اطلق البعض عليها "مرضعة" تنظيم القاعدة لما تقدمه له من دعم مادي ولوجستي، فهي امرأة خطيرة، شخصيتها قوية وتعتبر أكثر إنسان نشط وفاعل لصالح "القاعدة" في السعودية، احتضنت مجموعة من نساء وأقارب وصبيان المرتبطين بالتنظيم، ظلت خلال الايام الاخيرة قبل اعتقالها متخفية من السلطات الامنية فظلت تتنقل بين بيوت العائلات التي تعرفهم وبيوت خربة قبل ان يلقي القبض عليها. لديها حب الظهور بشكل لافت ويتضح ذلك من ارتباطها في أول زواج لها برجل مشهور وهو الشيخ عبدالكريم الحميد وكان يستمد شهرته من فتاواه المخالفة للواقع فهو يحرم الكهرباء وركوب السيارة ويخضع للإقامة الجبرية في الطائف، علاوة علي كونها ارملة احد اعضاء القاعدة قتل في ملاحقة امنية. وبحسب الشيخ عبد الله السويلم عضو برنامج المناصحة الخاص بتصحيح أفكار عناصر تنظيم القاعدة المعتقلين في السجون السعودية لصحيفة الشرق الأوسط عقب الدقائق التي قضاها مع سيدة القاعدة" فإن مشكلة هيلة التي تمتلك قدرة عالية علي الاقناع تكمن في انها تقوم "بأسلمة" اجرامها وهوي نفسها فهي تري ان كل رجال الامن اعداء لها. تفيد المعلومات الواردة عنها انها اوت إلي شابين 18و19 سنة قبل القبض عليها في بيت خرب بلا كهرباء لمدة عشرين يوما وعاتبها علي ذلك السويلم وقال لها لو انك بقيت في منزلك وصمت الاثنين والخميس لكان خيرا لك. كان القائد السعودي ل"القاعدة" في اليمن، سعيد الشهر، أصدر بياناً صوتياً صاخبا قبل يومين هدد فيه بخطف واغتيال أمراء وضباط أمن ووزراء اذا لم يتم الإفراج عن هيلة القصير، وهي سيدة في أواخر العقد الثالث من عمرها، تسكن مدينة بريدة عاصمة منطقة القصيم شمال العاصمة الرياض، ومعروفة بنشاطها الوعظي من أيام دراستها في جامعة القصيم، حتي وصلت لمرحلة الإعداد للماجستير." ليست هيلة هي السيدة السعودية الوحيدة في صفوف التنظيم بل سبقتها أخريات، ويبدو أن أعدادهن تتزايد في ميادين المعارك ومناطق الدعم الخلفية، رغم أن القاعدة تنظيم يمثل أقصي درجات التطرف الديني والاجتماعي،فانها قبلت بأن تكون المرأة عاملة وقائدة وملهمة، فيه تتعاطي وظائف الانترنت والتمويل المالي والعمل الميداني بمرافقة رجالها في ساحات الحرب. أثارت هذه الملاحظات في السعودية شجونا اخري فراح كتاب الرأي في الصحف السعودية يتحدثون عما بات التنظيم المتطرف يشهده من مرونة في الوقت الذي يمنع فيه المجتمع المدني المرأة ويحاصرها في لقمة عيشها ووجودها، ويقول عبد الرحمن الراشد: إذا كانت امرأة أثارت الدهشة والاستغراب مثل هيلة، وقبلها وفاء الشهري وقبلها أم أسامة وغيرهن من السعوديات، وركبن أخطر المهن علي وجه الأرض، وهو العمل الإرهابي، فكيف يعقل أن تمنع المرأة العادية المحترمة للقوانين من حقوقها الأولية مثل قيادة السيارة، والعمل في المحلات التجارية، بل ولا يعترف بها كشخص مسئول عن نفسه؟ الأمر الأخطر الذي يستحق التأمل في قضية «هيلة» عمق الاختراق الذي حققته «القاعدة» في مجتمع النساء السعودي المغلق،فتجنيد المرأة واستغلال مظهرها داخل السعودية أقل كلفة من تجنيد الرجل، نظراً لتفضيل السلطات الأمنية عدم تفتيشها لطغيان ثقافة «خصوصية المرأة» وصعوبة إيقافها لخلع العباءة والنقاب، إضافة إلي انكفاء المجتمعات النسائية بحكم طبيعتها علي نفسها، وفق العرف الاجتماعي.