علي الرغم من قيام الطرق الصوفية اليوم بجهود مستميتة للدفاع عن التصوف واثبات أنها لا تنظر للخرافات ، ولا تؤيدها، إلا ان تلك الجهود قد تهدم من أبناء الصوفية في لحظة واحدة ، بفعل واحد يقوم به أحد من يحسبون علي التصوف . وسبب حديثي هو أنني يوم الجمعة الماضية وعقب احتفال الطريقة العزمية بذكر مؤسسها الإمام المجدد محمد ماضي أبو العزائم وجدت من يقوم من أبناء الطريقة ليلقي علي مسامع الناس ما يؤصل فكرا غير منطقي ولا يحترم في كلامه القرآن الكريم ، ليس لهدف سوي مداعبة مشاعر الحاضرين من بسطاء المتصوفة . والغريب ان من يقوم بذلك يعمل داعية في الشرقية ويحمل لقب داعي آل العزائم بالشرقية واسمه جمال أمين ، فبعد أن ألقي الحاضرون كلمات عن مناقب التصوف وفرقة الأمة والحلول المطروحة لذلك، وامتلأت مسامع الحاضرين بكلام يقدم حلولا لواقع مرير تعيشة الأمة، قام الداعية ليقول في مؤسس الطريقة ما لا يرضاه الله ورسوله ولا الشيخ ماضي أبو العزائم لو كان حيا ، كما لم يرضه شيخ الطريقة العزمية والمسئولون فيها، فالداعية المذكور أخذ يعدد الأرقام في حياة مؤسسة الطريقة العزمية ويستدل علي أهميتها من واقع التطبيق علي القرآن الكريم. ولمزيد من الإيضاح أذكر بعض مقولاته التي قالها وتسيء للإسلام قبل التصوف، فقد قال السيد جمال امين " إن الشيخ ماضي أبو العزائم كان يسكن في 114 شارع مجلس الشعب، ووجدت أن القرآن به 114 سورة، كما أن الآية رقم 114 في سورة طه هي دعاء بالعلم " وقل ربي زدني علما"، كما كان عمر الإمام أبو العزائم 71 عاما وقد جاء في سورة المؤمنون قوله تعالي" بَلْ أَتَينَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ" . وكأن الداعية الصوفي أراد ان يقول ان الآيات فيها ما يشير إلي الإمام الراحل لسيره علي خطي المصطفي صلي الله عليه وسلم، وان الأرقام المرتبطة بأبو العزائم لها قدسية، وهذه هي المصيبة الكبري في بعض من ينتسبون للطرق الصوفية حين يدفعهم حب شيخ الطريقة إلي القول بأمور ليست من الدين، ولا يقبلها الإسلام ، ولا يرضي عنها مؤمن. وفي الحقيقة وجدت اعتراضا من قادة الطريقة العزمية علي حديث الداعية وخرافاته، واكدوا لي أن ما يقوله ليس في أي من كتب الطريقة وانه حاول ان يقول هذا الكلام اجتهادا منه وليس توجها من الطريقة العزمية. وكلمة حق .. قد يكون مشايخ الطرق والدارسون فيها عالمين بالتصوف الإسلامي الصحيح فلا يغالون ، ولا يدعون علي الدين ما ليس فيه، لكن هناك عوام داخل الطرق قد تجذبهم أحاديث لا علاقة لها بالدين والعقل، وهنا ياتي دور شيخ الطريقة والقائمين عليها من نشر ثقافة التصوف الحقيقي ، وإحداث ثورة معلوماتية عن الصوفية من خلال إنشاء كل طريقة مكتبة عامة تحتوي علي آداب التصوف ، واهداف الطريقة، والأمور المرفوضة بالتصوف والتي تنتشر بين الكثيرين، وذلك حتي نغلق الباب علي أمثال هذه الاجتهادات التي تمثل خرافات تسيء للدين ولا تحترم قدسية كتاب الله تعالي.