بفعل الزمن وعوامل أخري تحولت الحلمية الجديدة من منطقة قصور ومنازل للأمراء والباشاوات والفنانين أشهرهم شادية وفريد شوقي.. إلي نقطة خطرة تعاني من الانهيازات المفاجئة مع حي الدرب الأحمر المجاور.. وآخر 4 حوادث في شهر واحد.. وتتوسط الحلمية الجديدة التابعة لحي السيدة زينب عددًا من الأحياء والمناطق القديمة التي لها تاريخ عريق مثل القلعة والسيوفية والصليبة والخليفة والسيدة عائشة والسيدة نفيسة والحسين والأزهر والغورية والمغربلين والدرب الأحمر وسوق السلاح وبركة الفيل والجماميز. وتضم الحلمية الجديدة عدة أبنية أثرية أخذت اسمها من عباس باشا حلمي بداية القرن العشرين مثل قصر الأمير طاز وسبيل أم عباس وبيت السادات وغيرها.. والغريب أن كل ذلك أصبح مهددًا بالانهيار مع المئات من العقارات القديمة في أي وقت. سعاد شحاتة - عضو مجلس محلي حي السيدة زينب - طالبت مسئولي الحي بضرورة تنفيذ قرارات الإزالة الصادرة للعقارات حفاظًا علي حياة المواطنين، مبدية استياءها من إقامة السكان أو الملاك للطعون القضائية ضد قرارات الإزالة مما يعيق تنفيذها ويعرض حياتهم للخطر طوال الوقت.. منتقدة دور الحي في إصدار قرارات الإزالة وعدم متابعتها بعد ذلك خاصة في العقارات التي يرفض شاغلوها اخلاءها علي أن يتحملوا المسئولية كاملة عما قد يحدث من انهيار أو وفيات أو إصابات لهم مطالبة بضرورة إيجاد حل لتلك المشكلة لأن نتائجها موت وإصابة العشرات كما حدث في الانهيارات الأخيرة. وتلفت سعاد إلي صدور قرارات تنكيس لعقارات منذ 10 و 15 عاما ولم تنفذ حتي الآن لأن ارتفاع مستوي المعيشة والضغوط الاقتصادية حالت دون تنفيذ الشاغلين للعقارات لعملية الترميم في الوقت الذي يتعنت فيه الملاك ويرفضون الترميم.. وطالبت مسئولي الحي بأن يكون لهم دور في ذلك خاصة أنه من حق السكان إجراء عملية التنكيس علي نفقتهم وخصم فعايلها من الإيجار الذي يدفع للملاك. وانتقدت غفلة مسئولي الأحياء وعدم انتباههم للخطر أولا بعد حدوث الكوارث وانهيار العقارات وموت الأبرياء. .. أما حي الدرب الأحمر فيضم 14 شياخة منها شياخات حارة الروم والمغربلين والدرب الأحمر وسوق السلاح والسروجية وغيرها ويغلب علي كل تلك المناطق الطابع الشعبي، ولها تاريخ عريق بوسط القاهرة.. ولها نفس مميزات العقارات الموجودة بالحلمية وتضاف إليها المحلات التجارية لبيع السلع والبضائع بالجملة والقطاعي، مما يضيف أعباء أخري علي العقارات التي يسكنها الباعة والعمال الذين يعيشون بالمنطقة بعد أن وفدوا إليها من جميع المحافظات. الكثير من الملاك في الدرب الأحمر قسموا عقاراتهم إلي غرف تتراوح كل منها بين 3 و 4 أمتار لتأجيرها لهؤلاء العمال والباعة وغيرهم للعيش فيها اضافة إلي اتخاذ بعضها كمخازن للبضائع والسلع خاصة في مناطق المغربلين وسوق السلاح وسوق الغورية والفحامين وشارع القلعة والمناطق الواقعة علي الجانبين والتي تتبع حي الدرب الأحمر. ويقع في الحي عدد كبير من ورش الحدادة والنجارة والرخام ومخازن الأخشاب، وغالبيتها معرضة للكوارث، فاذا لم يقض عليها بالانهيارات سوف يقضي عليها بالحرائق نتيجة لعدم اتباعها أساليب السلامة والصحة المهنية وعشوائيتها، وهذا انذار اخر يواجهه المواطنون في تلك المنطقة.