كتب - توماس فريدمان نقلا عن نيويورك تايمز ترجمة - داليا طه تركت اسطنبول وفي ذهني أربعة أسئلة وجهها لي الصحفيون الاتراك والأكاديميون ورجال الاعمال قبل أن اغادر... هذه الاسئلة سوف تشرح لكم الوضع هنا ، ويمكن تلخيصها علي النحو التالي : السؤال الأول: هل تعتقد أننا نشهد وفاة القوي الغربية وصعود قوي عالمية جديدة في الشرق؟ والثاني : انا سعيد بحديثي معك اليوم ولكن هل من الممكن الا تذكر اسمي حتي لا تنتقم الحكومة مني وتسبب لي متاعب في الصحيفة التي أعمل بها؟ والثالث: هل صحيح ، كما يعتقد رئيس الوزراء اردوغان ، ان اسرائيل تقف وراء الهجمات التي تشنها الجماعة الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني علي تركيا؟ الرابع : هل تعتقد حقا أن أوباما يستطيع معاقبة تركيا علي التصويت ضد الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة علي فرض عقوبات علي ايران؟ فواشنطن تحتاج إلي تركيا أكثر من احتياج تركيا لها. السؤال عن وفاة الغرب يعبر حقا عن صعود تركيا والتي هي في الواقع قصة رائعة. يريد الأتراك اللحاق بقطار الاتحاد الاوروبي بينما رفض الاتحاد هذا.الاتحاد الاوروبي خائف من تركيا والتي لحقت العام الماضي بركب الهند والصين حيث كان اقتصادها الأسرع نموا خلال الفترة الماضية. الاتراك يرون أنفسهم بشكل مختلف، والأمريكيون ينظرون اليهم علي أنهم جسر ثقافي يربط بين الغرب والعالم الاسلامي ، او جسر جوي يمد الولاياتالمتحدةالأمريكية بالامدادات اللازمة في حربها في العراق وأفغانستان.وقد أوضح لي باحث في العلاقات الدولية في جامعة اسطنبول أن تركيا ليست جسرا. منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، أصبحت تركيا مركزًا اقتصاديا، واذا القيت نظرة علي لوحة المغادرة للخطوط الجوية التركية ستجد أنها تذهب الي مدن كثيرة لا استطيع حصرها. وقد قابلت رجال أعمال اتراك يديرون سلاسل فندق بموسكو ومصارف بالبوسنة واليونان ، ويديرون مشروعات بناء الطرق في العراق ويعملون في العمليات التجارية الضخمة مع ايران وسوريا.وقد بلغ اجمالي صادرات تركيا عام 1980 حوالي 3 مليارات دولار ، وفي عام 2008 بلغت قيمتها 132 مليار دولار، وهناك الآن 250 منطقة صناعية في جميع أنحاء الأناضول. وقد وصل عدد مستخدمي الهاتف المحمول في تركيا 64 مليون مستخدم. ويعتبر رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان نفسه زعيما لقوة اقتصادية مكونة من 70 مليون شخص ومن ثم يري أنه عليه أن يلعب دورا مستقلا في السياسة الجغرافية لبلده ومن ثم يري أنه من حقه التصويت ضد العقوبات التي فرضها مجلس الامن علي ايران. في الواقع ، لم اقم ابدا بزيارة دولة ديمقراطية ويطلب فيها صحفي الا اذكر اسمه خوفا من انتقام اردوغان له.علاوة علي ذلك، يقوم اردوغان بابتكار نظريات مؤامرة مثل فكرة ان اسرائيل تدعم حزب العمال الكردستاني وهجماته علي تركيا. هل هناك أي شيء يمكن أن تفعله الولاياتالمتحدة؟ نصيحتي : تجنب المواجهة العامة التي يمكن أن يستغلها اردوغان لبناء مزيد من الدعم.تركيا في كامل طاقتها وتحاول معرفة هويتها الجديدة. كما أن هناك صراعًا داخليا علي هذه الهوية بين أولئك الذين يرغبون في رؤية تركيا أكثر توافقا مع العالم الإسلامي ومع القيم ، وأولئك الذين يريدون لها أن تظل علي مزيد من العلمانية والغربية والتعددية. انها في نهاية المطاف حرب بين الحضارات وعلينا أن نشارك في هذه الحرب ولكن ينبغي ان نتوخي الحذر.