في مكتبه البسيط الواقع في منطقة فقيرة تعد مركزا للأمريكيين الأفارقة بشمال مينيابوليس في ولاية مينسوتا الأمريكية، تجد كيث اليسون أول نائب مسلم في الكونجرس يتحرك بهمة ونشاط يؤدي عمله اليومي المعتاد، ينتقل من مكان لآخر، يتابع قضية مسجد نيويورك، وأجواء انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس، وعند الغروب، عند الثامنة مساء، تجده يتجمع مع أبنائه الأربعة أو مع أصدقائه علي مائدة الطعام في المنزل أو في مطعم »مارينا« أو »هولي لاند« أي الأرض المقدسة لتناول الإفطار، ليذهب بعدها لصلاة التراويح إذا ما سنحت الفرصة في مسجد النور الذي يتردد عليه باستمرار. يقول اليسون ل«روزاليوسف»: «بمجرد مرور أول يومين أو ثلاثة علي الأكثر من رمضان، لا أجد صعوبة في الصيام». بالنسبة لنائب الكونجرس المسلم، فإن وقت الإفطار كل ليلة في رمضان هو عيد يومي، حيث يصبح الطعام له مذاق خاص كما أنه يلتقي خلال رمضان بأصدقاء كثر وأناس مختلفين منهم بعض المواطنين من البوسنة الذي تناول معهم الإفطار مؤخرا وكانت فرصة لمناقشة الأوضاع في كل من البوسنة وكوسوفو. اليسون يستيقظ مبكرًا لصلاة الفجر ويتناول قبلها سحورًا خفيفًا ويواظب علي قراءة جزء من القرآن يوميًا، بينما يحاول جاهدًا أن يصلي التراويح كل ليلة. عائليًا، يحرص اليسون أيضًا علي الإفطار مع أبنائه الأربعة المسلمين الذين يصومون معه رغم أن والدتهم غير مسلمة، مستغلا عطلة الكونجرس الصيفية. وبعكس المسلمين المهاجرين إلي الولاياتالمتحدة، يعتبر اليسون، الذي نشأ كاثوليكيا قبل أن يعتنق الإسلام، أن سماع أذان المغرب في أمريكا للإفطار سيبدو غريبا ان حدث لأنه لم يعتد عليه أبدا، ويوضح: «إذا سمعت الأذان هنا سيكون أمرا غير معتاد وسأجده شيئا رائعا لكن الأمر يختلف بالطبع عن العالم العربي». صيام اليسون مثل صيام كثير من المسلمين في أمريكا يعتبر عبادة داخلية لأن من حولك لا يشاركوك الوضع نفسه، وبالتالي فإن معرفة وقت الإفطار تقتصر علي النظر في السماء أو النظر في الساعة!.