يمكنك النظر إليها.. الإعجاب بفستانها الأبيض الواسع، وبعينيها الواسعتين. لكنك لن تحصل أبداً علي أكثر من ذلك. فهي وإن لبست ثوب الزفاف، وكللت رأسها بطوق من الزهور البيضاء، لن تكون المدعوة "ميم" عروساً حقيقية، لأنها بكل بساطة: "روبوتة "..! ففي خطوة غير مسبوقة ومختلفة من نوعها أحدثت ما يشبه الارتجاج في عالم الأزياء، قدمت المصممة اليابانية يومي كاتسورا خلال عرض الأزياء الفرنسي في أوساكا -اليابان تصميمها لفستان العروس علي جسد "روبوت" امرأة، لتمشي به علي خشبة المسرح، ما يزيد علي العشرة أمتار، معلنة عن بداية عصر جديد، يستكمل قصص الخيال العلمي التي صورت عالم الروبوتات متحكماً بالبشرية، ومسيطراً علي حياة البشر، بعد أن كان الحكم لهم منذ آلاف السنين. بعيداً عن هذه التصورات الخيالية، فقد سجل الحدث بالفعل انطلاقة جديدة علي الأقل من الناحية التكنولوجية، وربما في عالم الموضة، حيث تعتبر المرة الأولي التي يتسلم فيها "روبوت" مهمة عرض الأزياء، مما دفع ببعض العارضات الحاضرات إلي القول: "بما أنها قامت بذلك.. يجب علينا أن نقلق منذ الآن". "ميم" وهي المرأة الروبوت التي أخذت ملامحها طابعاً آسيوياً أقرب إلي بلدها الأم اليابان، تم تصنيعها في المعهد الوطني الياباني للعلوم والتكنولوجيا، ويبلغ طولها 158سم، أما وزنها فلا يتعدي ال43 كجم، وهي مزودة ببطارية شاحنة تقوم بضخ الطاقة فيها لوقت كاف لمهمة عرض الأزياء. عبّر كازوهيتو يوكوي المهندس الذي أشرف علي تصنيع "ميم" عن تفاؤله الكبير بما قدمته "المرأة الروبوت"، معتبراً أنها ستشكل ثورة حقيقية في عالم الأزياء والإعلان، وعند سؤاله عن شعوره لحظة ظهور "ميم" علي المسرح، علق يوكوي قائلاً: "أنا والد العروس، وما أشعر به لا يختلف عن شعور أي والد.. مشاعري تختلط بين الحزن والفرحة". بالتأكيد لم تحفل الأوساط بالزي الذي قدمته مصممة فساتين الأعراس كاتسورا بقدر ما تناقلت الصحف صور العروس، والحديث عن ظهورها، ويبدو الفستان بتفاصيله الكثيرة ملائما للحركة الاستعراضية المقصودة، خاصة في نسبة الورود الكثيرة التي زينته. "ميم" تعمل مجاناً وبصمت.. فهل سيحد ذلك من غرور بعض العارضات العالميات، وما الأبعاد الحقيقية القادمة لدخول الآلة أكثر فأكثر في صميم الحياة العملية للإنسان؟