مهنته تجري في عروقه حتي قبل ان يولد. فهي مهنة الأجداد فتربي علي اصول الصنعة داخل ورشة صغيرة بشارع شبرا، ورغم الركود الذي لحق بمهنة صناعة الفانوس الصاج، واغراق الاسواق بشلالات الفانوس الصيني الا انه مازال متمسكا بها ومحافظا علي تراثها رغم تجاوزه ال60 عاماً. انه عم رأفت محمد عفيفي الذي ينطبق عليه مقولة «يعمل من الفسيخ شربات» فهو صاحب ادوات بسيطة يصنع بها المعجزات، ابداعات فنية. معتمدا علي موهبته الفطرية وبدايته المبكرة فلقد كان يخرج من مدرسته كل يوم متوجها الي الورشة. حتي حصل علي الابتدائية وبعدها انضم للعمل مع والده بصناعة الفانوس الصاج الي ان تعلم المهنة علي اصولها، بل وابدع فيها فأصبحت اصابعه تعزف علي الصاج وتطوعه كما يريد، ليجدله مع الزجاج الملون، بلمسات رقيقة من مكواة اللحام وطرقة خفيفة. يصنع فانوسا جميلا يأخذ بألباب الكبار قبل الاطفال من اهل منطقته بشارع شبرا.وبمرور الوقت اصبح لعم رأفت لمسته في الفانوس الي ان حان موعد التحاقه بالتجنيد لتأدية الخدمة العسكرية في حرب 67 و73 فتعلم القيادة والتي عمل بها فترة 5 سنوات. إلا ان الحنين الي مهنته القديمة اخذه اليها مجددًا ليساند والده، والذي توفي بعدها وترك ميراثا ثقيل الحمل علي عاتق عم رأفت فواصل المسيرة، مع اشقائه ثم تزوج واخذ والدته لكي تعيش معه هو وزوجته. ثم رزق بثلاث فتيات علمهن وانفق علي زواجهن من مهنته هذه. ومن وقتها والي الان يواظب عم رأفت علي الاستعداد لشهر رمضان بحوالي شهرين لانه يعمل بمفرده رغم كبر سنه، والركود الذي لحق بالمهنة بسبب الفوانيس الصيني والتي تهدد الصنعة بالاختفاء والانقراض، كما يصر عم رأفت علي ان يبيع انتاجه قطاعي لمحبي الفانوس الصاج من الاطفال والعرائس واللاتي يحرصن علي تزيين ركن منزلهن بالفانوس النحاسي، وكذلك المقاهي والشركات والمحلات التجارية. ورغم سيطرة الصين علي سوق الفانوس الا أن عم رأفت لديه قناعة تامة بأن الفانوس الصاج افضل وبدونه لايشعر الطفل ببهجة رمضان اما الصيني فما هو إلا لعبة سرعان ما يتركها الصغير .وعن الخامات التي يستخدمها فهي الصاج والذي يشتريه من منطقة باب الشعرية وهو نوعان الاول اصفر وسعر الكيلو منه 7 جنيهات، والثاني ابيض والكيلو منه ب5 جنيهات، اما الزجاج فيشتري منه الشفاف الاملس وسعر المتر منه 15 جنيها ويقوم عم رأفت بقصه علي حسب حجم الفانوس، ثم يرسله للمطبعة لتلوينه ونقشه برسومات الكعبة ومآذن الحرم المكي والمدني، والنجوم والهلال، اما القصدير والذي يستخدم في اللحام فلقد ارتفع ثمنه مؤخرا إلي 160 جنيها لسعر الكيلو الواحد، ويعاني عم رأفت من غلاء اسعار الخامات، ومع ذلك مازال متمسكا بمهنته. فعلي حد قوله لايعرف سواها، ولا يرضي بغيرها بديلا. لأنه يشعر أن وظيفته هو غيره من اصحاب المهن القديمة احياء التراث؛ بالاستمرار فيها. ويشير عم رأفت إلي أن سعر الفانوس يتراوح ما بين 5 جنيهات وحتي 20 جنيها علي حسب الشكل والحجم اما الكبير الذي يزين المقاهي والمحال التجارية.مثل «ابوولاد»، «شقة الشمامة» و«شويبس»، «اللوتس»، «تاج الملك» فتبدأ من80 جنيها وحتي200جنيه وهم الاشهر في رمضان.