في خضم الأحداث المتلاحقة والاتهامات الموجهة للإسلام كان ل«روزاليوسف» هذا الحوار مع سفير أحد أهم الدول الأوروبية التي تربطه بمصر علاقات مهمة علي جميع الأصعدة وهو السفير الألماني بالقاهرة ميشائيل بوك الذي يرد علي العديد من قضايا الساعة في مصر والعالم العربي. سيادة السفير تقوم ألمانيا بدور الوساطة في صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي «جلعاد شاليط» بالأسري الفلسطينيين.. فما المرحلة الحالية للمفاوضات؟ - نحن بدورنا مستمرون في الوساطة لكن غير مصرح لي بالإدلاء بأي تفاصيل. برأيك هل ستؤدي المفاوضات المباشرة لتحقيق الهدف منها؟ ورأي ألمانيا في تعنت إسرائيل بخصوص سياسة الاستيطان؟ ولماذا تم رفض دخول الوساطة الأوروبية؟ - بالطبع نؤيد المفاوضات المباشرة كطريق لتحقيق السلام في المنطقة إلا أننا نتحفظ علي تعنت إسرائيل بخصوص سياستها الاستيطانية، أما بالنسبة لإشراك الأوروبيين في الوساطة فهناك من يمثلهم وهو السيد توني بلير وكما تقولون هنا في مصر «المركب اللي لها ريسين تغرق»، فلا داعي لتعدد اللاعبين في الملعب، فهناك اللاعب الأساسي «الولاياتالمتحدة ومصر». سيادة السفير ما تعليقك علي ما جاء في كتاب وزير مالية ولاية برلين السابق وعضو مجلس إدارة البنك الاتحادي تيلو زاراتسين (ألمانيا تمحو نفسها) الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في ألمانيا بسبب تصريحاته حول الأجانب وخصوصا العرب والأتراك؟ - أري أن تيلو زاراتسين قام بكتابة كتاب بشكل جدي وتطرق لقضية مهمة جدا وهي قضية اندماج الأجانب في المجتمع الألماني.. وهناك الكثير من الساسة تطرقوا من قبل لهذه القضية الشائكة.. وأنا بشكل شخصي أري أنه أصاب في بعض النقاط وأخطأ في بعضها وهذه وجهة نظره الخاصة وألمانيا تكفل حرية التعبير.. ما حدث مع زاراتسين هو ضجة إعلامية وبروباجندا. تقولون إنكم تكفلون حرية التعبير فهل حرية التعبير تعني ازدراء الأديان أو اتهام المسلمين بالغباء أو غير ذلك.. فهل يمكن أن نهين السيد المسيح علي سبيل المثال اعتمادا علي حرية التعبير؟ - بالطبع لا يمكن قول ذلك فمفهوم حرية التعبير يختلف بالنسبة لنا، فنحن يمكن أن ننتقد أيضا المسيح، لكن أود التأكيد أن حرية التعبير يجب أن تكون مسئولة، وإذا كان زاراتسين قد أساء التعبير والأسلوب فهو لا يتبني إلا رأيه الخاص ولقد قدم العديد من المقترحات لزيادة ادماج الأجانب في المجتمع الألماني لأن القضية لم تعد هجرة عائلة للعمل والحصول علي المال ثم العودة إلي بلادهم، لم يعد الأمر كذلك، فنحن نجد الأجانب أو الأتراك يأتون (يهاجرون) إلي ألمانيا مع عائلاتهم ثم ينتج جيل ثالث يختلف شكلا وموضوعا مع المجتمع الألماني. عموما زاراتسين الآن لا ينتمي إلي بوندز بنك «الحزب الاشتراكي» وبكل تأكيد فإن حرية الرأي ليست مرادفًا لإهانة الأديان. تقدمت وزيرة التعليم الألمانية انيته شافن بمشروع قرار يقضي بتعليم الأئمة المسلمين في الجامعات الألمانية.. هل تعتقد أن هذا الاقتراح يمكن تحقيقه؟ وإلي أي مدي يؤثر ذلك إيجابيًا علي علاقة ألمانيا بالعالم الإسلامي؟ - أعتقد أن هذا الاقتراح من الممكن تحقيقه وبالفعل يمكن أن نستثمر أكثر في المجالات التعليمية لزيادة ادماج الأجانب والمسلمين في المجتمع الألماني، مما يؤثر بالطبع علي علاقة ألمانيا بالعالم الإسلامي. ولقد أصاب زاراتسين عندما لفت أنظارنا إلي خطورة قضية الاندماج لذا أدركنا أننا يجب أن يتعلم الأجانب أو الجيل الجديد منهم أن يتعايش مع الثقافة الألمانية. نشرت الصحف المصرية والألمانية قضية رشوة فيروشتال وتورط أسماء مسئولين كبار علي مستوي الوزارات هل يمكن أن تطلعنا علي ما انتهت إليه هذه القضية؟ - في الحقيقة هناك العديد من هذه القضايا في مصر وألمانيا وما يمكن أن أقوله إن التحقيقات تسير بشكل طبيعي وقانوني والجانبان الألماني والمصري يعملان جنبا إلي جنب لكشف الحقائق وسير العدالة وبكل أسف ليس لدي أي تفاصيل أخري في هذا الشأن. في السنوات الأخيرة نما مصطلح (الاسلاموفوبيا) في العالم بل وأصبح في بعض الأحيان الإسلام مرادفًا للإرهاب؟ وتبع ذلك العديد من الجرائم التي تتم ضد المسلمين مثل مقتل الدكتورة المصرية مروة الشربيني والمواطن المصري علي يد زوجته الألمانية ما تعليقك علي ذلك؟ - أري أن ذلك ربما يشير إلي الخوف الذي لدي البعض من الإسلام أو إلي الجهل، فهناك أيضا من يربط بين المسيحية والحروب الصليبية.. لذلك يجب أن نلجأ إلي التعليم وتوضيح مبادئ ومفاهيم الدين الإسلامي ومد جسور الحوار والنقاش وأؤكد علي الحوار والنقاش للخروج من هذه الأزمة. ما الموقف الحالي لتمثال نفرتيتي؟ - لقد تم نقل تمثال نفرتيتي من مصر إلي ألمانيا بشكل شرعي واتفق مع الرئيس مبارك حينما قال «بحكمته» إن نفرتيتي هي خير سفير لمصر في ألمانيا لقد قمنا ببناء متحف رائع حولها ويقوم بزيارتها المئات من الأشخاص الذين يتعرفون علي الحضارة والتاريخ المصري من خلالها وهي في أيد أمينة. سيادة السفير ما رأيك وتعليقك علي التصريحات الأخيرة للمسئولة الأوروبية ريدنج بمقارنتها لفرنسا بشأن قضية تهجير وترحيل الغجر بألمانيا النازية؟ - لقد قامت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالرد علي ذلك وأوضحت أن هذا خطأ تاريخي والعالم يعرف من هم الألمان وأعتقد أننا في هذا الشأن لسنا في حاجة للدفاع عن أنفسنا أو تحسين صورتنا.