احتفل قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعيد رهبنته ال 56 في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وقد أقيم احتفال ديني كبير بهذه المناسبة قبل بدء رحلته الرعوية لأمريكا التي بدأت يوم 19 يوليو وتنتهي في 8 أغسطس 2010 قبل بداية شهر رمضان لحرصه علي تهنئة الإخوة المسلمين بعيد الفطر والإعداد لمائدة الوحدة الوطنية التي غابت عامين.. فتهنئة مسيحية رقيقة لقداسته الرمز والقيمة. ولكن الذي يقلقني في عالم متغير قضية الساعة «التلوث الكنسي» بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وباقي الطوائف المسيحية «أرثوذكسية - كاثوليكية - إنجيلية».. إنه علي كل مسيحي أن يتمسك بإيمانه وهويته الكنسية وعقائده، ولكن لا يصل إلي حد التزمت أو الفرض أو توسيع هوة التعصب والتدخل في هوية وعقائد الآخرين ولا أقول الإيمان لأن الإيمان واحد، إنما يقتضي أن تكون المحبة واحدة وسائدة بين الكل الذي ينتمي ويؤمن بأن الله واحد «الله محبة»، قرأنا بالصحف وسمعنا بالكنائس القبطية الأرثوذكسية وغيرها من بعض الطوائف الأرثوذكسية ما يندي له الجبين خجلا أن غير العماد والزواج الأرثوذكسي «باطل» وأنه محرّم علي من لا ينتمي كمسيحي للكنيسة الأرثوذكسية «التناول المقدس» ففي الكنيسة الأولي في أيام السيد المسيح له المجد لم تعرف هذه الطوائف. فكانوا رعية واحدة لراع واحد وحدة في الإيمان والعقائد. ولكن ما عرفناه من المجامع الكنسية كان ومازال انقسام الكنيسة الذي لم يلتئم بعد.. إذ بتفسير وتشدّد قادة السلطة الكنسية حدث ما أسميه ب«التلوث الكنسي» الذي يجب أن ينتهي سريعا لنمو الوحدة المسيحية بالكنيسة فهو ليس بحاجة إلي تعيين وزير جديد للبيئة للقضاء علي هذا التلوث، وإنما ما قرأناه من حرق مؤلفات لرجال دين أرثوذكس مثل الأب الراحل متَّي المسكين، واستبعاد كتب لغير الأرثوذكس سوي لأصحابها الأقباط الأرثوذكس من مكتبات الكنائس القبطية الأرثوذكسية يعطي انطباعا بعدم الانفتاح علي الفكر الطائفي الذي لاحظناه في الآونة الأخيرة من توقف الحوار المسيحي- المسيحي! إن إفرازات الطوائف المسيحية تتطلب أن تنتهي كما أن ما يسمي بالاختراق الطائفي نرجو أن يطفو علي السطح.. فليست كنيسة المسيح أشبه بدولة منقسمة إلي دويلات أو ذلك البيت المنقسم علي ذاته يخرب فمنذ أجيال كان لا يوجد هذا التلوث الكنسي الذي مازال يتعايش فيه المسيحيون ككل فالكتاب المقدس وما به من أناجيل أربعة وفكر إلهي مستنير قادر علي إزالة التلوث والذي وجدناه في سن قانون موحد للأحوال الشخصية للمسيحيين وغيره فتطوير الكنيسة من أجل الإصلاح مهم وضروري.. إنه يجب وسريعا تفعيل دور مجلس كنائس الشرق الأوسط للقضاء علي «التلوث الكنسي» من إفرازات الطوائف المسيحية، ودور قادة الكنائس تحت واقع ولا شعار «الله محبة» إذ يجب إعادة ترتيب البيت الكنسي من جديد بفكر جديد.. والله الموفق. عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب - مصر