في كل عام تزداد السلبيات المتعلقة بتواجد النساء في المساجد بأعداد غفيرة في صلاة التراويح في رمضان، هذه السلبيات كشف عنها المصليات انفسهن، حيث أكدت سيدات يحرصن علي حضور صلاة التراويح وجود مشاكل كثيرة متكررة كل عام من كثير من رواد المسجد من النساء تصل إلي حد التنافس علي أحضار اطعمة وحلويات ومشروبات لتناولها أثناء جلسات الاستراحة بين ركعات التراويح، فضلا عن الضوضاء والجلبة الناتجة عن كثرة الأحاديث بين النساء في المسجد، ووجود أطفال صغار مع أمهاتهن.. بل إن بعض النساء يأتين بطرامس الشاي لتناوله مع الحلويات في الاستراحة بين الركعات او أثناء الدروس بل والقيام بالتوزيع علي باقي المصليات. ونجد أخريات يعتبرن المسجد بمثابة " نادي " فيقمن بالدردشة التي تصل أحياناً الي حد الحديث عن أحوال النساء الاخريات فيدخل الامر في نطاق الغيبة و النميمة .. كل تلك التجاوزات تحدث في الكثير من المساجد في رمضان دون وجود رقابة فعلية من إمام المسجد، وهو ما حاولنا رصده داخل عدد من المساجد المشهورة. بداية تقول سامية جودة إنها امتنعت هذا العام الذهاب إلي المسجد بسبب ما تجده من لغو النساء في المساجد اللاتي يتخذن المسجد وكأنه ناد، وتقول إن الأقبال المتزايد من النساء علي المساجد لصلاة التراويح أدي لزحام شديد يعوق استشعار السكينة في المسجد خاصة أن المسجد أصبح في الفترة الاخيرة مكاناً لتجمع السيدات في رمضان فيقمن باستغلال الخطبة او الدرس او استراحة ما بين التراويح فيخرجن عن آداب المسجد و يتناولن سيرة الغير بالغيبة و النميمة. وتشير إلي أن الأزمة انه اذا تدخلت احدي السيدات الاخريات للنهي عن تلك التصرفات السيئة وجدت من الأخريات من تقوم بمعاتبتها وقد يصل الامر في النهاية الي مشاجرة . وتؤكد ذلك الحديث رحاب يونس احدي المصليات التي تشكو من الصلاة مع السيدات نظراً لازدحامهن الشديد أثناء صلاة التراويح ما يسبب رائحة كريهة خاصة في المساجد التي لا يكون بها وسائل كافية للتهوية. و تتفق معهما السيدة نجاة علي التي تبلغ من العمر ال74 عاماً و التي توضح ان الذهاب الي المسجد كان متعة لها منذ زمن لكن مع ازدياد إقبال السيدات علي الذهاب للمسجد خاصة في صلاة التراويح في رمضان قللت من الذهاب للمسجد لتأدية التراويح بينما يمكن ان تذهب للاستماع الي الدروس في الايام العادية، لافتة إلي أن اكثر شيء أزعجها هو اصطحاب السيدات لأطفالهن أثناء الصلاة الذين يصدر عنهم بكاء يخرج الكثيرات عن التركيز و التعمق في الصلاة ويسبب ازعاجا للحاضرات وفي بعض الاحيان للإمام و هو ما حدث بالفعل ذات مرة عندما طلب الامام من الحاضرات اللاتي أحضرن اطفالهن الخروج من المسجد . مو قف الأئمة وعن موقف بعض الائمة من تلك التجاوزات ومعرفة دورهن في التحكم فيها و الحد منها أكد الشيخ متولي عبد الدايم إمام مسجد السيدة زينب أن تلك التصرفات من السيدات التي تتمثل في الدردشة و اللغو وإثارة الضوضاء تحدث في أغلب الاوقات و لكن يكون هنا دور لامام المسجد في توجيه السيدات بمخالفة تلك التصرفات لآداب المسجد وندعوهن من خلال النداء عبر الميكروفونات لترك تلك التصرفات ..بل و ننبه عليهم بعدم أصطحاب الاطفال الرضع لانه يثير الجلبة ويصرف المصلين عن أداء الفرائض و السنن و لا يليق بوقار المسجد. ويعتبر إمام مسجد السيدة زينب أن الأهم والاخطر من تجاوزات النساء هي التجاوزات التي تحدث خارج المسجد من انتشار للمتسولين الذين أصبحوا سمة من سمات مسجد السيدة زينب كذلك وجود الأسواق المجاورة و الملاصقة له وأصوات البائعين العالية التي تكون عالية . أما أحمد تميم المراغي إمام مسجد السيدة نفيسة فيشير إلي أن اصطحاب المأكولات و المشروبات غالباً يكون أثناء صلاة التراويح في رمضان خاصة اذا كانت طويلة و يتخللها استراحات او دروس و هو ما نبيحه بشرط أن تكون مأكولات خفيفة كبعض الحلوي و كذلك المشروبات التي تروي ظمأهن بعد يوم طويل من الصيام خاصة مع قدوم رمضان في فصل الصيف مما يعتبر نوعا من التخفيف علي المصلي خاصة انهن احياناً يتناولن شيئاً بسيط في الافطار ويكملن بعد انتهاء التراويح . ويعلل موافقته علي تناول الأطعمة في استراحة التراويح بأن المساجد التي بها اعتكاف لمدة أسبوع يباح فيها تناول المأكولات و المشروبات علي أن يتم ذلك عقب الصلوات الخمس و التراويح و غيرها عندما يقل زوار المسجد بينما اذا حدث غير ذلك مثل تجاوزات و شجارات فيتم تدخل حارس المسجد و الامام نفسه لفض اي اشتباك حتي بين السيدات المترددات علي المسجد بأن يتم اصطحابهن الي مكتب الادارة و يتم فض الخلاف وقتها بالتحكيم بينهن. أما الشيخ بسيوني عبد العزيز إمام مسجد رابعة العدوية فيرفض تناول المأكولات داخل المسجد بينما تتم إتاحة المشروبات خاصة في فترات الصيف أثناء استراحة صلاة التراويح و يتم ذلك بعلم إدارة المسجد و يتم من باب التيسير. وعن حلقات الدردشة المنتشرة بين السيدات المصليات يقول عبد العزيز إنه غالباً ما يدعو المصليات اللاتي يقمن بذلك الفعل إلي التوقف لانه لا يتماشي مع آداب المسجد و هو يمكن ان يحدث بعيداً عن صحن المسجد. كذلك يؤكد الشيخ أحمد البرعي إمام مسجد الحسين انه بالنسبة لمسجد الحسين فتتم فيه مراعاة سلوك المواطنين والتأكد علي النظافة المتناهية للمسجد ذلك لانه قبل كل شيء بيت من بيوت الله و ثانياً لسلوك المواطنين و التأكيد علي النظافة المتناهية للمسجد ذلك لانه قبل كل شيء بيت من بيوت الله و ثانياً لاعتباره قبلة للكثير من السياح الذين يأتون لزيارة مسجد الحسين باعتباره أثرا اسلاميا من الدولة الفاطمية . ويضيف أن إمام المسجد و حارسه يقومان بالتدخل علي الفور لمنع تناول أي مأكولات أو مشروبات داخل صحن المسجد سواء للمصلين او لرواده من السائحين بالاضافة لوجود تلك الممنوعات مكتوبة خارج المسجد وداخله . رأي الدين وحول وجهة النظر الشرعية في الضوضاء وتناول الأطعمة باستراحة التراويح يقول دكتور احمد السايح أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إنه لا ينبغي ان يكون في بيت الله سبحانه وتعالي مثل تلك الافعال خاصة في أداء الصلوات لأن هذا يتنافي مع ابسط قواعد الإسلام لأن الله سبحانه وتعالي أمر بأن تؤدي الصلاة في خشوع ، فيروي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم مر علي رجل يلعب في لحيته أثناء الصلاة فأشار الرسول صلي الله عليه وسلم بأنه لو خشع في الصلاة لخشع قلبه بمعني ان لعبه في لحيته لا يدل علي الخشوع والخضوع والتذلل لله تعالي ، كما شدد العلماء علي انه لاينبغي ان يتكلم المصلون بصوت عال في المسجد لأن هذا ليس من آداب الإسلام . ويفضل دكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية انه اذا تعرض المصلون اثناء الصلاة لمشادة او مشاجرة فإن الصمت هو اول الاختيارات لانه في بعض الاجتماعات الاسلامية الوقورة مثل اجتماعات الصلاة لا ينبغي الدخول في مثل هذا وحكم من يقول لأخيه انصت هو اشتراكه في اللغو والثرثرة والاثم وذلك في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم " اذا قلت لاخيك انصت فقد لغوت ومن لغا فلا جمعة له "، مؤكدا ان الصلاة والاستراحة فيها لا تعرف شيئا اسمه تناول طعام او شرب الشاي.