ذكرت في مقال الأمس أن الاجراءات الاستثنائية لمواجهة الارهاب أو الحفاظ علي الدولة ليست غريبة حتي في أمريكا وأيضا للأسف لابد أن نتذكر حملة «مكارثي» ضد ما سماه جميع العناصر غير الأمريكية علي حد التعبير في ذلك الوقت.. كنت في القاهرة وأذكر كيف أن سفير أمريكا في مصر انتحر بالقفز من مبني مرتفع أمام كوبري الجلاء ليهرب من تهمة التجسس لحساب الاتحاد السوفيتي التي وجهها له مكارثي، أتذكر أيضا كيف كان الممثل الشهير جاري كوبر بطل الشاشة يجلس في محاكم مكارثي العلنية والعرق يتصبب من جبينه وهو يتهم زملاءه من هوليوود كما كان مكارثي يسميه عصابة اليهود الشيوعيين لم يحدث مثل ذلك لفيلم هي فوضي ليوسف شاهين فنحن شعب متحضر، وفي عصر مبارك لم يحدث أي شيء مثل ما حدث لمصطفي أمين في عهد سابق. كانت هذه حملة مكارثي ضد الذين يريدون خراب أمريكا وتسليمها إلي الغول السوفيتي صدق في ذلك أو كذب بالطبع كان هناك تجسس علمي بدافع أيديولوجي علي أمريكا بخصوص برامجها النووية، وأسرار القنبلة الذرية، نحن نذكر أن كلوس فوكس العالم الألماني كان يتجسس علي أمريكا لصالح الاتحاد السوفيتي دون أن يتقاضي أي أموال علي ذلك، ولكن أغلب أعمال التجسس كانت ومازالت بدافع الربح المادي كما كان الحال مع روزنبرج وزوجته في قضية التجسس الأشهر في الولاياتالمتحدة والتي انتهت بهما بالإعدام علي الكرسي الكهربائي. أنا أؤمن بالدولة المصرية وبالمكاسب التي حصل عليها المصريون مؤخرا من تحكيم العقل وبالقيادة العقلانية التي جنبتنا كثيرا من المشاكل وقعت فيها الآن كل من إسرائيل وإيران، ومن هذا المنطلق فقط أود أن أري دولة قوية تضرب بيد من حديد علي يد كل عابث باستقرارها سواء كان هذا العابث مخبول العقل أو أحد أصدقاء وزير الدفاع الإسرائيلي الذي يري أنه يعيش في منطقة عشوائية اسمها الشرق الأوسط، ولذلك من حقه أن يفعل ما يشاء باسم أمن الدولة الإسرائيلية المارقة نحن ضد إلغاء معاهدة كامب ديفيد وضد سحب السفير الإسرائيلي من القاهرة وكل الأعمال العنترية التي لا أساس لها في عالم الواقع، وعلي النقيض نحن مع كل ما يحجم الدولة العبرية ويفسد خططها في اشاعة الحروب الاهلية والانقلابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط ودول منابع النيل حبا وليس كراهية في أولاد عمومتنا أهل الكتاب والعهد القديم فريد لهم دولة حديثة بمعني الكلمة يعيش فيها كما قلت مرارا اليهودي والمسيحي والمسلم في سلام وعدل ورخاء هذا لن يحدث إلا في ظل دولة مصرية قوية ووحدة الكلمة العربية كما دعا لها الرئيس محمد حسني مبارك طوال السنوات الماضية .