علي الرغم من انتشار الخوف من أنفلونزا الخنازير إلا أن المصلين لم يمنعهم الخوف وتزاحموا بالآلاف في مساجد مصر ليؤدوا صلاة العشاء والتراويح كي يحظون بفضل تلك الليلة، ففي جامع عمرو تزايد أعداد المصلين لأكثر من نصف مليون مصل عن العام الماضي في زحام شديد أدي إلي غلق الشوارع العامة المجاورة لمسجد جامع عمرو بن العاص. وعن تزايد الأعداد في المسجد قال عبد الله المصري عضو اللجنة الدينية بجامع عمر إن ما جعل عدد المصلين يزيد هذا العام علي الأعوام السابقة ليصل لأكثر من نصف مليون هو أن كثيرين ممن عهدوا في تلك الأيام بالسفر لأداء العمرة في العشر الأواخر منعوا بعد تقنين السفر بسبب انفلونزا الخنازير فحرصوا علي القدوم لجامع عمرو لصلاة التراويح فيه في ليلة ال"27"، خاصة ان الصلاة في جامع عمرو بها روح الصلاة في الحرمين حيث الزحام الشديد. وحول تزاحم السيدات والرجال أثناء الصلاة بشكل غير منظم خارج أسوار المسجد أفاد المصري أن القائمين علي المساجد يقومون بتشكيل لجنة في تلك الليلة من الشباب لتحديد أماكن للرجال وللنساء ، إلا أن معظم من يأتون للمسجد يكون مع الإقامة في الوقت الذي يقوم فيه شباب المجلس المنظم بمهام أخري ، بالإضافة إلي عدم الوعي من الناس القادمين من رواد المسجد علي الرغم من المناداة قبل الصلاة والتنبيه المستمر بأن تمكث النساء في الصف الأخير ولا تزاحم النساء الرجال. وكان أبرز ما شهدته صلاة التراويح هو ما اشتمل عليه دعاء التراويح الذي أداها بالمصلين الشيخ محمد جبريل بالحفاظ من وباء الطيور والخنازير فيما أكثر المصلون من التأمين وراء الإمام بصوت عال، كما شهدت صلاة التراويح في جامع عمرو ثلاثة دروس دينية ألقاها كل من الشيخ عبد الحفيظ غزال أمام مسجد الفتح، والشيخان أحمد حسن وعلي مصطفي من أئمة الأوقاف، حيث تحدث الدرس الأول عن آداب الدعاء، أما الدرس الثاني فتحدث عن آداب الجلوس في المسجد علي الهدوء والسكينة وعدم التزاحم أمام القبلة خاصة وراء الإمام، بينما ركز الدرس الثالث الذي ألقاه الشيخ علي مصطفي علي خلق المسلم في رمضان وفي المسجد وأهمها الحفاظ علي النظافة وقدسية المسجد بما يمثل وقاية طبيعة للإنسان من كل الأمراض ، فيما قام الشيخ محسن الشناوي بأداء تلاوة قرآنية للمصلين ، ورفع الآذان الشيخ حسن الشريف ءوفي مسجد رابعة العدوية تجمع عدد كبير من المصلين كعادة كل عام و إن كانت الصلاة لم تطول كثيرا فقد تم تأجيل صلاة ركعتي الشفع و الوتر لما بعد صلاة التهجد و هو ما تسبب في تذمر الكثيرين و الذي جاءوا في ليلة القدر أملا في الدعاء. وقد تخللت صلاة التراويح الإجابة علي أسئلة المصلين و التي تولي الرد عليها إمام المسجد د. بسيوني عبدالعزيز وكانت عن أفضل الأوجه لصرف الزكاة و هنا وجه الامام الدعوة لأن يدفع المسلمون الزكاة بأنفسهم ففي كل خطوة يخطوها الإنسان حسنة مشيرا إلي أفضلية توجيه الزكاة لبناء المساجد وإعمارها بدلا من الزوايا الصغيرة الموجودة تحت المنازل والتي تنشر روح الفرقة، كما أوضح أفضلية تقديم الزكاة لمرضي المستشفيات بشكل مباشر وليس من خلال وسيط بتحويل مبلغ مالي للبنك. كما أوضح أن حب النبي لا يكون بالكلام و لكن بالفعل و العمل الصالح،و أجل الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بكيفية إحياء ليلة القدر لما بعد انتهاء صلاة التراويح و التي بمجرد انتهائها انصرف أغلب المصلين قبل سماع الخطبة كما أحدثت النساء ضوضاء شديدة بكثرة الأحاديث التي قطعت عليه تركيزه فقال :ما ينبغي لمسلم أو مسلمة أن يعلو صوتهم في المسجد و إذا استمر الأمر علي وضعه الحالي سيضطر لإغلاق مصلي السيدات فسيكون بذلك صلاتهن في بيوتهن أفضل بدلا من تعطيل الصلاة و التشويش علي الامام. وفي خطبته أكد د. بسيوني ضرورة إحياء الليلة بالصلاة وقراءة القرآن علاوة علي كثرة الاستغفار و الصلاة علي النبي و دعا أن تكون تلك الأمور بمثابة العادة التي يواظب عليها المسلم حتي بعد رمضان حتي لا تضيع الحسنات و العمل الصالح في رمضان. بعد انتهاء الخطبة تم الإعلان عن حفل توزيع الجوائز للأطفال الذين شاركوا في برنامج تعليم الصيام والصلاة الذي بدأه المسجد مع بداية الشهر لتعويد الأطفال علي الصيام و الصلاة بداية من سن 6 سنوات وتم تكريمهم و تقديم الهدايا الرمزية وسط فرحة الأهالي الذين التقطوا الصور التذكارية لأبنائهم إلا أن الملاحظ أن أغلب المكرمين كانوا من البنات وفي مسجد النور بالعباسية أدي آلاف المصلين من الرجال والسيدات صلاة التراويح في ليلة القدر الذي امتلأت أركانه وساحته وسلالمه أيضا بالمصلين حيث حرصوا علي التواجد في ختمة القرآن والتأمين وراء الشيخ أحمد التركي إمام المسجد، وقد تحدث الشيخ أحمد في درس التراويح عن أهمية تغيير السلوكيات السلبية للمسلمين في أداء عبادتهم وحياتهم بأكملها لاسيما في هذه الأيام المباركة، مشيراً إلي أن كل عبادة يكون لها تأثير علي حياة الإنسان، وفي نهاية صلاة التراويح أعلن الشيخ أحمد ترك عن ختمة القرآن الثانية التي ستوافق ليلة 29 رمضان.