بعد عام علي آخر معارضها الذي أقامته بالأوبرا العام الماضي، جمعت فايزة عبد المنعم مقتطفات من مراحلها الفنية المختلفة، لتعرضها من جديد في قاعة "قرطبة" بالمهندسين، في معرضها الجديد الذي حمل عنوان "أحلام ملونة". يضم المعرض لوحات مرسومة علي القماش والورق، بالإضافة إلي مجموعة أخري منفذة بأسلوب الطباعة علي القماش، يتميز البعض منها بأسلوب واقعي به دراسة للعناصر، بينما يعكس البعض الآخر أسلوبا تجريديا، مزجت فيه الفنانة الألوان، وأضافت بعض المواد السائلة للوصول للنتيجة المطلوبة من التصميم، التي غالبا ما تكون من الخيال لعالم خاص جدا كأنه علي كوكب آخر. تقوم الفنانة بعمل تحضير للوحة علي القماش نفسه باستخدام ألوان ثابتة علي القماش، ومزج مجموعات منها مع بعضها بعضًا، لتعطي تأثيرات لونية جمالية تثري خلفية اللوحة، ثم تمسك بالوحدة المحفورة إما علي الجلد "اللينوليوم" أو المفرغة "الاستنسيل" وتطبعها علي التكوينات اللونية، فتخرج بها نتائج غير مألوفة، وفي أحيان أخري تقوم الفنانة بطبع موتيفاتها ثم تقوم بتلوينها حيث يظهر هذا الأسلوب في ثلاث لوحات بالمعرض. ترسم الفنانة في مجموعة من الأعمال بعض الطيور والخيول والحيوانات، وكذلك تقدم مشاهد من المناظر الطبيعية المتنوعة والغابات، وبالرغم من أن هذه الأعمال تبدو واقعية إلا أنها في الخلفيات لم تستخدم أسلوب العمل نفسه، بل تعتمد الخلفية علي مزج الألوان، كأنها لوحة تجريدية أخري. وظفت الفنانة أيضا الفن لتقدمه في بعض الأشياء التي تستخدمها المرأة، فطبعت لها "إشاربات"، وجرابات نظارات قامت بعرضهما إلي جانب مجموعة من كتبها الشعرية، حيث أصدرت سابقا ثلاثة كتب للشعر، اثنان منها تحت عنوان "شواطئ"، أما الكتاب الثالث فهو "خيوط من الضوء"، هذه الكتب دعمتها بلوحات صغيرة من أعمالها، تعتبر موتيفات رسمتها الفنانة أثناء عملها في دار الأوبرا. وتوجد لوحة شعرية وحيدة في المعرض تحت عنوان "فروسية"، اختارتها الفنانة من مجموعة أعمال في هذا الاتجاه، حاولت فيها أن تصف الخيول حين تقف شامخة بجمال ورقة وكبرياء. تقول الفنانة عن المعرض: حاولت أن أختار في هذا المعرض أعمالا من مراحلي المختلفة كنوع من الاستيعادية، فهذا المعرض يعد مقتطفات من حياتي، ولذلك أسميته "أحلام ملونة"، فنحن الفنانون كثيرا ما نرسم منفصلين عن العالم الخارجي كأننا نحلم، ووقت تيقظنا تنتهي اللوحة. وأضافت: أميل في أعمالي للتجريد، وأحب أن أستخدم أكثر من خامة في العمل الواحد، خاصة في أعمالي التجريدية، وأري أن الفنان لابد أن يطعم حياته بفن، فلا يجب أن يرسم لوحة ويضعها في برواز فقط، بل يجب أن تمتلئ حياته بالفن "كالكنبة" التي يجلس عليها، وحدة الإضاءة، السجاد، وأي شيء من حوله، لذلك حاولت التعبير عن ذلك بأن السيدات لابد أن يرتدين أشياء من أعمالهن الفنية المرسومة أو المطبوعة، كجراب النظارة والموبايل، والإشارب، فيجب ألا تكون أشياؤهن تقليدية، ولهذا أردت أن أضع فن التطبيق مع المعرض كنوع من خروج العمل من إطار اللوحة للحياة.