كتب : السيد محمود الشريف نقيب الاشراف لشهر رمضان فضل اعظم لكظم الغيظ لان الصائم دائما ما يعمل حسابا لغضبه وان الغضب لايليق بهذا الشهر الكريم ويهذب نفسه بنفسه ليخرج من هذا الشهر مهيأ للحياة من جديد بالعديد من الصفات التي تركها الصيام له في نفسه ، ويعمل بقول رسول الله «صلي الله عليه وسلم» اذا سابه احد فليقل له إني صائم . إن الإسلام قد دعا الي كظم الغيظ واعتبر هذا التصرف من مكارم الاخلاق والصفات المستحبة في الاسلام ، وكظم الغيظ اجتراعه والامساك عن ابدائه يقول الحق سبحانه وتعالي " والكاظمين الغيظ " ، والكظم هو الامساك علي ما في النفس من صفح او غيظ والغيظ هو الغضب او اشد الغضب ... والكاظمون الغيظ يعني الجارعين الغيظ عن امتلاء نفوسهم منه .. وكظم الغيظ رده في الجوف والسكوت عليه وعدم اظهاره مع قدرة الكاظم علي الايقاع بعدوه ، وقيل ان الغيظ اصل الغضب ، يقول الحق تبارك وتعالي " الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " . وقد حث المصطفي صلي الله عليه وسلم المسلم علي كظم غيظه ، فعن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " ما من جرعة اعظم اجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله " ، وفي حديث اخر عن معاذ بن جبل عن ابيه رضي الله عنهما ، ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " من كظم غيظا وهو قادر علي ان ينفذه دعاه الله عز وجل علي رءوس الخلائق حتي يخيره من الحور ما شاء ". وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب وعن ابن عمر - رَضي الله عنهما -: أن رجلا جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أي الناس أحب إلي الله؟ وأي الأعمال أحب إلي الله؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أحب الناس إلي الله تعالي أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلي الله تعالي سرور يدخله علي مسلم، أو يكشف عنه كُربةً، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرًا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه - ولو شاء أن يمضيه أمضاه - ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشي مع أخيه في حاجةٍ حتي يتهيأَ لهُ؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام". ولكظم الغيظ فوائد كثيرة فهو دليل قوة النفس وقهر شهوة الغضب ودليل تقوي الله ودليل الصبر والعفو وفيه عظيم الثواب ... وكاظم الغيظ يأمنه الناس فيألفونه ويقتربون منه ولا يتحاشونه ويشيع بين الناس جو الصفاء والوداد والحب والاخاء .