علي خشبة مسرح العرائس اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات الدورة الأولي للقاء الأول لمسرح الشباب وعلي غير المتوقع حقق اللقاء نجاحا كبيرا حتي أن لجنة تحكيم المهرجان طالبت في توصياتها بضرورة عقد اللقاء مرتين سنويا كما طالب المنتج محمد العدل أحد أعضاء اللجنة في حفل الختام الدكتور أشرف زكي بضرورة منح الموهوبين خلال هذه الدورة عضوية نقابة المهن التمثيلية. شاركت في هذه الدورة عشرة عروض مسرحية لعشرة مخرجين شباب من خارج البيت الفني للمسرح من هذه العروض "الوضع صامتا" تأليف وإخراج محمد فؤاد ، و"العودة" تأليف وإخراج السعيد قابيل، و"عروسة" تأليف وإخراج محمد عبدالفتاح و"الكهف" تأليف وليم سارويان وإخراج السعيد منسي و"الحيلة" تأليف إيرز كاوندا وإخراج أحمد عبد المنعم و"هذه ليلتي" تأليف وإخراج مصطفي مراد و"رقصة العقارب" تأليف محمود أبودومة وإخراج محمد الهجرسي و"آخر المطاف" تأليف مؤمن عبده وإخراج حسين اسماعيل و"صالون مدام إيمان" تأليف وإخراج يسرا الشرقاوي و"هاملت" تأليف وليم شكسبير وإخراج حسين محمود وقد حصد هذا العرض علي وجه التحديد جوائز المهرجان حيث حصل علي ثماني جوائز منها جائزة أفضل عرض مسرحي وأفضل إخراج وأفضل تمثيل ثاني رجال لمحمد المحمدي الذي جاءت مناصفة مع أحمد رجب عن دوره في عرض «هذه ليلتي» وحصل العرض أيضا عن أفضل تمثيل أول نساء أميرة عبدالرحمن عن دور "أوفيليا" مناصفة مع هبة صادق عن دورها في عرض "الكهف" بجانب جوائز أفضل استعراضات لمحمد فهيم وأفضل موسيقي لتامر عبد المجيد وجائزة سعد أردش للإبداع وقيمتها عشرة آلاف جنيه لفريق عمل المسرحية إلي جانب ذلك سوف يعيد البيت الفني للمسرح إنتاج العرض من جديد وعرضه خمسة عشر يوما. تناول المخرج حسين محمود عرض هاملت برؤية جديدة مغايرة عن الشكل الكلاسيكي الذي يقدم به العرض عادة حيث جمع العرض بين الكوميديا والكلاسيكية في نفس الوقت، أيضا لم يكن هاملت شخصا واحدا بالعرض بل تم تقسيمه لثلاثة أشخاص فعن الفكرة والمهرجان يقول مخرج «هاملت حسين محمود»: فكرة تقسيم هاملت لثلاثة وجوه له معني أوضحه في النصف الأول من العرض ثم أعيد صياغته وشرحه في أخر دقيقة من العرض ، ففي المسرحية الأصلية لشكسبير لدي ثلاث شخصيات يصيبهم حدث واحد وهو حادث مقتل الأب وهم "هاملت" و"ليرتس" و"فورتنبراس"، إلي جانب أن الشخصيات الثلاث فرسان وأمراء لا تنقصهم الجرأة أوالشجاعة ومع ذلك يختلف رد فعلهم تجاه الثأر تبعا للظروف المحيطة بكل شخص منهم ، وهاملت علي وجه التحديد، كبطل أسطوري شخصية غير تقليدية في المسرح العالمي لأنه يجمع كل المتناقضات فيه حتي أنني لا أعلم كيف كتب شكسبير هذه الشخصية. ويضيف: قلما نجد من يقدم هاملت في قالب كوميدي لأنها في الأصل مأساة، وهذه النقطة هي إحدي نقاط انطلاق رؤيتي الشخصية للعرض فالمسألة لم تتعلق بالتقسيم والثأر فقط، بل هناك أشياء أخري لعبت عليها مثل شكل الأنثي في عين هاملت عندما انهارت صورة والدته في نظره فانهارت نظرته لكل نساء الأرض بما فيهم أطهر أنثي أحبها وهي "أوفيليا" حيث يراهن جميعا خونه من هنا قدمت مشهد الكولاج الذي جمع هاملت بشخصياته الثلاث، إلي جانب ذلك اكتشفت في الرواية الأصلية ان كل الشخصيات يمثلون علي بعضهم البعض فمثلا في المشهد الأول الملك يقف يخطب في رجال البلاط ممثلا حزنه علي مقتل أخيه "هاملت" وكذلك الملكة تمثل نفس حالة الحزن علي زوجها وأصدقائه أيضا مسلطين من قبل الملك والملكة حتي يعلمون ما الذي يدور برأس هاملت وبولونيوس الوزير يمثل علي القصر حتي يصل إلي هدفه بتزويج ابنته «أوفيليا» من الأمير هامت، وكذلك «أوفيليا» نفسها يتم دفعها للتمثيل عليه حتي يعلمون السبب في جنونه إذا كان حبه لها أم شيئا أخر، فالجميع يلعب علي مبدأ التمثيل بالمسرحية والأخطر من ذلك أن هناك فرقة تمثيل داخل الرواية التي يأتي بها "هاملت" أمام الملك حتي يمثلون أمامه قصة مقتل ملك ليساعده ذلك في كشف الحقيقة من نظرات عمه ويري انطباعاته حتي يتأكد إذا كان هو قاتل أبيه أم لا. ويشير محمود أنه سعيد بالجوائز التي حصل عليها العرض حتي أن أعضاء لجنة التحكيم في حفل الختام قالوا أن فريق العمل كله يستحق جوائز وهذه الكلمة جعلتني أشعر بارتياح شديد والحمد لله حصل العمل علي ثماني جوائز في مسابقة واحدة هذا شيء نادر، كما أن البيت الفني وعدنا بإعادة إنتاج العرض الفائز من جديد لعرضه خمسة عشر يوما علي مسرح الدولة، لكن لم يتم الاتفاق بعد علي المواعيد لكنني سأقدم العرض بنفس الرؤية، ومن الممكن أن يحدث تطوير للأشياء بمعني عندما يتم وضع ميزانية أكبر سوف يعاد تشكيل الديكور والملابس بشكل وأفضل والموسيقي سوف تسجل بإمكانيات أعلي لأننا في النهاية عملنا بإمكانيات المسرح الفقير خاصة وأنني أعمل بمسرح الجامعة منذ 20 عاما وهذا علمني كيفية التعامل مع الإمكانيات المحدودة. وعن المهرجان يقول حسين محمود: الحقيقة فكرة المهرجان جيدة وتعتبر محاولة لتحريك المياه الراكده في مسرحنا المصري الذي أعتقد انه بدأ في التراجع ففكرة اكتشاف كوادر جديدة في عناصر الإخراج المسرحي والديكوو والتمثيل والملابس محاولة طموحة وأتمني أن تكون نقطة انطلاق لتكرار التجربة من جديد لأن لدينا مواهب عديدة بمصر لكنها في حاجة لمن يكتشفها.