تحت عنوان "الخيال الجامح" يعرض الفنان الدكتور سيد القماش تجربته الجديدة في قاعة "دار ابن لقمان" بمتحف المنصورة القومي. ويعد هذا المعرض هو الثامن والثلاثون للفنان، الذي يعرض فيه نحو 26 لوحة "أبيض وأسود"، مستخدما خامة الحبر الشيني علي الورق، مع إضافته بعض الألوان البسيطة في مناطق معينة باللوحة، مما يؤكد البعد الدرامي داخل العمل الفني. يقول الدكتور القماش عن المعرض: هذا المعرض ممتلئ بالخيالات ما بين الواقع والحلم، والتصور الحقيقي والتصور التخيلي؛ ولذلك سميت معرضي "الخيال الجامح"، والخيال يعني أحتواءه كل الأشياء، كما تأتي كلمة الجموح كحركة الحصان الذي يجمح، فأنا طوال مشواري الفني فكرة الخيال تتواجد في تركيبتي النفسية والاجتماعية والثقافية، ومن الممكن أن يرجع ذلك إلي استماعي للحكايات القديمة أو ارتباطي بالأساطير الفرعونية والفلكلور الشعبي، بتفاصيله من حلقات المتصوفين، والزار وغيرها، كل هذا مجموعة أحاسيس تخيلية للعناصر الغريبة، دخلت في علاقات الخيال، عناصر عشت معها، فأنا أري أن كل عناصر الطبيعة ملكي، كما عالم المعادن وعناصر الحديد والمفصلات والمسامير، التي تعاملت معها في مصنع والدي في سن صغيرة، والتي خلقت في أعمالي عالمًا دراميا تخيليا في البداية، ثم خياليا جامحًا. ويواصل القماش: حين أعمل لا أعرف ماذا سأرسم، لأنني أكون خارج نطاق دائرة الواقع وفي حالة تعايش جامح داخل عالمي، فحينما تأتي لي رؤية تخيلية لعمل، لا أجد صعوبة في التعبير عنها، أو إدخالها في عالمي ودنيتي. والجميل في العمل أنه يسحبك كالنداهة؛ لأنه مليء بالتفاصيل والعناصر غير المنفصلة. يتابع القماش: أنا أعشق فني، وأقرأ وأكتب وأرسم كثيرا؛ حيث تكتمل مجموعة الفكر الثقافي مع إحساسي بالتعبير عن نفسي، فكل معارضي مرتبطة بحياتي الاجتماعية وحياة الأمم، كأن هناك ارتباطًا بيني وبين الطبيعة أحاول الكشف عن مكنونها، أسرارها، اللغة والحوار الشخصي بداخلها، فأنا أؤمن بأن كل عناصر الكون تتحدث ولها أصوات، وأحاول في هذا المعرض أن أكشف عن مكنون المعاني الحقيقية للأشياء، فالمعرض يضم كل العناصر بشكل كلاسيكي في الرسم والظل والنور والتكوين، وغير كلاسيكي في كونه بعيدًا عن مفهوم المتلقي حيث يصدمه. الجدير بالذكر أنه سوف تقام ندوة تحت عنوان "الحداثة في الفنون المعاصرة"، سيقوم فيها الدكتور القماش بتحليل كل مجالات الفن التشكيلي وشرحها.