أعلن رجل الدين الأردني، عصام محمد البرقاوي، المعروف باسم "أبو محمد المقدسي"، أحد أبرز المرشدين والمنظرين للتيارات السلفية الجهادية مقتل ابنه عمر في معركة وقعت بمدينة الموصل العراقية، وذلك دون تقديم تفاصيل حول دوره في العراق أو ظروف مقتله. ورغم أن المقدسي، الذي اعتقل عدة مرات في الأردن، ويعيش حالياً في ظل الإقامة الجبرية بمنزله، لم يذكر الجهة التي كان ابنه يقاتل معها، فإنه أرسل بياناً لنعيه، نشرته مواقع متخصصة بنشر بيانات تنظيم القاعدة، وقد شدد المقدسي في رسالته علي الصلة التي كانت تربط نجله بزعيم تنظيم القاعدة السابق، أبومصعب الزرقاوي. وقال المقدسي: "لقد ترجل ولدنا الغالي وأحب أولادي إلي بعد سنوات حافلات أكرمه الله خلالها بأن ذاق فيها طعم العزة في ساحات الجهاد، سعي إلي أفغانستان بعد سقوطها في براثن الأمريكان فلم يتمكن من دخولها فانحاز إلي كردستان ثم دخل إلي ساحة الجهاد بعد سقوط العراق تحت الاحتلال الأمريكي". ووصف المقدسي ابنه بأنه كان "مقربا من القائد أبي مصعب،" الزرقاوي، الزعيم السابق للقاعدة في العراق، الذي قتل بغارة أمريكية، وأضاف أنه شارك خلال فترة اعتقاله في البصرة بتحركات قام بها السجناء ضد القوات الأمريكية، بعدما قام عناصر منها بتمزيق المصحف، وفق روايته. وذكر المقدسي أن عمر كان يبلغ من العمر 14 عاماً عندما قام الأمن الأردني باعتقاله، وقد شاهد توقيف والده في منزله ورفض مصافحة عنصر الأمن، مضيفاً أن من اعتقله كان يذكره بالحادثة "في ساحات التعذيب". وتابع المقدسي: "جاءتنا الأخبار من العراق تخبر أن عمر قتل مع ثلاثة من المجاهدين في مواجهات في الموصل يوم السبت الماضي .. تقبله الله وأصحابه". وكان المقدسي قد خرج من السجن عام 2008 بعدما قضي 14 عاماً في السجون الأردنية، علي خلفية مجموعة من القضايا الأمنية، ولكنه سرعان ما عاد للسجن بعدما أدلي بمقابلات صحفية، فمكث فيه لفترة قصيرة، وغادر بعد ذلك شرط عدم إجراء مقابلات، والتزام الإقامة بمنزله. وسبق للمقدسي أن تعرف علي الزرقاوي، واسمه الحقيقي أحمد الخلايلة، هو أردني أيضاَ، أثناء "الجهاد" في أفغانستان نهاية العقد الثامن من القرن الماضي، ثم اجتمعا مجدداً في السجون، وربطته به علاقات وطيدة استمرت حتي مقتل الزرقاوي عام 2006. المقدسي قام بعد خروجه من السجن بانتقاد بعض أساليب تنظيم القاعدة في العراق، فشكك في فائدة العمليات الاستشهادية بشكل عام، ورفض استهداف المدنيين والكنائس ومساجد الشيعة.