ما أهمية وجود مسابقات في النقد الفني؟ - سعادتي بهذه الجائزة ليست بسبب حصولي عليها ولكن لأنه أصبح هناك أخيراً مسابقة للنقد الفني التشكيلي والجهة المنظمة لها كل تقدير وتضم في عضويتها مجموعة مختارة من النقاد والفنانين، وكثيرا ما طالبنا بوجود مسابقات للنقد لكن لم يتم الاستجابة لنا إلا هذا العام، هذا في حد ذاته أمر جيد، فأن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً، لذا فأنا أدعو الجميع إلي ضرورة الحفاظ علي استمرار وانتظام هذه المسابقة إذا كنا نرغب في تحريك هذه المياه الراكدة في الحركة التشكيلية سواء علي مستوي الإبداع الفني أو مستوي النقد. حدثنا عن موضوع الدراسة النقدية التي تقدمت بها للمسابقة؟ - موضوع المسابقة كان محدداً في تقديم دراسة نقدية عن الحركة التشكيلية في مصر في الفترة الستينيات والسبعينيات، نظراً للطبيعة الخاصة لهذه الفترة التي كانت من أخصب الفترات علي جميع المستويات الثقافية والسياسية في المجتمع المصري، حيث كان هناك مشروع قومي يغلف مصر كلها وحالة من الإبداع لكل المثقفين وخاصة الفنانين التشكيلين، وقد شاركت ببحث عنوانه "الستينيات والسبعينيات سنوات الممر"، حاولت خلال البحث أن أقدم رصداً مركزياً لطبيعة المتغيرات السياسية والتحولات الثقافية والاجتماعية التي مرت علي المجتمع المصري في تلك الفترة حيث كان المد الناصري في ذروته ومشروع القومية العربية، كما شهدت هذه الفترة الكثير من حركات تمرد الشباب التي بلغت ذروتها فيما سمي بثورة الشباب سنه 68 وشهدت أيضا ظهور العديد من التجمعات والجمعيات الفنية التي تبلورت بشكل كامل في إنشاء نقابة الفنانين التشكيلين في منتصف السبعينيات، وأيضا شمل البحث نقاد الفترة الذين أسهموا في إثراء الحركة الفنية وهم بدر الدين أبو غازي ومختار العطار ونعيم عطية. هل تري أننا نعاني من أزمة نقد أم أزمة نقاد؟ - إذا تحدثنا عنها كأزمة نقد، فلن ينكر أحد وجود أزمة، ولكن أعتقد أنها تحتاج إلي توصيف دقيق حتي يمكن التعامل معها كأزمة لها أبعاد وخلفيات وتراكمات ربما أدت في فترات إلي تباعد بين النقاد والفنان وبالتالي ابتعد الجمهور عن قاعات العرض، أما من ناحية النقاد فيوجد في مصر العديد من النقاد الجيدين الذين يجتهدون ويعملون في ظروف معاندة وغير مهيئة، ولكن المشكلة الحقيقية رغم وجود النقاد هو عدم وجود حركة نقدية قادرة علي خلق مناخ عام للفن ومسايرة الحركات التشكيلية المعاصرة ويكون لها أهداف وخصائص واضحة ومعلنة، هذه هي المشكلة التي يشترك فيها كل الأطراف الفنانين والنقاد والنقابة وكل المؤسسات المعنية. من وجهة نظرك، ما أهم ملامح أزمة النقد؟ - نجد أن من أهم ملامح أزمة النقد الحالي أن الكثير من الفنانين الذين يتذمرون من النقد والنقاد هم أنفسهم غير متابعين أو تابعين للنقد وليس لديهم ثقافة ووعي، وأدعو قطاع الفنون التشكيلية لتبني إطلاق مشروع توثيق الذاكرة التشكيلية للمجتمع المصري.