ورد سؤال يقول : كم عدد ركعات صلاة التراويح ؟ وكيف نوفق بين من يصلي ثماني ركعات ومن يصلي 12 ركعة ومن يصلي عشرين ركعة؟ وهل يجوز لمن يصلي ثمانية أن يصلي وراء من يصلي 12 ركعة في التراويح ثم يسلم ؟ **ويجيب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية قائلا : صلاة التروايح ليست فرضاً ولا واجباً ، ولكنها سنة ، ثبت أصلها عن النبي صلي الله عليه وسلم حين صلاها ثلاث ليال ثم تركها بعد ذلك ، رحمة بأمته ومخافة أن تفرض فتشقَّ عليهم حديث عائشة رضي الله عنها " أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلي في المسجد ، وصلي رجال بصلاته ، فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثرُ منهم فصلي فصلَّوا معه ، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم فصلَّي فصلَّوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتي خرج لصلاة الصبح ، فلما قضي الفجر أقبل علي الناس فتشهد ، ثم قال : أما بعد ، فإنه لم يخف علي مكانكم ، ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها فتوفي رسول الله صلي الله عليه وسلم والأمر علي ذلك " والثابت أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصلي بهم في كل مرة من المرات الثلاث ثماني ركعات ثم كانوا يكملون صلاتهم في بيوتهم وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلاها الصحابة عشرين ركعة واستمر الأمر علي هذه السنة التي استنها الخلفاء الراشدون إلي عهد عمر بن عبد العزيز فزيدت إلي ست وثلاثين ركعة بزيادة ستة عشر ركعة ، وسبب ذلك أن أهل مكة كانوا يطوفون بالبيت بعد كل أربع ركعات (من الركعات العشرين) فرأي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أن تصلي أربع ركعات بدل كل طواف والتمسك بما كان عليه الصحابة من صلاة عشرين ركعة هو مذهب الأئمة الأربعة وهو أولي ، وينبغي تأخير الوتر بعدها ، ويندب ختم القرآن كاملاً في صلاة التراويح يوزع جزء في كل ليلة ويطلب من الإمام تخفيف الصلاة علي المأمومين وتفضل صلاتها في المسجد لمن يحتاج الناس إليه ، أو لمن ينوبه الكسل لو لم ينزل للمسجد.