في الوقت الذي توقع فيه المسئولون عن التليفزيون استغلال بث 22 مباراة من مباريات كأس العالم لتحقيق إيرادات معقولة من حصيلة الإعلانات.. فجرت الجزيرة مفاجأة كبيرة بنقل عدد كبير من المباريات بدون تشفير. التليفزيون اشتري المباريات من الجزيزة بنحو 120 مليون جنيه وكان يعتمد بشدة علي المردود الإعلاني وسرعة وكالة صوت القاهرة في تسويق المباريات علي قناة نايل سبورت الأرضية وطلب علي الأقل نحو 60 مليون جنيه إعلانات من صوت القاهرة وقد تعهدت بذلك علي أساس أن الجزيرة قد رفعت قيمة اشتراكها إلي 500 جنيه مصري، وأن التليفزيون المصري هو الوحيد الذي سيذيع مباريات البطولة علي قنواته الأرضية في غياب تام من الفضائيات المصرية الخاصة والقنوات الرياضية. إلا أن قرار الجزيرة الأخير بفتح القنوات الرياضية قلل من قدرة مسئولي ماسبيرو وصوت القاهرة في تسويق المباريات وتحقيق مبلغ ال60 مليون جنيه، خاصة أن وزارة المالية رفضت طلب التليفزيون بدفع المبلغ قيمة المباريات والتزامهم بدفعه من الدعم الذي قدمته لهم بقيمة 500 مليون جنيه، أي أن التليفزيون تحمل دفع المبلغ من ميزانيته الخاصة. أما المفاجأة الجديدة التي علمتها «روزاليوسف» فهي أن مسئولي التليفزيون تنازلوا عن حقوقهم في بعض بنود العقد الموقع بين التليفزيون وقنوات A.r.t سابقاً الذي انتقلت ملكيته إلي الجزيرة بشأن عرض المباريات. وكانت بعض بنوده تؤكد أحقية التليفزيون في إعادة عرض ال22 مباراة المشتراة من كأس العالم وذلك حتي شهر ديسمبر المقبل، بالإضافة إلي حق التليفزيون في عرض هذه المباريات علي جميع قنواته الأرضية دون استثناء، كما يقضي العقد بحق التليفزيون في عرض لقطات لمدة حوالي 3 دقائق من كل مباريات البطولة والبالغ عددها 64 مباراة أيضاً العقد ينص علي أن قناة الجزيرة تتحمل تكاليف شارة بث هذه المباريات، إلا أن مسئولي التليفزيون تنازلوا عن كل هذه الحقوق. حيث رفضت الجزيرة بشدة أن تتحمل تكاليف بث المباريات رغم وجود هذا البث في عقد التليفزيون مع A.R.T . كما رفضت إعادة أي مباراة من مباريات البطولة بعد عرضها أول مرة كما رفضت أن يتم تسجيلها علي الاطلاق، ورفضت أيضاً أن يعرض التليفزيون المباريات علي جميع قنواته الأرضية وحددت قناة واحدة فقط، ورغم تهديدات المسئولين في التليفزيون في بداية الأمر برفع دعوي قضائية علي قنوات الجزيرة تلزمهم بتنفيذ كل بنود العقد، إلا أن التليفزيون تراجع بدون أي أسباب واضحة أو معلنة ووافق علي كل شروط قنوات الجزيرة، حتي اللحظات الأولي من بداية مباريات المونديال. ولكن بعد حدوث أزمة الترددات المجهولة التي قامت بالتشويش علي قنوات الجزيرة والاتهامات المتبادلة بين التليفزيون المصري والمسئولين في الجزيرة من أجل هذا التشويش ولإعلان قنوات الجزيرة عن ترددات جديدة لها علي «العرب سات» ورفض المسئولين في القمر الصناعي المصري «النايل سات» أي اتهامات توجه لهم من جانب الجزيرة وانهم لا يعلمون مصادر هذا التشويش المجهولة، وأن مهندسي القمر يقومون حاليا بالتحقيق وتتبع مصدر هذه الترددات التي سببت الأزمة حتي تبرئ ساحة «النايل سات». وعلي هامش كل هذه الأحداث قرر أسامة الشيخ التراجع في اتفاقيته السابقة مع قنوات الجزيرة بخصوص بث المباريات علي القناتين الثانية والنايل سبورت الأرضية، بالإضافة إلي فتح كل الترددات الأرضية لقنوات قطاع المتخصصة كوميدي، سينما، دراما، لنقل فعاليات وكواليس المونديال بالاضافة إلي اعادة المباريات التي حصل علي حقوقها اكثر من مرة علي مدار اليوم، كما قدر صرف بند العقد بخصوص الثلاث دقائق المحددة في العقد في المباريات التي حصل علي حقوقها ليعرضها بمدد مفتوحة وأكثر من مرة وصلت إلي حوالي 25 دقيقة في كل برنامج رياضي خاص بفعاليات المونديال علي قنوات التليفزيون الأرضي، وهو ما يجعله مخالفا بشدة لأهم بنود التعاقد مع الجزيرة. ومن ناحية أخري طارت إلي جنوب أفريقيا بعثة غير رسمية من التليفزيون المصري لتغطية كواليس المباريات هناك وذلك رغم رفض قنوات الجزيرة وجود أي بعثات من ماسبيرو إلا أن البعثة التي تولي رئاستها إيهاب جلال شريك سمير يوسف المنتج الفني لقناة نايل سبورت وصاحب شركة «سبورت هاوس» قد ضم كلاً من المذيعة هناء حمزة من قناة نايل سبورت، وعماد يوسف من قناة مصر الإخبارية التابعة لقطاع الأخبار. والمصور محمود رفاعي وهما من العاملين داخل ماسبيرو وهناك أيضاً المراسل أحمد فاروق جعفر ومحمد ثابت مراسل A.R.T . وأخيراً أحمد السباعي نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون والوحيد في البعثة الحاصل علي تصريح من الفيفا لدخول أرض الملعب. وسوف يقوم بعمل مراسل للبعثة من هناك لحصوله علي هذا التصريح، والسؤال الآن: هو كيف سافر العاملون في ماسبيرو دون الحصول علي «الورقة الصفراء»، أو تصريح سفر من اتحاد الإذاعة والتليفزيون والسؤال الثاني: هل يعلم عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار بسفر معد قناة مصر الإخبارية إلي جنوب أفريقيا وهل سيتحمل القطاع تكاليف السفر أم تتحملها شركة سبورت هاوس، وكيف سيقوم عماد بإعداد برنامج «يوميات المونديال» الذي يذاع يومياً علي شاشة مصر الإخبارية من هناك. وقد أكدت مصادرنا أن البعثة سوف تقوم بتأجير وحدة SmJمن جنوب أفريقيا لعمل رسائل يومية ستعرض علي شاشة التليفزيون المصري، كما ستقوم سبورت هاوس ببيعها لعدد من الفضائيات المصرية الخاصة. الغريب أن مسئولي ماسبيرو يعلمون بمدي خطورة وجود بعثة من داخل ماسبيرو رغم أنها غير رسمية في جنوب أفريقيا، وذلك دون الحصول علي موافقة من الفيفا أو من قنوات الجزيرة صاحبة حقوق إذاعة البطولة في الشرق الأوسط التي سبق أن أنذرت التليفزيون بطلب تعويض يتعدي 50 مليون دولار في حالة جود أي بعثات هناك أو بعث أي رسائل من داخل المباريات أو لقطات من أرض الملعب.