحد علي تليفونه ولم يجبه، رغم أن بعض زملائه من لاعبي الكرة السابقين، حينما تحولوا إلي نجوم علي الفضائيات، انصرفوا عن الناس وتكبروا عليهم. لست من ناخبي دائرة الساحل لكن قلبي وعقلي مع طاهر أبو زيد.. وأتمناه نائبا في برلماننا القادم.