احتفالاً بمئوية المناضل الراحل «يوسف درويش»، تعرض عشر دقائق من الفيلم الوثائقي «يوسف درويش.. راعي الأمل» إخراج عمرو بيومي، وذلك مساء غداً السبت، في نقابة الصحفيين. والفيلم الذي كتبه الكاتب الصحفي «سيد محمود»، يقدم سيرة المناضل السياسي «يوسف درويش» والذي رحل عام 2006، ويعتبر واحدا من أبرز النشطاء السياسيين المصريين في مواجهة الحركة الصهيونية العالمية وأحد مؤسسي الحزب الشيوعي المصري. ويضم فيلم «راعي الأمل» لقاءات مصورة وتسجيلات نادرة مع يوسف درويش، تصل لأكثر من ثماني ساعات، أجراها فريق العمل مع الراحل قبل عام من رحيله، كما يضم أيضاً لقاءات مع أكثر من 20 قيادة وطنية في مراحل العمل السياسي المختلفة، يتحدثون جميعا عن الدور الذي لعبه الجيل المؤسس للحركة الشيوعية المصرية والخلافات التي نشبت نتيجة وضع اليهود المصريين والأجانب في مراكزها القيادية. ومن بين الأسماء البارزة التي تظهر في الفيلم الكاتب صلاح عيسي وسعد زهران وحلمي ياسين وفخري لبيب وعطية الصيرفي وصابر بركات وعماد عطية ورفعت السعيد رئيس حزب التجمع. والفيلم يحمل شهادة من ابنة يوسف درويش الناشطة الحقوقية «نولا درويش» وحفيدته الممثلة «بسمة».. ويكشف الفيلم لأول مرة عن رسائل متبادلة بين الناشط الراحل والرئيسين المصريين جمال عبدالناصر وأنور السادات ووثائق تؤكد مشاركته في تعبئة حركة مقاومة ضد الاحتلال البريطاني خلال عام 1951 وخلال حرب السويس، بالإضافة إلي الكشف عن التاريخ الوطني للمناضل الراحل، ودوره في الحركة الشيوعية والخلافات التي نشبت بين قياداتها المصرية منذ فترة الأربعينيات وحتي نهاية عصر السادات. المعروف أن يوسف درويش نشأ في أسرة مصرية يهودية من طائفة اليهود القرائين وحصل علي ليسانس الحقوق من فرنسا سنة 1934 وعادلها بالليسانس المصري سنة 1944 وأشهر إسلامه في عام 1947 وكان معروفا بمعاداته للحركة الصهيونية كما رفض استيطان اليهود في فلسطين. وانضم للحركة الشيوعية إبان دراسته الحقوق في فرنسا واهتم عند عودته إلي مصر بالدفاع عن العمال واعتقل عدة مرات وأسس مع زملاء له «منظمة طليعة العمال» ثم انضم لمنظمة «حدتو» الشيوعية سنة 1948 وبعد حل الحزب الشيوعي المصري عام 1952 أسس مع ميشيل كامل «منظمة شروق الشيوعية» ليؤسس بعدها مع أحمد نبيل الهلالي حزب الشعب الاشتراكي عام 1978. وكان المخرج عمرو بيومي قد بدأ مونتاج الفيلم الوثائقي «يوسف درويش راعي الأمل» الذي انتجه محمد العدل في أحد استديوهات، وقد سبق أن توقف العمل في الفيلم لمدة خمسة اعوام لأسباب إنتاجية. يذكر، أن الممثلة الشابة «بسمة» كانت قد تعرضت لحملة هجوم شرسة في الأشهر الثلاثة الماضية، بعد إعلانها عن هوية جدها المناضل السياسي «يوسف درويش»، وهو ما اضطرها لمقاطعة الصحافة المصرية والعربية.