فيما بدأ توافد القادة المقرر اشتراكهم في عملية اطلاق المفاوضات المباشرة إلي واشنطن خير العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إسرائيل بين «العيش في عقلية القلعة تنظر إلي المنطقة من فوق الجدران أو العيش بأمن وسلام مع جيرانها من خلال السلام الشامل» . وقال الملك عبدالله في حوار مع التليفزيون الإسرائيلي قبل توجهه لواشنطن. إن المفاوضات المقبلة تشكل فرصة يجب عدم إضاعتها للتوصل إلي السلام محذرًا من أن الفشل في حل الصراع سيعرض جميع دول المنطقة وشعوبها لموجات جديدة من العنف..ورأي أن استضافة واشنطن لعملية اطلاق المفاوضات المباشرة مؤشر علي الالتزام الأمريكي بدفع جهود السلام إلي الأمام وأكد أن السلام وحده هو الذي يضمن أمن إسرائيل. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر أمريكية قولها إن الرئيس باراك أوباما سيعقد اجتماعا خماسيا علي عشاء عمل غدًا بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني لمطالبتهم ببذل «كل ما بوسعهم» للتوصل لتسوية قضايا الوضع النهائي في غضون عام..ونسبت الصحيفة للسفير الأمريكي الأسبق لدي إسرائيل مارتن أنديك القول إن انتهاء قرار تجميد الاستيطان الإسرائيلي في 26 سبتمبر المقبل سوف يكون «أول اختبار للنوايا من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واختبار لمدي جديتهما». وأضاف أنديك: إنه «إذا ما التزم نتانياهو وعباس بمواقفهما المتشددة فإن عملية السلام سوف تموت في فترة وجيزة بعد ولادتها، لكن إذا كان الطرفان قادرين علي التوصل لاتفاق حول عقبة تجميد الاستيطان فإنهما سوف يخلقان بيئة أكثر إيجابية للتعامل مع القضايا الكبري في المفاوضات. فيما قال مسئولون في إدارة أوباما إن ثمة مناقشات جارية مع الحكومة الإسرائيلية حول عدد من الحلول المحتملة بعد نهاية قرار التجميد المؤقت للاستيطان. وأوضحوا أن من بين هذه الحلول المحتملة محاولة الحصول علي وعد من نتانياهو بأن إسرائيل سوف «تمارس ضبط النفس في بناء المستوطنات»، وربما تسمح بالبناء فقط في الكتل الاستيطانية القائمة في الضفة الغربية علي ألا يتم البناء خارج هذه التكتلات. وأضافوا أن هذه الخطة قد تتضمن كذلك تنازلات مبكرة لبناء الثقة من جانب إسرائيل في عدد من القضايا الإضافية القليلة التي تعد مصدر قلق للفلسطينيين، من بينها الموافقة علي الحد من مداهمات الجيش الإسرائيلي في المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في الضفة الغربية، ونقل مناطق رئيسية في الضفة للسيطرة الفلسطينية قبل التوصل لاتفاق نهائي. وأكدوا أن التوصل لحلول لهذه القضايا مبكرًا قد يضع الرئيس أوباما في وضع أفضل من سابقيه للتوصل إلي اتفاق سلام لأنه سيكون قد تجاوز عقبة كبيرة وسوف يكون كل جانب لديه المزيد من الثقة في نية الطرف الآخر في التوصل لاتفاق. بينما ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس أن نتانياهو ابلغ وزراء حزب الليكود إنه لم يقدم علي الاطلاق أي تعهدات للرئيس الأمريكي، تتعلق بتمديد تجميد البناء الاستيطاني ونقلت الصحيفة عن نتانياهو قوله «لم تقدم أي مقترحات للأمريكيين حول تمديد التجميد ومستقبل المستوطنات سيتم بحثه كأحد عناصر تسوية وضع نهائي جنبا إلي جنب مع الموضوعات الأخري. وأشارت الصحيفة إلي أن نتانياهو انتقد بشدة المطلب الفلسطيني الخاص بتمديد تجميد الاستيطان لمدة 10 أشهر وقال إنهم يبنون حاليا مدينة كاملة بتشجيع منا ثم يتقاتلون معنا بشأن كل منزل في الضفة الغربية.