كتبت أكثر من مرة عن رفيق حبيب وأفكاره الإخوانية المتقدمة التي جعلته يتصدر مشهد المنصة في لقاءات الإخوان وإفطارهم الرمضاني.. بجوار المرشد. مرشد جماعة الإخوان المحظورة قانوناً أو بتعبير الصديق عبدالله كمال (المضلل العام)، والمعني واضح.. فرفيق حبيب يحب الجماعة المحظورة، والجماعة بدورها تفضل رفيق حبيب وتعتبره واجهتها المشرفة أمام الرأي العام. رفيق حبيب هو صاحب الدور البارز في صياغة مقترح مشروع الحزب السياسي للجماعة المحظورة، وهو أيضاً منظرها الذي يجد كلامه صدي في أذن إخوان الجماعة المحظورة، وهي كلها علامات بارزة يجب مراعاتها عند قراءة ما يطرحه رفيق حبيب.. خاصة إذا ما تكلم عن الكنيسة المصرية التي هو أحد أتباعها، أو عن الدولة المصرية التي من المفترض أنه أحد أبنائها المدافعين عنها. يحرص رفيق حبيب علي أن يناصر الجماعة المحظورة علي حساب نفسه وعلي حساب وطنه.. فهو تارة يؤيد أبو العلا ماضي في مشروعه لحزب الوسط المنشق عن الجماعة المحظورة، ثم سريعاً ما يعود لرشده ولانتمائه الأصلي لأصولية الجماعة وراديكاليتها التي لا يترك رفيق فرصة إلا ويشيد بها. عندما سألوا رفيق حبيب (بجريدة الدستور 22 سبتمبر الماضي) عن السبب في عدم وجود بابا للمسلمين يكون ملهماً دينياً وزعيماً سياسياً لهم)، قال من التبريرات والتفسيرات التي ربما لم يفكر أحد من الجماعة المحظورة أن يقولها أو يكتبها، ولكنه رفيق حبيب.. ابن الجماعة المحظورة. قال رفيق حبيب الذي تم تصنيفه قبل ذلك علي أحد المواقع الإلكترونية التابعة للجماعة علي اعتباره الكاتب الإخواني الأول (إن معظم علماء الدين الإسلامي واقعون تحت هيمنة ووصاية الدولة بعكس قساوسة الكنيسة القبطية)، واستفاض في الشرح قائلا (إن علماء الإسلام يفتقدون إلي الحرية ومحاصرون حصاراً شديداً في حركتهم وأحاديثهم وخطبهم بعكس ما يتمتع به البابا شنودة والقساوسة والكهنة في الكنيسة)، وهو ما يكرس العبارات التي يرددها الآن غوغائو الطائفية وعوام التطرف من عبارات علي غرار (اضطهاد المسلمين) و(تدليل الأقباط).. وهي عبارات توحي بأن بلدنا قد تحول إلي فريقين متناحرين. لم يكتف رفيق حبيب بذلك، بل قال أيضاً: (إن علماء الإسلام يمكنهم الدفاع عن مصالح المسلمين وتحريك الرأي العام إلا أن القمع الذي تمارسه الحكومة يحد من قدرتهم علي القيام بهذا الدور).. وكأنه يحرض العلماء والأئمة والشيوخ ضد الدولة في سبيل تحقيق نصرة جماعته غير الشرعية، وللمزيد من تحقيق توازن التوجه الإخواني المزعوم يتهم الكنيسة بأنها تحولت إلي كيان سياسي مسئول عن كل ما يخص الأقباط، ولكن للأسف.. خيب ظني ولم يحلل الأسباب باعتباره باحثاً اجتماعياً، ولم يطاوعه قلبه في شرح كيف أسهمت الجماعة المحظورة التي أفرزت لنا جميع أشكال جماعات الإسلام السياسي وكرست العنف في المجتمع المصري في ترسيخ وضع الأقباط الذي ينتقده الآن. الحق الحق أقول لكم.. إن رفيق حبيب هو حالة (إخوانية) خاصة!