عند وصولك لغرب سهيل بأسوان، ستكون الألوان الصارخة البكر، أول ما يخطف عينيك ويسيطر علي كل حواسك، هذه القرية الصغيرة التي لاتزال تحتفظ بعذريتها وفطرتها، تتميز بألوانها القوية ومعمارها المتميز بملامحه الفنية البديعة، المصورة الفوتوغرافية هدي بركة، نقلت لنا في أول معارضها الخاصة بقاعة "إيسل آند كاميرا"، هذه التجربة اللونية المميزة. وعن اختيارها لمنطقة غرب سهيل تحديدا قالت: هذا الاختيار جاء بالصدفة، فأنا أساس دراستي هو الاقتصاد والعلوم السياسية وأعمل بمجال البيئة، من خلال الصحافة أو تدريس أو تصوير فوتوغرافي، وهو هوايتي المفضلة، جاءت زيارتي لغرب سهيل من خلال مشروع بالجامعة الأمريكية، تقوم فكرته علي المخيمات وإقامة الورش، وكنت أقوم بتدريس التصوير الفوتوغرافي بإحدي الورش من واقع اهتمامي بالربط بين البيئة والتصوير، وحينما جاءتني فرصة التصوير في غرب سهيل، وأنتجت مجموعة من اللقطات، قررت أن أقيم معرضا، بغرض التوعية البيئية لهذا المكان البكر، ولا أعلم هل سيكون بداية احتراف أم لا. وأكدت هدي أن العنصر الجمالي الذي اهتمت به في موضوعات صورها كان الألوان، التي تعد أكثر ما يميز المكان قائلة: كان هدفي إظهار الإحساس بجماليات اللون، وعلي هذا الأساس كنت اختار لحظة الذروة في إضاءة الشمس القوية، كما اهتممت أيضا بتسجيل الحياة اليومية لسكان غرب سهيل، لنتعرف أكثر علي ثقافة المكان، أيضا الطبيعة ومعمار المكان، بالإضافة لبعض اللقطات البانورامية التي تصور المكان بشكل عام، لعرض بيئة المكان بأكثر من زاوية، تأكيدا علي التوعية بقيمة المكان، وبالتالي الحفاظ عليه. وأشارت هدي إلي أن أكثر ما لفت نظرها في المنطقة موضوع التنمية، خاصة أن هناك استجابة سريعة من المكان للتنمية، حيث تطورت المنطقة خلال وقت قصير، كذلك طبيعة الناس وقدرتهم علي استيعاب التنمية وتطويعها لثقافتهم، التي يغلب عليها الطابع النوبي، وهو ما أراه من أهم مميزاتهم الثقافية وتاريخهم المبني علي التراث النوبي بكل ملامحه. وأضافت هدي أنها خرجت من تجربتها بغرب سهيل بانطباعات طيبة عن سكان المنطقة، والذين يتميزون بالود وكرم الضيافة، وأكدت أن ما أثر بها جدا ما قصه عليها أحد النوبيين أثناء تصويرها مجموعة لقطات المحميات الطبيعية في الفجر، عن هذه المحميات، التي انقرضت بها أنواع عديدة من الطيور، وهو ما أزعجها جدا.