وزير الزراعة: دعم محصول القمح وصل إلى 5 مليارات جنيه في الموسم الجاري    «تحالف الأحزاب»: الرئيس السيسي أكبر داعم حقيقي للقضية الفلسطينية في الشرق الأوسط    لميس الحديدي: مصر ستظل شريكا في القضية الفلسطينية وليست وسيطا    أحمد موسى: فوز الأهلي مكسب ل100 مليون مصري.. والتنظيم على أعلى مستوى    عمرو أديب عن تتويج الأهلي بدوري أبطال إفريقيا: المكسب الحلال أهو    نجوم الفن يهنئون الأهلي بالفوز على الترجي وتحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا    الباز: الرئيس السيسي حريص على وصول المعلومات للناس منذ اللحظة الأولى    مراسل القاهرة الإخبارية: الطائرات الحربية تقصف مدينة رفح الفلسطينية    أستاذ علوم سياسية: رغم الارتباك والتخبط إسرائيل تتأرجح بين خيارين    بدون وسطاء أو سماسرة.. تفاصيل وخطوات التقديم في فرص العمل باليونان وقبرص    العاصمة الإدارية: تغطية 19% من احتياج الحي الحكومي بالطاقة الشمسية    ولا فيه غيره يفرحنى.. مقاهى القليوبية تمتلئ بمشجعى الأهلى فى نهائى أفريقيا    يوفنتوس يفوز على مونزا بثنائية في الدوري الإيطالي    خلال أيام.. موعد ورابط نتيجة الصف الثاني الإعدادي الفصل الدراسي الثاني    رئيس «إسكان النواب»: حادث معدية أبوغالب نتيجة «إهمال جسيم» وتحتاج عقاب صارم    محمود بسيوني: الرئيس يتعامل مع المواطن المصري بأنه شريك فى إدارة البلاد    انطلاق الامتحانات النظرية بجامعة قناة السويس داخل 12 كلية ومعهد اليوم    مصدر مطلع: عرض صفقة التبادل الجديد المقدم من رئيس الموساد يتضمن حلولا ممكنة    سلوى عثمان تنهمر في البكاء: لحظة بشعة إنك تشوفي باباكي وهو بيموت    شيماء سيف تكشف:" بحب الرقص الشرقي بس مش برقص قدام حد"    الأزهر للفتوى يوضح العبادات التي يستحب الإكثار منها في الأشهر الحرم    الأزهر للفتوى يوضح حُكم الأضحية وحِكمة تشريعها    خلال زيارته لجنوب سيناء.. وفد «صحة النواب» يتفقد أول مستشفى خضراء صديقة للبيئة.. ويوصي بزيادة سيارات الإسعاف في وحدة طب أسرة وادى مندر    أب يذب ح ابنته ويتخلص من جثتها على شريط قطار الفيوم    «الري»: إفريقيا تعاني من مخاطر المناخ وضعف البنية التحتية في قطاع المياه    لعنة المساخيط.. مصرع شخصين خلال التنقيب عن الآثار بقنا    مصلحة الضرائب: نعمل على تدشين منصة لتقديم كافة الخدمات للمواطنين    بعد استخدام الشاباك صورته| شبانة: "مطلعش أقوى جهاز أمني.. طلع جهاز العروسين"    نتيجة الصف الرابع الابتدائي 2024 .. (الآن) على بوابة التعليم الأساسي    وائل جمعة مدافعا عن تصريحات الشناوي: طوال 15 سنة يتعرضون للأذى دون تدخل    موعد عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات.. ومواعيد الإجازات الرسمية المتبقية للعام 2024    عاجل.. تشكيل يوفنتوس الرسمي أمام مونزا في الدوري الإيطالي    المدن الجامعية بجامعة أسيوط تقدم الدعم النفسي للطلاب خلال الامتحانات    شريف مختار يقدم نصائح للوقاية من أمراض القلب في الصيف    نائب رئيس جامعة عين شمس تستقبل وفداً من جامعة قوانغدونغ للدراسات الأجنبية في الصين    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي العلمي للمقالات العلمية    «فوبيا» فى شوارع القاهرة    5 أبراج محظوظة ب«الحب» خلال الفترة المقبلة.. هل أنت منهم؟    واين روني مديرا فنيا لفريق بليموث أرجايل الإنجليزي    تفاصيل مالية مثيرة.. وموعد الإعلان الرسمي عن تولي كومباني تدريب بايرن ميونخ    بروتوكول تعاون بين جامعتيّ بنها والسادات في البحث العلمي    ضبط تشكيل عصابي تخصص في الاتجار بالمواد المخدرة فى المنوفية    عقيلة صالح: جولة مشاورات جديدة قريبا بالجامعة العربية بين رؤساء المجالس الثلاثة فى ليبيا    توقيع برتوكول تعاون مشترك بين جامعتي طنطا ومدينة السادات    وزير الأوقاف: تكثيف الأنشطة الدعوية والتعامل بحسم مع مخالفة تعليمات خطبة الجمعة    «أشد من كورونا».. «البيطريين» تُحذر من مرض مشترك بين الإنسان والحيوان    مهرجان الكى بوب يختتم أسبوع الثقافة الكورية بالأوبرا.. والسفير يعلن عن أسبوع آخر    علاج 1854 مواطنًا بالمجان ضمن قافلة طبية بالشرقية    كيف تعالج الهبوط والدوخة في الحر؟.. نصائح آمنة وفعالة    مفاجآت جديدة في قضية «سفاح التجمع الخامس»: جثث الضحايا ال3 «مخنوقات» وآثار تعذيب    ضبط 14 طن أقطان داخل محلجين في القليوبية قبل ترويجها بالأسواق    "كاف" عن نهائى أفريقيا بين الأهلى والترجى: "مباراة الذهب"    وزارة التجارة: لا صحة لوقف الإفراج عن السيارات الواردة للاستعمال الشخصي    مساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتفقد محطات الصرف الصحي والصناعي بالعاشر    برنامج تدريبى حول إدارة تكنولوجيا المعلومات بمستشفى المقطم    متصلة: أنا متزوجة وعملت ذنب كبير.. رد مفاجئ من أمين الفتوى    عيد الأضحى 2024 الأحد أم الاثنين؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    مباحثات عسكرية مرتقبة بين الولايات المتحدة والصين على وقع أزمة تايوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشار وزيرة الأمن القومي الأمريكي للأهرام :‏
إغلاق جوانتانامو مسألة وقت

بين نزعة الرئيس أوباما في تغيير سياسات سلفه بوش وتحسين صورة أمريكا في عيون العالم‏,‏ خاصة أمام العرب والمسلمين‏,‏ وبين قبضة الأجهزة الأمنية الأمريكية الفيدرالية في حماية ما يسمي بالأمن القومي. حتي ولو كان باللجوء للقوانين الاستثنائية‏,‏ كانت مهمة السيد كريم شوري مستشار وزيرة الأمن القومي الأمريكي وكبير مستشاري سياسات الدفاع عن الحقوق والحريات المدنية في الوزارة‏,‏ الذي زار مصر الأسبوع الماضي وعقد لقاءات فكرية وصحفية وندوات ثقافية سياسية بين أروقة جامعات القاهرة وطنطا وبني سويف والمنتديات الحقوقية السياسية في الاسكندرية للتعرف علي صورة أمريكا في عيون أبناء أعرق بلد عربي‏,‏ كما قال هو‏,‏ وتسجيل انطباعاته وتقاريره لوزارة الأمن القومي التي التحق بها منذ يونيو‏2009‏ من أجل حث الإدارة الأمريكية علي اتخاذ خطوات ملموسة لرسم صورة أمريكا في عهد أوباما وتخفيف حدة الاحتقان الذي خلفه بوش الابن في نفوس العرب والمسلمين‏.‏
لذلك كان لنا معه لقاء خاص حدده سلفا ب‏30‏ دقيقة توقف بعدها عن الكلام لنفاد الوقت الذي داهمنا ونحن نطرح مزيدا من الأسئلة علي أحد المشاركين في وضع سياسة الأمن القومي الأمريكي للفترة المقبلة‏,‏ وقد أكد مستشار وزيرة الأمن القومي الأمريكي خلال اللقاء‏,‏ من خلال حديثه باللغة العربية التي يجيدها‏,‏ أن إغلاق معسكر جوانتانامو مسألة وقت ولا رجعة في ذلك‏,‏ كما وعد أوباما‏,‏ مع تقديم المعتقلين الباقين للمحاكمة الجنائية تحت رعاية وزارة العدل الأمريكية‏,‏ وأوضح أن التقارير الأمنية والاستخباراتية أفادت بعدم وجود خطورة من الطائرات والرعايا القادمين من مصر الي أمريكا‏,‏ ولذلك لم تشملها الإجراءات الأمنية التي طبقت علي رعايا بعض الدول الأخري‏,‏ مؤكدا أن كل المطارات الأمريكية سوف تطبق معايير تفتيش مشددة مع نهاية هذا العام بأجهزة الأشعة والتي تظهر الشخص عاريا تماما‏,‏ ولكن مع مراعاة خصوصية العرب والمسلمين في رفض التعرض لهذه الأجهزة والخضوع للتفتيش الذاتي اليدوي‏.‏
وقال إن هناك تغييرا حقيقيا في سياسات كثيرة منها الحد من الانتهاكات التي تتعرض لها الجاليات الأمريكية خاصة العربية وأهمها إجراء التسجيل الخاص بالعرب الأمريكيين‏,‏ مشيرا الي أن استراتيجية أوباما هي مواجهة العنف وليس محاربة الإرهاب‏,‏ كما كان يعلن بوش مع عدم ربط العنف بدين معين أو عقيدة بعينها‏,‏ لأن الأديان بريئة من هذا الفعل الوحشي‏,‏ وقال إنني كأمريكي مسلم أؤكد من خلال موقعي‏,‏ أن الإسلام لا يكره أمريكا كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحارب الإسلام‏,‏ والي نص الحوار‏:‏
‏*‏ لماذا تراجعت الإدارة الأمريكية عن إغلاق معتقل جوانتانامو كما وعد أوباما؟
‏{‏ معتقل جوانتانامو سوف يغلق ولكن هذا يستغرق بعض الوقت للانتهاء من إجراءات تصفية وإغلاق المعسكر ولكن القانون الأمريكي متعدد المراحل مما يتطلب وقتا‏,‏ فالرئيس أوباما يقرر إغلاق هذا السجن أو ذاك المعتقل ولكن عملية النقل القانوني لتبعية المعسكر من وزارة الدفاع الي وزارة العدل قد يستغرق بعض الوقت فلا رجعة عن إغلاق المعسكر مع استخدام القانون الفيدرالي الجنائي في محاكمة بعض الموجودين في جوانتانامو ولكن أولا علينا نقل الصفة القانونية من وزارة الدفاع التي تسيطر علي السجن حاليا الي وزارة العدل التي تباشر الأمور الجنائية‏,.‏
‏*‏ لكن لا توجد خطة زمنية لإغلاق المعتقل؟
‏{‏ قد يحدث ذلك خلال أشهر وربما عام أو أكثر ولكن لن يستغرق الأمر خمس سنوات مثلا‏,‏ فالرئيس أوباما لن يغير رأيه في إغلاق المعتقل ولكن الأمر يحتاج وقتا‏.‏
‏*‏ وعدد معتقلي جوانتانامو حاليا خاصة العرب؟
‏{‏ ليس لدي علم بالعدد الموجود ولكن وسائل الإعلام الأمريكية عادة تكشف عن عدد المعتقلين ومن بينهم العرب‏,‏ فضلا عن أن هناك أعدادا منهم يتم ترحيلهم الي بلادهم‏.‏
‏*‏ ما الفارق في استراتيجية أوباما عن بوش في مكافحة الإرهاب حول العالم؟
‏{‏ نعم‏..‏ استعمال كلمة أو مصطلح الحرب علي الإرهاب كان يستعمل من قبل الرئيس بوش وادارته لكن الرئيس أوباما قرر أنه لا شيء نقول عنه الحرب علي الإرهاب‏..‏ يوجد حرب علي العنف ولكن ليس الإرهاب كوصف نستعمله‏..‏ وسمات هذا العنف ليست لها علاقة بأي ديانة أو سياسة‏,‏ فالعنف هو عنف‏,‏ فليس هناك عنف إسلامي أو عنف مسيحي أو عنف يهودي‏,‏ أو حتي بوذي ولا ارتباط له بأي عقيدة‏.‏
‏*‏ هل يعني هذا اختلاف أساليب مكافحة الإرهاب في إدارة أوباما عنها في إدارة بوش؟
‏{‏ إدارة أوباما قررت عدم اتباع سياسات كثيرة كانت تتبعها إدارة بوش في مكافحة الإرهاب داخل أمريكا ومنها سياسات اتبعوها في التعامل مع بعض الجماعات ومنها العربية والإسلامية وللحقيقة كانت سلبية‏,‏ ولكن الآن أصبح التعامل إيجابيا من حيث أنهم أمريكيون أولا مع إزالة الآثار السلبية التي تركها برنامج التسجيل الخاص بالعرب وهناك تحرك جاد لتغييره‏,‏ وقد يستغرق ذلك بعض الوقت‏,‏ فالإدارة الحالية في عهد أوباما تؤكد عدم التعامل مع أشخاص لكونهم عربا أو مسلمين‏.‏
‏*‏ هذا يعني أن أساليب الاعتقال والاستجواب قد اختلفت عن السابق؟
‏{‏ لا‏..‏ الأساليب لم تختلف فهي واحدة ومنها معاملة الشخص باحترام وكرامة مراعاة لحقوقه بغض النظر عن عقيدته سواء كان مسلما أو مسيحيا‏..‏ ولكن أؤكد لك أن هناك اهتماما من وزارة الأمن الداخلي بفحص وقوع انتهاكات لحقوق الأشخاص من عدمه وهذا هو جزء من عملي داخل وزارة الأمن القومي لحماية حقوق الأشخاص ومتابعة الانتهاكات وحماية الحريات المدنية من داخل الحكومة الأمريكية ممثلة في وزارة الأمن القومي‏,‏ وهي ثاني أكبر وزارة بعد وزارة الدفاع الأمريكية‏.‏
‏*‏ وهل هذا مؤشر علي تراجع الانتهاكات ضد العرب في أمريكا؟
‏{‏ ليس لدي أرقام تؤكد تراجعها ولكن المؤشرات تقول إن هناك تغييرا إيجابيا وأنا شخصيا شاهدت وعايشت ذلك‏..‏ ولكن من الصعب أن أقول هل الانتهاكات قد تغيرت أم لا‏..‏ وسائل الإعلام لديها دور مهم في كشف الانتهاكات سواء كان هذا الدور سلبا أو إيجابا‏,‏ وكذلك الحكومة لديها دور وأيضا منظمات مكافحة التمييز وأنا عملت بها مدة عشر سنوات وكان عملي مناهضة التمييز ضد العرب داخل الولايات المتحدة الأمريكية‏.‏
‏*‏ بصفتك مستشارا لوزيرة الأمن القومي هل طرأ تغير ملحوظ في مناهضة التمييز ضد العرب في أمريكا؟
‏{..‏ نعم‏..‏ بعد عملي نحو تسعة شهور داخل وزارة الأمن القومي‏,‏ وجدت نفسي في لقاءات مهمة جدا داخل البيت الأبيض أو غيره من المؤسسات الأمريكية ولاحظت أنهم يريدون التعلم من الخبرة السلبية السابقة في إدارة بوش في نفس الوقت ادارة أوباما تريد رسم صورة أو رمز ايجابي لهذه التغيرات داخل أمريكا وخارجها‏..‏ فيوجد تغيير لاحظته بعد دخولي الحكومة الأمريكية ومنها احترام القانون الدستوري والحريات المدنية التي أصبح لها دور أهم وأكبر من ذي قبل‏.‏
‏*‏ وما هي مصادر تهديد الأمن القومي الأمريكي كما ترونها؟
‏{‏ وزارة الأمن القومي معنية بكل ما يهدد أمريكا من الداخل سواء كانت عوامل طبيعية مثل العواصف والزلازل التي تضرب شواطئنا ومنها الجرائم‏,‏ سواء كانت إرهابية أو كراهية‏.‏
‏*‏ ولكن هل تنظيم القاعدة هو مصدر التهديد الأساسي للأمن القومي الأمريكي؟
‏{‏ وفقا لرؤية الحكومة الأمريكية فإن تنظيم القاعدة هو أحد مصادر التهديد للأمن ولكنه ليس الوحيد أو الأخطر‏,‏ فمثلا موارد وزارة الأمن القومي ترصد بلايين الدولارات لحماية أمريكا من تهديد العواصف والزلازل‏,‏ ومن ثم فالإرهاب ليس فقط هو مصدر الخطر ومن ثم فوزارة الأمن القومي مهتمة بحماية كل الأراضي الأمريكية من التهديدات سواء كانت طبيعية أو إرهابية أو جنائية أو عسكرية‏.‏
الإرهاب واستخدام الإنترنت
‏*‏ وما هو الخطر الداهم حاليا علي الأمن القومي الأمريكي؟
‏{‏ ربما يكون الإرهاب حاليا هو الخوف الأكبر خاصة من استعمال الإنترنت في إلحاق الأذي بالولايات المتحدة الأمريكية وربما استعمال أدوات مبتكرة قد لا نعلمها حاليا‏..‏ مشيرا الي أن محاولة تفجير طائرة ديترويت طرحت أسئلة أهمها كيفية حصول الشاب النيجيري عمر الفاروق علي معلومات خطيرة مكنته من الدخول من مطار امستردام بهولندا لاستقلال الطائرة الي أمريكا ونفاذه من كل الأجهزة الأمنية الأمريكية برغم تعدد جهات التفتيش دون كشفه برغم حيازته لكل هذه الأدوات التفجيرية وهذا هو ما تبحثه الإدارة الأمريكية‏,‏ خاصة وزارة الأمن القومي لأن هذا هو من مهام عملها حماية الأراضي الأمريكية من الداخل‏,‏ وهذا ما أكدته وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو الأسبوع الماضي أمام الكونجرس الأمريكي عندما حذرت من استخدام التنظيمات الإرهابية‏,‏ خاصة القاعدة للإنترنت في التحريض علي الإرهاب داخل أمريكا‏,‏ والإساءة لعقيدة الإسلام حيث أنهم يستعملون الدين الإسلامي كراية من الرايات لايقاع الأذي بالآخرين‏.‏
تراجع الحريات المدنية
‏*‏ بعد أحداث سبتمبر اعتمدت الإدارة الأمريكية بعض القوانين الاستثنائية لمواجهة الإرهاب‏,‏ ألا تري أنها أثرت علي الحريات المدنية؟
‏{‏ بعد‏11‏ سبتمبر صار هناك تخوف لدي الرأي العام الأمريكي من تكرار الهجمات الإرهابية ضد الرعايا الأمريكيين‏,‏ ومن أجل حماية الأمن القومي تم اعتماد بعض القوانين لمحاربة الإرهاب وحماية الأشخاص علي الأراضي الأمريكية ولكن للأسف هذه القوانين أثرت سلبا علي الحريات الدستورية إجمالا‏,‏ بغض النظر عن الشخص‏,‏ فقوانين مكافحة الإرهاب تخضع الأشخاص للرقابة التليفونية والالكترونية والتفتيش المفاجيء من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي حيث تسمح هذه القوانين بالتفتيش الشخصي والمالي‏,‏ فقد أصبح لجهاز‏F.B.I‏ صلاحيات أوسع اختصارا للإجراءات في الضبط والتفتيش والاستجواب وصولا للنتيجة المرجوة في أقل وقت بحيث أصبح التحقيق مع شخص مشتبه فيه يستغرق ثلاث مراحل بدلا من خمس مراحل من قبل حيث كان من الضروري أن يحصل ضباط مكتب التحقيقات علي إذن من القاضي سواء كانت المهمة سرية أم غير سرية‏..‏ فكان القاضي يقول لهم اعطوني الأدلة وأنا أعطيكم الإذن‏..‏ أما الآن فمن الصعب إعطاء أدلة سرية‏.‏
‏*‏ وهذه القوانين هل خاضعة لرقابة القضاء؟
‏{‏ بعض هذه القوانين خاضعة لرقابة القضاء الذي قال عنها إنها دستورية‏,‏ والبعض الآخر قالت المحكمة العليا إنها غير دستورية وطالبت بتغييرها وبالفعل تم تغيير بعض هذه القوانين لعدم اتفاقها مع الدستور ويؤكد السيد كريم شوري كبير مستشاري السياسات بلجنة الحريات المدنية في وزارة الأمن القومي أنه هو شخصيا حصل علي أحكام قضائية ودعاوي بهذا الشأن قبل انضمامه للحكومة الأمريكية دفاعا عن الحريات المدنية ليس للعرب فقط ولكن لكل الأشخاص علي الأراضي الأمريكية‏,‏ وقال إنه خلال الشهور القليلة التي عمل فيها داخل وزارة الأمن القومي لمس تغييرا إيجابيا نحو الأفضل‏.‏
‏*‏ ولماذا محاكمة المشتبه فيهم أمام المحاكم العسكرية؟
‏{‏ هذا ما اتبعته إدارة الرئيس بوش‏..‏ ولكن سياسة الرئيس أوباما ترفض ذلك‏,‏ حيث يوجد نص في القانون الفيدرالي للتعريف بالإرهاب‏,‏ وهو بند جنائي في القانون الفيدرالي وليس تحت القانون العسكري‏,‏ ولكن علينا أن نفهم أن هناك فارقا بين من يتم القبض عليه داخل أو خارج أمريكا‏,‏ فمن يتم القبض عليهم داخل أمريكا‏,‏ فالقانون الجنائي الفيدرالي هو الحاكم‏,‏ ولكن اذا تم القبض علي الشخص خارج أمريكا بواسطة وزارة الدفاع في أمر حرب خارجي يخضع للقانون العسكري فمثلا في حالة سجناء جوانتانامو تم القبض عليهم بمعرفة وزارة الدفاع‏,‏ ولكن كما قال أوباما للأسف أن سياسة بوش كانت تعتبرهم أسري حرب يخضعون للقانون العسكري الأمريكي‏,‏ ولكن هم ليسوا أسري حرب ويخضعون لسياسة خاصة تحت مسمي المقاتل العدو ولذلك قال أوباما سوف نغلق سجن جوانتانامو وننقل هؤلاء تحت ولاية القانون الجنائي الفيدرالي تحت متابعة وزارة العدل الأمريكية‏,‏ وهذا ما سوف يحدث‏.‏
قوانين استثنائية
‏*‏ لجأت الإدارة الأمريكية لقوانين استثنائية لمواجهة الإرهاب بينما هاجمت دولا أخري استخدمت قوانين مماثلة مثل الطواريء في مصر؟
‏{‏ خلال العامين الأول والثاني كان هناك تقبل من الرأي العام الأمريكي لسن تشريعات استثنائية لمحاربة الإرهاب‏..‏ ولكن حاليا المجتمع الأمريكي لا يتقبل التوسع في تشريعات أو منح صلاحيات غير دستورية لجهات معينة غير إنسانية‏..‏ ولكن الدستور الأمريكي يحمي الحريات المدنية داخل أمريكا وجميع وسائل مكافحة الإرهاب داخل الولايات المتحدة الأمريكية تخضع للقانون الجنائي والذي بدوره يخضع للدستور الأمريكي والذي يضمن حماية كل الحريات المدنية‏,‏ فقانون مكافحة الإرهاب داخل أمريكا يخضع للدستور الذي يحمي جميع من يتم القبض عليه داخل الأراضي الأمريكية‏.‏
‏*‏ ولكن أجهزة الأمن الأمريكية استخدمت وسائل تعذيب بشعة مثل الإيهام بالغرق لاستجواب المشتبه فيهم ثم رفع شعار حقوق الإنسان؟
‏{‏ من فعل ذلك‏..‏ ليس مكتب التحقيقات الفيدرالي‏..‏ بل ان جهاز‏F.B.I‏ هو من كشف ارتكاب مثل هذه الأساليب‏,‏ وقيام بعض الجهات العسكرية أو الاستخباراتية بمثل هذه الأفعال في العراق وتحديدا سجن أبوغريب وهي جهات تخضع للقضاء ولكنها لا تخضع للدستور الأمريكي‏.‏
لا خطورة من مصر
‏*‏ وزارة الأمن القومي الأمريكية طبقت إجراءات مشددة عند السفر الي أمريكا وشملت بعض الدول العربية ليس بينها مصر‏..‏ لماذا؟
‏{‏ بعد حادث محاولة تفجير طائرة ديترويت قررت وزارة الأمن القومي حماية السفر الي أمريكا واستعمال المعلومات الموجودة لدينا سواء كانت استخباراتية أو غيرها لحماية الأمن الأمريكي والبدء بخطوات دون تمييز بين العرب أو غيرهم بل أي شخص يسافر الي أمريكا وأكدت المعلومات الاستخباراتية عدم وجود ما يشكل خطرا للأمن القومي بالنسبة للقادمين من مصر الي أمريكا أو بالعكس‏,‏ ولكن هذه الإجراءات تراجع دائما وتتغير باستمرار لدواعي الأمن القومي‏,‏ وعند زوال الأسباب سوف تتغير السياسات‏.‏
‏*‏ محاولة تفجير طائرة ديترويت كشفت ثغرات داخل أجهزة الأمن الأمريكية برغم تعددها وامكاناتها‏..‏ ماذا يعني ذلك؟
‏{‏ هذا يعني عدم وجود أمن بنسبة‏100%..‏ فلا توجد حكومة علي وجه الأرض تستطيع أن تقول إنها تحمي البلاد بنسبة‏100%‏ من كل الهجمات وعلينا أن نتعلم من أخطائنا‏,‏ ولذلك سوف نغير وسائل وأساليب التفتيش حيث بدأت وزارة الأمن القومي في استعمال أجهزة للكشف أكثر عن المسافرين الي أمريكا أو المغادرين منها في جميع المطارات الأمريكية‏,‏ وشدد مستشار الأمن القومي كريم شوري علي أنه مع نهاية هذا العام سوف تستخدم كل المطارات الأمريكية أجهزة الكشف الكامل عن شخصيات المسافرين واظهارهم بصورة مجسمة واضحة من خلال أشعة تخترق الملابس وهناك من العرب والمسلمين من يرفضون تعريض أنفسهم لهذه الأشعة ولكن هناك بدائل وضعتها وزارة الأمن القومي بحيث يكون هذا الإجراء اختياريا وعند رفضه يتم تفتيش الشخص تفتيشا ذاتيا يدويا مع تخصيص سيدات شرطيات لتفتيش السيدات‏,‏ ولكن لا تراجع عن إجراءات حماية أمن وسلامة البلاد‏.‏
أسباب الإرهاب
‏*‏ وما هي أسباب الإرهاب كما تراها الإدارة الأمريكية؟
‏{‏ أسباب الإرهاب متعددة في كل أنحاء العالم‏,‏ وهي ليست أسبابا إسلامية أو عربية‏.‏
‏*‏ ربما يرجع لسياسة أمريكا تجاه بعض القضايا العربية؟
‏{‏ يجيب مستشار الأمن القومي الأمريكي‏,‏ طبعا من الناحية القانونية هذا لا‏..‏ لكن سياسيا حدث بعد أحداث سبتمبر‏..‏ كانت هناك بالفعل سياسات خاصة في التعامل مع العرب الأمريكيين ولكن الناخب الأمريكي حسم ذلك باختياره للرئيس أوباما معربا عن رفضه لهذه السياسات وأننا لا نقبل بها وأنا أقول كعربي أمريكي مسلم لا يوجد هنا كراهية من قبل الإسلام ضد أمريكا‏..‏ ولا حرب من أمريكا ضد الإسلام‏..‏ ولكن سياسيين أمريكيين قالوا في الماضي‏..‏ هم يكرهون حريتنا‏!‏
نجاح العرب في أمريكا
‏*‏ ولماذا طالبت منظمات حقوقية بوقف الاستهداف المتعمد ضد العرب والمسلمين في أمريكا؟
‏{‏ يجب أن نعرف أن المجتمع العربي الأمريكي أكثر نجاحا عن غيره فمثلا التعليم داخل الجاليات العربية أكثر من غيرها ودخل العربي الأمريكي أكبر من دخل الأمريكي العادي حتي إن المجتمع المدني عربيا لم يكن له وجود قبل أحداث سبتمبر ولم يكن هناك هدف لهذه المجتمعات وبعد الحادي عشر من سبتمبر ظهرت انتهاكات للحريات المدنية فكان لابد من نشاط ومشاركة المجتمع المدني للدفاع عن حقوق العرب والمسلمين ووقف هذه الانتهاكات‏,‏ علما بأن التمييز موجود داخل أمريكا ونحن مازلنا نتعلم من أخطائنا‏..‏ ولكن صار التمييز ضد العرب بعد سبتمبر أكثر ومن خلال الاحصاءات تشير الي ارتفاع جرائم الكراهية ضد العرب ارتفاعا هائلا مقارنة بما كان قبل سبتمبر‏,‏ حيث كانت جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين تحتل المرتبة الثالثة بعد اليهود ثم السود حتي أننا كنا نضحك ونقول ألا يوجد شيء نحتل فيه نحن العرب المرتبة الأولي حتي في جرائم الكراهية‏..‏
‏*‏ هناك معلومات تشير الي تراجع موجات الهجرة الي أمريكا من البلدان العربية والإسلامية بعد سبتمبر؟
‏{..‏ السيد كريم شوري يؤكد ذلك موضحا أنه حدث تراجع بعد أحداث سبتمبر‏,‏ ولكن مع إدارة أوباما حدث تغير في السياسات وعادت معدلات الهجرة تعود نسبيا الي الارتفاع ولكنها في الحقيقة ليس علي غرار ما كان قبل سبتمبر بسبب الإجراءات الأمنية وصعوبة الحصول علي تأشيرة الدخول‏.‏
‏*‏ وأهم مشكلات الجاليات العربية والإسلامية في أمريكا؟
‏{‏ مثل كل الجاليات الأمريكية‏..‏ فالمشكلة الأولي هي قضية التأمين الصحي‏,‏ وهي المشكلة الأولي بالنسبة للرئيس أوباما أيضا وليس الإرهاب أو السياسة الخارجية‏.‏
‏*‏ وما سبب زيارتك لمصر‏..‏؟
‏{‏ حاليا أعمل مع وزارة الخارجية الأمريكية للتحدث عن خبرتي في مجال الدفاع عن الحريات والتمييز‏,‏ وهي أول زيارة لمصر التي اعتبرها مثالا للحضارة في العالم العربي‏.‏
‏*‏ وبماذا سوف توصي داخل وزارة الأمن القومي عقب عودتك الي أمريكا؟
‏{‏ لقد عقدت لقاءات وندوات وتعلمت كثيرا من العقل المصري وسوف أخبر عن صورة أمريكا التي لمستها لدي المصريين وعلينا أن نتخذ خطوات أخري لتحسين الصورة الأمريكية والتي عايشت لها جوانب إيجابية وأخري سلبية سوف نعمل كثيرا لإزالتها في السياسات المقبلة‏.‏
كريم شوري في سطور
كريم شوري هو كبير مستشاري السياسات لدي مكتب الحقوق والحريات المدنية التابع لوزارة الأمن القومي الأمريكية حيث اختارته وزيرة الأمن القومي جانيت نابوليتانو في يونيو‏2009‏ كعضو في مجلس مستشاري الأمن القومي وهو الجهاز الاستشاري الرسمي للوزارة بعد أن أمضي عشر سنوات في اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز ومدير تنفيذي علي المستوي القومي وهو أيضا عضو في مجلس الاتصال المجتمعي بمكتب مدير الاستخباراي الوطنية وهو ولد في دمشق بسوريا ويتحدث العربية بكلامه‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.