تسيطر حالة من القلق علي أطراف عملية السلام الجارية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بسبب عقدة الاستيطان خاصة مع اقتراب موعد انتهاء فترة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والتي بدأت منذ عشرة أشهر بقرار من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وتنتهي نهاية الشهر الجاري ويرفض الفلسطينيون أن يستمروا في المفاوضات مع استمرار الاستيطان وفي المقابل يرفض نتانياهو تمديد تجميد الاستيطان وذكرت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية أمس ان الولاياتالمتحدة قلقة من امكانية انهيار المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين في الأيام المقبلة وعبر عن هذا القلق السفير الامريكي لدي اسرائيل جيمس كانينجهام الذي ابلغ مبعوثي الاتحاد الاوروبي ان الادارة الامريكية لديها مخاوف بأن المفاوضات لن تحيا بعد عطلة نهاية الاسبوع بسبب تشبث الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بمواقفهما ولا يوجد حل حتي الآن لهذه العقدة مؤكدا ان واشنطن تمارس الضغط علي اسرائيل والفلسطينيين للتوصل الي اتفاق بشأن الاستيطان. وأصدرت اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط، والتي تضم امريكا وروسيا والأممالمتحدة والاتحاد الاوروبي بيانا امس تدعو فيه اسرائيل لتمديد تجميدها للاستيطان. ونقلت وكالة رويتر عن مسودة بيان الرباعية قوله: «إن التجميد له اثر ايجابي بينما يسعي الجانبان للتوصل الي اتفاق سلام في غضون العام المقبل». وكانت اللجنة الرباعية التقت علي هامش اجتماعات في الأممالمتحدة في نيويورك، لبحث سبل اقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بتمديد التجميد. في الوقت نفسه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه تم ابلاغ الحكومة الاسرائيلية بالموقف الفلسطيني تجاه المفاوضات في حال استمر الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية. وقال في بداية اجتماعه مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في مقر اقامة عباس في نيويورك: «موقفنا ابلغناه للحكومة الاسرائيلية وهي تعرفه» وذلك ردا علي سؤال حول رد فعل السلطة الفلسطينية تجاه المفاوضات اذا استمر الاستيطان. وكان عباس قد صرح للوكالة الفرنسية بأنه لن يستمر في المفاوضات يوما واحداً في حال استمرار الاستيطان. وعن دوره في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية قال بيريز: «كل اسرائيل مهتمة بهذه المفاوضات وانا موجود هنا لهذه الغاية» مؤكدا: «كلنا ندعم انجاح هذه المفاوضات». كما اعلن بيريز في كلمته بالجلسة الافتتاحية للاهداف الانمائية للالفية التابعة للأمم المتحدةبنيويورك ان اسرائيل مستعدة لاستئناف المفاوضات مع سوريا. ومن جانبه، اكد وزير الدفاع ايهود باراك بأن مسيرة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين تلزم الجانبين باتخاذ قرارات شجاعة. وأضاف باراك ان اسرائيل ترغب في السلام الا انها تتوقع ان تضمن اية اتفاقية سلمية جميع مصالحها الامنية وان تحافظ الولاياتالمتحدة علي تفوقها النوعي ازاء جاراتها. في الوقت نفسه، اكد نتانياهو أن اسرائيل لن تتخلي عن اعتراف الفلسطينيين بيهوديتها. مضيفا «إن ابو مازن لا يمكنه الهروب من هذه القضية او البحث عن صيغ تلتف حولها وعليه ان يقول بوضوح انه يعترف بدولة اسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي». وأوضح نتانياهو خلال تحدثه الليلة قبل الماضية مع مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة ان اسرائيل ستصر علي تطبيق ترتيبات امنية لا يمكن الاخلال بها بما في ذلك التواجد علي امتداد غور الاردن. علي صعيد آخر، قالت مصادر اسرائيلية ان نتانياهو ينوي دفع مشروع قانون يلزم اجراء استفتاء شعبي في حال التوصل الي تسوية دائمة مع الفلسطينيين. ومن المتوقع ان يعد مشروع هذا القانون النائب الليكودي اوفير اوكونيس المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي. في غضون ذلك نشر فيديو علي موقع «اليوتيوب»، ذكرت تقارير إخبارية أن حماس هي التي أعدته اظهرت من خلاله الجندي المختطف «جلعاد شاليط» وهو جالس بين جنديين من رجال حماس مسلحين، وهي صور «مركبة» من فيديو لشاليط تم تصويره قبل عام، وفي نهاية الفيديو ويسمع صوت طلقات نارية. ومن جانبها نفت حركة «حماس» أمس علاقتها بشريط الفيديو، وقالت «كتائب القسام» الجناح العسكري للحركة في بيان إنها تنفي إصدار أي شريط فيديو عن شاليط، وأن ما تم نشره هو شريط «مفبرك لا أساس له من الصحة».