كان القصر الفاخر يشغي بالحركة في هذا الصباح من هذا اليوم التاريخي نزل صاحب القصر وزوجته وركبا في عربتهما المكشوفة الفاخرة واتجها إلي المدينة التي كانت هدف رحلتهما المهمة السيدة وزوجها كانا يرتديان أفخر الملابس المناسبة لاستقبالهما المهم الذي له أبعاد محلية وعالمية اقتربت العربة من المدينة ودخلت أول شوارعها جاء السائق فانعطف بالعربة يسارا بدل الاتجاه الصحيح وهو اليمين كان الخطأ طفيفاً لم ينتبه له لا السائق ولا الراكبان في خلف السيارة المكشوفة بدأ السائق في تصحيح مساره ولكنه فجأة وبمحض الصدفة اقترب بالعربة من شاب طويل ونحيف يرتدي ملابس طلاب الجامعات في هذا الوقت اندهش الطالب ونظر بكثير من التدقيق والدهشة إلي الراكبين في خلف السيارة وكأنه لا يكاد يصدق نفسه بسرعة أخرج الطالب مسدسه من جيبه وأفرغ كل طلقاته في الراكبين في خلف السيارة وبدأت بذلك المأساة التي جلبت للعالم ملايين القتلي كان الراكبان هما الدوق فيردناند ولي عهد النمسا وزوجته أما الطالب فهو ثائر حربي وجد الفرصة الفريدة متاحة له لقتل ولي عهد البلد الذي يحتل جزءاً كبيراً من وطنه كان هذا اغتيال سراييفو الشهير الذي كان بداية الحرب العالمية الأولي مجرد خطأ من سائق يدخل إلي اليسار بدل أن يدخل إلي اليمين فتقوم الدنيا ولا تقعد.. ثانية هل يعقل أن خطأ أو صدفة بهذه التفاهة يكون لهما كل هذه العواقب التي لحقت بالعالم بأكمله؟ نعم هذا ممكن حسب نظرية علمية تعرف باسم الفوضي المحددة أو علم الشواشي الذي كان لي الشرف في المساهمة في تأسيسه والذي استخدمته لأول مرة في علوم الطبيعة النظرية وبالتحديد في توحيد القوي الأساسية ونظرية الكم مع نظرية النسبية العامة. ولكن لكي نفهم ذلك وكيف يؤدي خطأ طفيف بالصدفة إلي حرب عالمية يجب أن نعرف شيئاً عن علم الثبات والاستقرار الثابت نرجع إلي قصة اغتيال ولي عهد النمسا تحركت الجيوش النمساوية فور الاغتيال ودخلت إلي صربيا لتأديبها كانت صربيا وهي دولة أرثوذوكسية في حلف مع روسيا القيصرية ولذلك أعلن قيصر روسيا نيكولاي التعبئة العامة وحالة الاستنفار في الجيش الروسي كانت هذه الخطوة خطيرة جدا إذ إن أكبر قوة عسكرية في هذا الوقت كانت الجيش الإمبراطوري الألماني وبما أن الشعب الألماني والشعب النمساوي يتكلمون نفس اللغة وبينهم معاهدة دفاع مشترك انتهز الإمبراطور غليوم الألماني الفرصة للدخول في حرب مع العدو الأول له وهو روسيا وأعلن التعبئة العامة ولكن روسيا هي حليفة فرنسا بدفاع مشترك وفرنسا حليفة إنجلترا وإنجلترا الطفل المدلل للولايات المتحدة التي تريد أن تدخل لأول مرة كدولة عظمي ساحة السياسة الدولية وهكذا بسبب هذا الجو المشحون وحالة عدم الاستقرار كانت تكفي شرارة واحدة لإشعال الحرب العالمية الأولي وهذا ما حدث وهذا ما يمكن شرحه رياضيا بنظرية الكوارث للعالم الفرنسي دينية توم التي عملت في إطارها وكذلك نظرية الفوضي المحددة أو الشواشي التي ذكرتها. ما علاقة كل هذا بمصر واستقرارها وتقدمها العلمي والاقتصادي والاجتماعي؟ أقول دائما إن زعماء مصر جميعهم عباقرة لأن الشعب المصري نافورة من الذكاء والمواهب أهداها القدر لكوكب الأرض كان عبدالناصر قائداً ملهماً وكان السادات قائداً داهية أما الرئيس حسني مبارك فله عبقرية من نوع فريد الرئيس عنده حاسه سادسة يستخدمها في تجنب الكوارث وقيادة السفينة بعيدا عن الزوابع والمحيطات الهائجة ليصل بها إلي بر السلام والأمان.. هناك أغنية إنجليزية قديمة تقول: ها هو المسمار الذي بسببه فقد الحصان الحدوة وبسبب فقدان الحدوة فقد الحصان وبسبب فقدان الحصان فقد الفارس وبسبب فقدان الفارس فقدت المعركة وبسبب فقدان المعركة فقدت المملكة.. تصور مملكة فقدت بسبب مسمار. مصر المحروسة سوف تستمر في الازدهار في أول عصر يسود فيه استقرار الدولة منذ ما يزيد علي قرن من الزمان وذلك بفضل سياسة حسني مبارك رئيس جمهورية مصر الذي لا أستطيع أن أخفي أملي أن تستمر الخطوط العريضة لسياسته إلي 25 سنة أخري نكمل في خلالها دولة العلم والاقتصاد المصرية وبعدها نبدأ مرة أخري نفكر في الدخول إلي مخاطرات محسوبة في طريق المجد لتستعيد مصر مكانتها كأعظم دولة وحضارة شهدها التاريخ هذا هو المنهج العلمي إلي المجد والعظمة للدولة.