الطيب يزور الأقصر شهريا لإنهاء نزاعات الأراضى وخصومات الأسر بعيدا عن القضاء تمتلئ حياة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بحكايات خاصة تتعلق بكونه شيخاً صوفىا فى الدرجة الأولى ونشأته الصعيدية ثانيا ، فهذه الصفات هى المحدد الرئيسى لحياة شيخ الأزهر بعيدا عن مهام منصبه فالدكتور الطيب هو من مواليد قرية المراشدة فى دشنا - محافظة قنا - ، من أسرة ينتهى نسبها إلى الإمام الحسن بن على بن أبى طالب، ونشأ نشأة صوفية، وأصبح معينا لأخيه محمد الطيب شيخ الطريقة الأحمدية الخلوتية الذى خلف والده مؤسس الطريقة الخلوتية بأسوان، ولكنه يمارس عملا خاصا جدا تعود عليه منذ كان صغيرا، وهو عقد مجالس الصلح وفض النزاعات ، حيث كان يحضر مجالس المصالحات والمحاكم العرفية التى كان يقودها جده فضيلة الشيخ احمد الطيب ثم والده فضيلة الشيخ محمد الطيب . وعندما بلغ عمره 25 عاما كان يجلس بصحبة والده وأشقائه مستمعا ثم محققا ومشاركا فى مجالس المصالحات بساحة جده وأبيه ساحة الشيخ الطيب الشهيرة بمدينة القرنة غرب الأقصر. ولقد استطاعت روزاليوسف الدخول فى عالم شيخ الازهر الصوفى والعرفى الذى يمثل الوجه الآخر لشخصية الإمام الأكبر، حيث أكد الملازمون له فى قريته أن الدكتور يفد إلى الساحة كل شهر فى مهمة خاصة يحرص عليها منذ عقود مضت واستمرت طوال فترة عمله مفتيا ثم عمله رئيسا لجامعة الأزهر حيث يشارك شقيقه فضيلة الشيخ محمد الطيب شيخ الطريقة الخلوتية فى ترأس مجالس المصالحات أو ما يسمى بالمحاكم العرفية «وعن طبيعة جلسات المصالحة أو ما يسمى بالمحاكم العرفية التى يترأسها الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر خلال زيارته لمسقط راسه الاقصر والتى استمرت لمدة يومين وكيفية ادارتها تم رصد عدد من جلسات الصلح الأخيرة التى أدارها الطيب بكفاءة وتوصل فيها إلى احكام أرضت الجميع. ففى الجلسة الأولى فى زيارته الأخيرة الشهر الماضى لساحة الطيب جلس الإمام ليفض النزاع الاول الذى نشب بين الحاج محمد البكرى وشريكه الحاج محمد السيد من نجع السمان بمنطقة الكرنك اثر اختلافهما على ملكية أراض زراعية، حيث بلغ النزاع ذروته ووصل إلى المحاكم.. وتعددت المحاضر المتبادلة بينهما حتى وصلت الى 14محضرا فى النيابات والمحاكم المختصة ووصل الأمر بينهما لتبادل إطلاق الأعيرة النارية، فلجأ أحد المتخاصمين إلى ساحة الشيخ الطيب لتحكيم الدكتور احمد فى النزاع ، وذلك كبديل عن استمرار المشاحنات القضائية. وفى هذه الواقعة استخدم الطيب أسلوب المواجهة ، وعلى الفور جمع طرفى النزاع لاستبيان الحقوق، وتمت المصالحة بينهما بعد أن وقع الطرفان شيكات بنكية تفى بغرض ضمان حقوق كل طرف المالية من شريكه. أما النزاع الثانى الذى قام شيخ الأزهر بالحكم فيه فمثل نموذجا مختلفا حيث كان نزاعا أسرىا بين عائلتى الحاج همام وأولاده والدمرداش محمد وابن أخيه ويدعى الاسيوطى بقرية دراو بنقادة فى محافظة قنا على ملكية منزل اشتراه احد الطرفين ونشبت بينهما اشتباكات أحدثت إصابات كبيرة بينهم ،ونصحهم أهل الخير باللجوء إلى مجلس المصالحات بساحة الشيخ الطيب، وفى هذه الجلسة استخدم الدكتور الطيب أسلوب النصيحة بلسان العالم الدينى المفوه، والتأكيد على صلة الأرحام وهو ما وجد استجابة للطرفين وتمت المصالحة بينهما. أما النزاع الثالث الذى حكم فيه شيخ الأزهر فى زيارته الأخيرة فكان حول منزل لأرملة باعه زوجها قبل وفاته ولا تجد مأوى لها بعد وفاته، وفى هذا النزاع الذى دارت وقائعه فى نجع الحدادين فى قرية الضبعية بمركز القرنة أصل الدكتور الطيب حكما عرفيا يمثل أسلوب الرأفة والرحمة ويؤصل لخلق المسلم حيث استطاع اقناع الشارى أن تسترد السيدة منزلها وان تعطيه قيمة المبلغ الذى حصل عليه زوجها . كما لم تخل جلسات الصلح من الحكم فى مشكلة تتعلق بالعمل السياحى الذى يشتهر به اهل الأقصر حيث قام الدكتور الطيب بعقد جلسة صلحة بين صاحب شركة سياحية بالأقصر باع أتوبيساً لمجموعة من الافراد من المحلة الكبرى بالقاهرة واكتشفوا أن الشركة المالكة التى تملك حق ترخيص الأتوبيس لها مديونيات على صاحب الأتوبيس مما أعاق تمكين المشترين من تجديد ترخيصه وجاء المشترون إلى الدكتور احمد الطيب الذى استدعى بائع الأتوبيس وحدد له مهلة 20 يوما إما أن يعيد المبلغ أو أن يقوم هو بإنهاء إجراءات الترخيص لهم . وبهذه الجلسة الرابعة أنهى الدكتور الطيب جلسات الصلح التى عقدت فى زيارته نهاية الشهر الماضى لساحة الطيب التى تعد مزارا سياحيا للسياح يسعد به الدكتور الطيب، ومقرا لتهدئة الأجواء وعقد المصالحات التى أصبحت أحد مكونات شخصية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.