أربع عشرة لغة مختلفة معترف بها في البرلمان المركزي " ليوك سابها " في نيودلهي العاصمة وهي نفس اللغات التي يتم طبعها علي أوراق العملة التي لها علاقة بالبنك المركزي الهندي من بينها اللغة الانجليزية ، وهناك لكل ولاية برلمان محلي به بعض اللغات الأخري بجانب التي يعترف بها البرلمان المركزي ، وهناك من اللغات يعترف بها الناس خارج ذلك الإطار الرسمي لكل ولاية علي حدة ثم هناك لغات أخري علي خطوط التماس بين الولايات، بل هناك من اللغات التي ينحصر تداولها بين قبائل بعينها بداخل الغابات أو علي قمم الجبال وعادة ما تكون من السمعيات فقط أي لا تكتب ولا تقرأ وتقع في عدة أحرف مثل مجلة الهواء بالإذاعة المصرية قديما أيام العز وأكل الوز والجنيه الورق أو الذهب سيان والذي يمكن صرفه علي عدة أسابيع لعائلة من القطع الكبير! ، يقول الناس إن الهند لديها أربعمائة لغة متداولة في سوق اللغات ومعروفة للعامة منهم والخاصة هذا عدا بضع مئات أخري غير مطروحة للتداول! ، تلك الخلطة السحرية من اللغات المختلفة والمتعددة والتي خلقت من شبه القارة الهندية كيانا فريدا له من الخصوصية مالا يوجد في قارة أوروبا أوحتي أفريقيا ناهيك عن آسيا ، ذلك التباين هو المصدر الرئيسي للتنوع الثقافي والإثني بين الهنود وانعكس ذلك علي الدب والشعر وعلي الرقص التعبيري والموسيقي والغناء بل إن السينما أيضا تنوعت بين جوانب الهند المختلفة، وهذا التباين خلق من لغة المستعمر الانجليزي شكلا آخر من الانجليزية التي تتميز بالقوة الشديدة في المفردات التي ربما تفوق أهل أكسفورد وصارت هي لغة التعليم والتفوق والدراسات العامة والدراسات العليا وارتبطت عجلة التعليم في الهند بالمدرسة الانجليزية المحافظة علي قواعد النحو والصرف وان اختلف النطق أو اصطبغ باللغات المحلية ولذلك يجد الكثيرون صعوبة في فهم الانجليزية الصادرة عن الهنود ولكنه في اللغة المكتوبة تكون علي قدر من القوة . اللغات الهندية تنبع جميعها من اللغة الأم وهي السانسكريت وهي مثل اللاتينية في أوروبا التي أنجبت معظم اللغات من بينها الانجليزية والفرنسية والايطالية والاسبانية والبرتغالية والألمانية حيث تتشابه أشكال الأبجديات وتتقارب أنغام الصوتيات وتختلف الترتيبات في قواعد النطق والكتابة ، يتضح هذا الاختلاف عند باعة الصحف وعند ركوب المواصلات العامة بل وعند المحلات العامة حيث يتحدث كل شخصين بلغة مختلفة عن الآخرين وقد يتبادلون الحوار عبر لغة ثالثة ، يتناقلون عدة لغات بينهم في ثانية ، هناك نوع من التكتلات اللغوية في الهند بمعني أن الولايات في الجنوب تتقارب فيها أشكال الكتابة وأصوات الحروف ومعاني الجمل رغم الاختلاف بين اللغة التي ليجو والماليالم والكاناكا والتاميل ، الأولي في ولاية بانجالور والثانية في ولاية كيرالا والثالثة في ولاية أندرا برادش والأخيرة في ولاية تاميل نادو أما في الوسط من شبه الجزيرة الهندية فهناك عدة لغات أخري سائدة من بينها الأورية واللغة البنجابية والهندية والأردية أما في الشمال فتوجد اللغة الكشميرية هذا عدا لغات أخري يصعب ادراك أسمائها ومواقعها ، هناك من بين تلك اللغات من له أحرف تشبه اللغة العربية وتكتب من اليمين لليسار بل ويتم النطق بها كما ورد في اللغة الأردية وهي مابين الإيرانية وبين الأفغانية والبنجابية والكشميرية ، اللغة الرسمية الأولي في الدولة هي اللغة الهندية ويليها الانجليزية ولابد من معرفة لغة الأم أيا كانت مع اللغة الأولي في تلك الولاية أو ذاك وهذا يعني أن الطفل يجيد أربع لغات علي الأقل أهمها الهندية والانجليزية أما الكبار فقد يكتسبون لغات أخري من بيئة الحياة والعمل في مختلف مناطق الهند ، بل ويمكنهم التحول مابين لغة وأخري بسهولة كما يتحول مفتاح الراديو بين المحطات . كاتب وأستاذ جامعي