تفسد النخبة التي يقع عليها عبء تشكيل الوعي العام عندما تع مصالحها الشخصية مقابل مصلحة عليا لمجتمع بأكمله وتفوح رائحتها الفاسدة عندما تحاول التمويه علي الحق وإظهاره كالباطل .. وتزين الباطل لإخفاء الحق. هذه النخبة التي ظلت تراقب طوال الوقت هذا العبث باسم الدين بالتحريض علي الآخر والتسويق لأفكار ظلامية متطرفة تخاصم قيم الاعتدال وسماحته بل تتقاطع من حيث المبدأ مع ابسط قواعد حقوق الانسان وحريته في المعتقد والتعبير عن نفسه وحقه في الحياة في مجتمع آمن لا يقع استقرار حاضره وبناء مستقبله رهينة لأجندة سياسية داخلية او خارجية او تكريس خلاف ديني مذهبي او وضع مرتكزات لنظريات الفوضي. هذه النخبة التي ظلت تلعب في المنطقة الرمادية لا تريد ان تعلن موقفا واضحا ضد مشعلي نار فتنة طائفية .. او تضليل وضلال سياسي.. ولا تريد ان توجه اتهاما صريحا لاسماء وشخوص وجماعات وجمعيات.. ولعبت علي كل الاحبال. هي نخبة فاسدة.. كشفت عن نفسها بكل دقة عندما مارست نفس الالاعيب واستخدمت نفس الادوات وهي تحاول ان تبتعد بتصويب مسار قنوات الفتنة والتضليل الديني والسياسي والاجتماعي الفضائية.. عن مساره الصحيح في حماية المصالح العليا لهذا المجتمع. نخبة فاسدة تمارس الضلال والتضليل عندما تسعي لتسويق قرارات وزارة الاعلام بإغلاق وانذار القنوات الفضائية وبرامجها التي سعت وتعمدت وبشكل منهجي منظم الي العبث بالعقائد وتصنيف الناس وتقليبهم بدعوي دينية مرة ودعوي اخلاقية مرة ودعوات سياسية مرات أخري. علي انها مس بحرية الرأي والتعبير.. بينما التأكيد علي حرية الرأي والتعبير في الاعلام المكتوب والمسموع والمرئي ليس في حاجة الي اشارة ولا إثبات.. علي صفحات الجرائد القومية والخاصة والحزبية.. وعلي شاشات برامج الفضائيات.. يوميا وأسبوعيا.. البث المفتوح والمشفر. ولكنه فساد النخبة. [email protected]