نعيش هذه الأيام ظاهرة قطع النور والمياه وظاهرة الازدحام المروري التي تمنع المواطن من الوصول إلي إنجاز أعماله في وقت يسير في ظل جو حار خانق ترتفع فيه الرطوبة إلي أعلي معدلاتها وعندما تجلس في منزلك أو مكتبك وتفاجأ دون سابق إنذار أو تنبيه بانقطاع التيار الكهربائي وبعد فترة لا تجد كوب مياه مبرد تشربه وأن اغذيتك المحفوظة قد تحللت أو انك لا تستطيع في مكتبك ان تمسك الورقة والقلم أو تطلع علي كتاب أو أن تكتب مذكرة علي الكمبيوتر فانك تشعر بفقدان احساسك بالزمن وبفقدان اي قيمة للحياة في تلك الساعات القليلة وتجلس لتفكر كيف يفكر الآخرون من أجل توفير الطاقة المدعومة علي حسب زعمهم وكيف لم يفكروا في الخسائر التي يتسبب فيها انقطاع التيار دون سابق انذار سواء بالنسبة الي المنازل أو المصانع أو المستشفيات أو المحلات العامة. أما ظاهرة انقطاع المياه فهي كارثة أخري في القرن الواحد والعشرين حيث تحولت مدن السادس من اكتوبر والقاهرةالجديدة إلي مجتمعات عشوائية انقطع عنها المياه لمدة ثلاثة أيام وانتشرت عربات توزيع المياه في أحيائها وتحول مشهد الحصول علي جركن المياه إلي قتال عنيف بين البشر وارتفعت اسعار المياه المعدنية الي عنان السماء وتحركت السيارات لتبحث عن المياه خارج هذه المدن وتحولت الحياة داخل المنازل إلي حياة بدائية واحتل الكوز البلدي مكان الصدارة مرة أخري في الاستحمام واصبح الحصول علي جرعة مياه بعد صيام طويل في جو حار خانق هو اشبه بالمعجزة البشرية التي يتمني الجميع أن تتحقق وتحولت تلك المجتمعات العمرانية الجديدة إلي مناطق عشوائية دون سابق تنبيه وفي ظل صمت لم يعرفه الإنسان المصري من قبل في مثل هذه الظروف والإجابة علي رقم 125 الخط الساخن للمياه هناك ماسورة كبيرة انكسرت ولا نعرف متي يتم تصليحها. المفاجأة التي تكشفت لنا أن استشاري البنية الأساسية في القاهرةالجديدة هو ذاته استشاري البنية في قرية البرادعة في محافظة القليوبية والتي اكتشف فيها اختلاط الصرف الصحي بمياه الشرب وتسببت في انتشار أمراض التيفود أن ذلك يوضح مدي تحمل المواطن المصري لتكلفة الفساد ومرارا وتكرارا ذكرنا في المقالات السابقة انه علي الحكومة مكافحة الفساد لأن تكلفة الفساد هي أضعاف أضعاف تكلفة الدعم الذي يقدم الي المواطن والذي يجب ان يرفع عنه الدعم هو الفساد وليس السلع. أما ظاهرة الازدحام المروري وفوضي المرور فنعلم ان جزءا منها يتعلق بالسلوك البشري إلا أنها لها جانب آخر هو غياب التواجد الأمني في الشوارع لمحاولة فرض احترام القانون فقد تتوقف بسيارتك لفترات طويلة ثم تفاجأ بان إحدي السيارات معطلة علي جانبي الطريق وتسبب الاختناق المروري ولا يوجد تحرك سريع لرفع هذه السيارة حتي يتم تسير المرور أو أن هناك حادث طريق يتسبب الخلاف ما بين اطرافه في تعطيل حركة المرور أو أن سائقي الميكروباص يعترضون مطالع الكباري عنوة أو أن الشارع به ثلاثة صفوف تعوق الحركة ويغيب التواجد الامني السريع في التعامل مع مثل هذه الظواهر فكل من يرتكب هذه المخالفات علي يقين بان يد القانون لن تطوله ويصبح الضحية هو المواطن العادي الذي يسير في الشارع مترجلا أو راكبا سيارة سعيا الي رزقه راغبا في انجاز اعماله في سرعة وسهولة. فاذا كان لديه ثلاث رحلات داخل المدينة بحثا عن الرزق فانه إذا انجز واحدة فلقد حقق معجزة ولا شك أيضا أن السكوت علي مثل هذه الظواهر هو صورة أخري من صور الفساد الذي لا يمكن السكوت عنه لانه يضيف خسائر فادحة للافراد والمجتمع ايها السادة ابحثوا جديا لرفع الدعم عن الفساد بدلا ان تملأوا الدنيا ضجيجا لرفع الدعم عن سلع المواطن الفقير فهذا انفع لنا ولكم وللجميع...