أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس خلال مقابلة مع القناة الأولي الاسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو رفض اقتراحه في القبول بتجميد غير معلن لأعمال البناء في المستوطنات وإتاحة الفرصة أمام استئناف المفاوضات في مسألة الحدود خوفاً من أن يؤدي ذلك إلي سقوط حكومته. واعتبر الرئيس عباس أن تفضيل نتانياهو البقاء علي استمرار حكمه بدلا من السعي لاحلال السلام لمستقبل الأجيال القادمة ما هو إلا رؤية خاطئة. وجدد عباس رفضه للذهاب للمفاوضات في ظل الاستيطان، منوها إلي أن حل السلطة غيروارد ولم يبحث، إلا أن الخيارات مفتوحة خاصة أن اسرائيل تحتل الأراضي ولكن لا تتحمل أي مسئولية. وكرر الرئيس عباس موقفه انه لن يعترف باسرائيل كدولة يهودية. في المقابل أكد نتانياهو خلال جلسة الحكومة الإسرائيلة الأسبوعية أمس الأول أن اسرائيل ستواصل أعمال البناء في المستوطنات وقبل بدء اجتماع الحكومة قال سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي تعليقا علي نشر عطاءات لبناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالمحتلة إن القدس كانت وستكون العاصمة الأبدية لدولة اسرائيل والبناء هناك يعني أننا نعتقد أن القدس موحدة «تحت السيادة الاسرائيلية» وستبقي في أيدي الاسرائيليين. ومن جانبها أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط شدد خلال محادثاته مع وفد من مجموعة الحكماء وبرئاسة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر علي مسئولية الحكومة الإسرائيلية في تعثر المفاوضات من خلال إصرارها علي تفضيل النشاط الاستيطاني علي تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وأضاف المتحدث إن أبو الغيط طالب بضرورة تكثيف الجهود الدولية لحمل إسرائيل علي تغيير مواقفها مشيراً إلي وجود بدائل يجب اللجوء إليها من أجل تأمين حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وحرص وفد الحكماء علي التعرف علي الرؤية المصرية حول التطورات الأخيرة في عملية المصالح الفلسطينية. في غضون ذلك أكدت مصادر فلسطينية أن الجيش الاسرائيلي اعتقل أمس النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس في الضفة الغربية حاتم قفيشة. وفي الوقت نفسه أكدت مصادر عسكرية اسرائيلية أن حكومة بنيامين نتانياهو أبدت تحفظات علي عدة بنود قد تشملها المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس. وذكر موقع «تيك دبيكا» الاستخباري العسكري الاسرائيلي أن المعلومات المتوافرة لدي الاجهزة الاسرائيلية وحكومة نتانياهو تشير إلي أن عباس أصدر تعليماته الي وفد حركة فتح المفاوض برئاسة عزام الأحمد لدراسة نشر قوات عسكرية واستخبارية تابعة لحركة حماس بالضفة الغربية مقابل نشر قوات حركة فتح المشابهة لها في قطاع غزة. وفي خطوة استباقية أبلغت حكومة نتانياهو الإدارة الأمريكية بقرارها عدم السماح بتنفيذ هذا المخطط بالضفة الغربية ومنع ذلك بقوة السلاح. وذكرت المصادر أن مشروع تبادل القوات عرضه ممثلو حركة حماس وجاء نتيجة لمفاوضات سرية مع أوساط أمريكية، وأوروبية تعهدت بالضغط علي الحكومة الاسرائيلية والإدارة الأمريكية لعدم رفضه، والسماح بتنفيذه مقابل موافقة فلسطينية علي تجميد بناء هادئ في مستوطنات الضفة الغربية إلا أن نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك رفضا المخطط. في المقابل، نفي عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية ما أوردته تقارير إسرائيلية بشأن هذا الاتفاق. ووصف القيادي الفلسطيني هذه التقارير في تصريحات ل«روزاليوسف» من فلسطين بالهراء والكلام الفارغ الذي يصلح كاريكاتيراً واتهم من كتب هذا الكلام بالسذاجة. وفي سياق متصل أكد الأحمد أن الحركة في انتظار لقاء للمصالحة في 20 من الشهر الجاري مع حماس، مشيرا في الوقت نفسه الي طلب فتح عدم عقد اللقاء في دمشق، نظرا لوجود مقر لحماس في دمشق دون أن يكون هناك مقر لفتح. وقال الاحمد: إن السوريين ليسوا طرفا في موقع اللقاء وكشف أن حركة فتح طلبت من حماس اختيار مكان آخر حتي لا يكون هناك تأثير وتابع: اقترحنا في فتح بيروت للجلسة المقبلة من بين عدة دول رشحتها لجلسات المصالحة وهي اليمن وتركيا والسودان والأردن والسعودية، وفي انتظار رد حركة حماس المتوقع له اليوم. وألغي الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز الأول أمس زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلي المغرب لحضور المنتدي الاقتصادي العالمي، بسبب رفض الملك المغربي محمد السادس استقباله. وبحسب الإذاعة العامة الاسرائيلية فإن محمد السادس اعتذر لبيريز، مؤكداً أنه سيسعد بلقائه وأنه يعتبره صديقا، لكن في الظروف السياسية الحالية، وعلي ضوء الجمود في المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين، فإنه لن يتمكن من استقباله. وألغي المخرج البريطاني «مايك لي» زيارة الي اسرائيل احتجاجاً علي تطبيق أداء «قسم الولاء» المقترح علي المواطنين من غير اليهود. وميدانياً أكدت مصادر فلسطينية أن الجيش الاسرائيلي توغل أمس في الأطراف الشرقية لخان يونس جنوبي قطاع غزة. وأوضحت المصادر أن الآليات الاسرائيلية شرعت فور عملية التوغل في تجريف الأراضي الزراعية في المنطقة وسط إطلاق نار متقطع لم يسفر عن وقوع اصابات.