علي الرغم من غرابة هذه الظاهرة التي تعني أن حبة من الضوء أو إلكتروناً له شخصيتين مختلفين تماماً واحدة منهما تدل علي أنها حبة أو جسم صغير والأخري تدل علي أنها موجة ونحن نعلم أن الشخصيتين لا يمكن أن تجتمعا من وجهة نظر الميكانيكا الكلاسيكية. جمع الحبة والموجة في شخصية واحدة هو شيء لا يوجد إلا في ميكانيكا الكم ولكن الأغرب كثيرا من ذلك هو التالي: عندما ننظر إلي التجربة أي عندما نحاول أن نعرف بدقة طريق فوتون أو إلكترون إلي شاشة الفيلم الفوتوغرافي فإن الشكل التداخلي المميز لشخصية الموج تختفي ويحل محلها منظر عشوائي لتوزيع النقط الناتجة من تصادم فوتونات أو الكترونات مع الشاشة، هذا طبعا كلام يصل إلي التصور الخطأ غير المقبول فلسفيا أن نتيجة التجربة تختلف إذا كنا ننظر إلي التجربة أو لا ننظر لها، بمعني أصح عندما ننظر أو نلاحظ تجربة ما لها علاقة بميكانيكا الكم وهي الميكانيكا التي تصف وتعالج حركة الأجسام الصغيرة جدا من الالكترونات فإن النتيجة النهائية تتأثر تأثرا كبيرا من مجرد ملاحظة التجربة. لكي يقدر القارئ غير التخصصي غرابة هذا الاستنتاخ ربما قارن هذا بغليان الماء هل يعقل أن يغلي الماء عند درجة حرارية مائة.. ولكن إذا لم ننظر إلي عملية غليان الماء تكون النتيجة أن الماء يغلي عند ثمانين درجة حرارية فقط؟ طبعاً لا يمكن ولكن، بمعني من المعاني هذا هو ما يحدث في كل تجربة لها علاقة بنظرية الكم بما في ذلك هذه التجربة المشهورة باسم تجربة الثقبين بالأجسام الكمية.. هذه هي التجربة التي لا تفسر بأي طريقة مفهومة معقولة في أي كتاب لميكانيكا الكم التي تسمي أحيانا انهيار الموجة، كما ذكرت في مقالات سابقة. انهيار الموجة هو تعبير يدل علي عدم فهم تام لنظرية الكم وهو الشيء الذي أوضحته في نظريتي، كما ذكرت أيضا في مقالات سابقة وسوف أوضح ذلك أكثر كثيرا غداً عن طريق فهم جديد لمعني طاقة العدم والأبعاد السلبية وعلاقة كل هذا بجملة توماس مان «نحن نسبب ما يبدو أنه يحدث لنا».. وهذا ليس في السياسة الداخلية والعالمية فقط وإنما أيضا في العلم كما سوف نري.. فإلي الغد