يبدو أن الأسواق التي يطلق عليها سوق الجمعة في طريقها للإندثار فبعد حريق سوق التونسي والذي كان يسمي ب«الجمعة» في القاهرة .. أوشك سوق الجمعه بالإسماعيلية أيضاً علي الانقراض ولكن ليس بفعل الحرائق بعد أن تحول مأوي للبلطجية والذين فرضوا نفوذهم علي اصحاب المحال والباعة الجائلين وباتوا يحصلون منهم علي إتاوات يومية ويسمحون للباعة الدخلاء علي افتراش جانبي السوق في الوقت الذي يتجاهل فيه المسئولون متابعة أوضاع السوق بالرغم من اعتباره سوق المحافظة المركزي من حيث موقعه في قلب مدينة الاسماعيلية وعدد التجار والمواطنين الذين يقبلون عليه فضلا عن رخص اسعاره بالمقارنة بالأسواق الأخري وتوافر كل السلع بداخله. "روز اليوسف" تجولت بين أرجاء سوق الجمعة بالاسماعيلية ورصدت التجاوزات التي يشهدها من جانب الخارجين عن القانون. محمود عبد الجليل رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة لتجارة التجزئة بالاسماعيلية يقول إن هناك نحو 300 تاجر يتضررون من اشغالات الباعة الجائلين للشارع المواجه للسوق حيث يتسبب تكدسهم في منع الأهالي من المرور إلي داخل السوق والوصول الي المحال الكبري مما يؤدي الي كساد بضائعهم من الخضر والفاكهة وتلفها. وأضاف "عبد الجليل" أن البلطجية اصبحوا يسيطرون علي السوق ويقومون بفرض نفوذهم وجمع اتاوات لتأجير ارصفة شارع السوق ومدخله مشيراً الي أن أصحاب المحالت والباعة الاصليين بالسوق الفرنساوي تقدموا بشكاوي جماعية الي ادارة المرافق ووحدة الاشغالات الخاصة بحي ثاني إلا انهم فوجئوا بالمسئولين يتجاهلون استغاثتهم كما أن البلطجية من جانب آخر يقومون بتهديدهم ويحذرونهم من المساس بمصالحهم مؤكدين انهم ذو سطو وقوة من قبل بعض المسئولين! ويوضح سعيد عبد العزيز "تاجر" أن معاناة التجار لم تقف عند تجاوزات البلطجية بل امتدت الي سوء حالة النظافة بالسوق وأكوام القمامة التي اصبحت تملأ جنباته وتتسبب في انتشار الحشرات والقوارض خاصة مع تقاعس عربات النظافة عن القيام بعملها مطالباً المسئولين بتكثيف حملات النظافة. وتقول سعاد علي "من الباعة" انها بدأت العمل بالسوق منذ 30 عاماً لتوفير نفقات أبنائها بعد وفاة زوجها لافته الي أن البلطجية حولوا السوق الي حلقة للصراع وأصبحوا يتشاجرون بصورة شبه يومية مع الباعة الجائلين لترهيبهم. ويشير سيد العربي عضو مجلس محلي مدينة الاسماعيلية انه تقدم بطلب احاطة للإعلان عن موعد محدد لانتهاء مشروع تطوير السوق وازالة الاشغالات الكائنة به والتحرك لتحسين حالة النظافة التي وصلت الي حالة يرثي لها موضحاً أن المجلس قرر تشكيل لجنة تقصي حقائق حول مشاكل السوق وتحرير تقرير شامل عن أوضاعها وتوضيح مشاكل التجار والباعة الجائلين. فيما ناقشت المجالس المحلية بالمحافظة مشاكل السوق بعد أن هدد التجار بالدخول في اعتصامات جماعية في حالة عدم الوصول لحل جذري. وكشف تقرير لمجلس محلي مركز الإسماعيلية برئاسة رفعت رشدي قيام الباعة الجائلين بافتراش الشارع الرئيسي مما أدي إلي إعاقة حركة السير بداخله والتأثير علي حركة البيع داخل السوق ومنع تطوير المنطقة بالكامل. وطالب التقرير بعمل حملات مكثفة بالاشتراك مع شرطة المرافق لازالة الاشغالات المنتشرة داخل السوق ،ونقل الباعة الجائلين من المدخل الشرقي للسوق من ناحية ميدان الفردوس. وكان تجار التجزئة بالسوق قد قاموا بتنظيم وقفات احتجاجية داخل مجلس محلي حي ثان مطالبين بمقابلة المحافظ اللواء عبد الجليل الفخراني لعرض مشاكلهم ومطالبهم التي تتضمن . سرعة اخلاء شارع السوق من الباعة الجائلين وتكثيف الحملات الامنية وزيادة دوريات شرطة المرافق وتمكين اصحاب الفروشات المقيدة أسماؤهم بالسجلات داخل أماكنهم بالسوق ، وتفعيل دور لجنه الاسواق المشكلة بقرار محافظ الاسماعيلية رقم 342 لسنة 2001 وبالفعل التقوا بالمحافظ الذي وعدهم بالانتهاء من إقامة المحلات الجديدة بالسوق ونقل التجار المقيدين رسميا الي هذه المحال. من جانبه أكد محمد شيحة رئيس حي ثان أنه تم مؤخرا عقد اجتماع مع أعضاء المجلس المحلي بحضور مندوبين الغرفة التجارية والذي اسفر عن صدور قرار بفتح باب التقدم للحصول علي المحلات أمام تجار السوق بشرط أن يكونوا من أبناء المحافظة.