بالرغم من اعتبار "المانجو" المحصول الرئيسي لمزارعي الاسماعيلية إلا انه يتعرض لعدة معوقات في هذا العام منها انتشار "ذبابة الخوخ" التي تمتد الي الاراضي المنزرعة بالمحصول وتقضي علي الثمار قبل نضوجها لتصبح غير صالحة لتصديرها أو طرحها في الاسواق فضلا عن عدم وصول مياه الري للاراضي مما يؤدي الي تلف كميات كبيرة من الانتاج. المزارعون ابدوا استياءهم من تجاهل مسئولي مديريتي الزراعة والري لمعاناتهم ومقاومة الآفة الجديدة التي ظهرت منذ سنوات دون تحرك للقضاء عليها وحملوهم مسئولية انخفاض انتاج المحصول في هذا العام. "روز اليوسف" التقت بالمزارعين الذين ينتظرون حصاد المحصول لاتمام زواج ابنائهم والوفاء بإلتزاماتهم. احمد عبد الهادي "من المزارعين" يقول ان مشاكل مزارعي المحصول لا تكمن في ذبابة المانجو او ندرة مياه الري بل تتعدي الي فوائد المبالغ التي يقترضونها من بنك التنمية والائتمان الزراعي بفائدة 5.5 % ويقوم البنك باستردادها في بداية سبتمبر، وفي حالة عدم دفعها تتحول الي فائدة استثمارية تصل الي 13.5 % بخلاف غرامات التأخير والفوائد المركبة. واضاف "عبد الهادي" ان بعض المزارعين يخشون الاقتراض من البنوك ويلجأون الي الحصول علي الاموال من التجار لحين حصاد المحصول مشيراً الي ان هولاء المزارعين باتوا مهددين بالعجر عن سداد ديونهم خاصة مع ظهور الافة الجديدة وتأثيرها علي انتاجية المحصول. ويوضح عادل اسماعيل "احد المزارعين" انه يمتلك 5 افدنة يقوم بزراعتها بالمانجو بتكلفة مبدئية تصل الي 40 الف جنيه لافتا الي ان المحصول اصبح مهدداً بالتلف في ظل عدم وصول مياه الري للاراضي لفترات تصل الي 10 ايام مما يؤثر علي الانتاجية ويتسبب في ضياع الاموال التي انفقت في سبيل زراعة المحصول. ويلقي ناصر ابو ربيع "مزارع" بمسئولية تدهور المحصول علي مديريتي الري والزراعة، مؤكدا ان الاراضي رملية لا تحتمل غلق مياه الري لفترة وصلت الي 18 يوماً في قرية "المنايف" الواقعة علي ترعة 4 . ويلفت محمد عادل "من المزارعين" ان كميات المانجو المصدرة من الاسماعيلية ستنخفض هذا العام خاصة مع انتشار ذبابة الفاكهة وفشل الجمعيات الزراعية في مقاومتها عن طريق رشها بالمبيدات مشيراً الي ان قلة الانتاجية ستتسبب ايضا في زيادة اسعار المانجو علي المستوي المحلي لانخفاض الكمية المطروحة في الأسواق. وأرجع ياسر دهشان "عضو مجلس محلي مركز الاسماعيلية" تدهور محصول المانجو هذا العام إلي سوء العوامل الجوية وعدم انتظام نوبات الري وتجاهل تطهير المساقي والخلجان والمصارف فضلا عن عدم توافر عمالة زراعية خاصة بعد اتجاهها إلي العمل في مجالات أخري مع انخفاض انتاجية المحصول. وأشار العضو محمد الشوربجي عضو المجلس المحلي الي انه تقدم بطلب إحاطة بشأن تدهور محصول المانجو وتعرضه لذبابة الفاكهة وعدم اهتمام مديرية الزراعة بهذا المحصول الإستراتيجي بالنسبة للمحافظة عن طريق مقاومة الافة بالرش، مطالبا بإعداد برنامج زمني لرش المحصول علي مستوي المحافظة وعمل دورات تدريب وتوعية للفنيين والمزارعين بغرض الوقاية من مرض الذبابة عن طريق الجمعيات الزراعية. من جانبه اكد المهندس محمد البعلي وكيل مديرية الزراعة بالاسماعيلية ان المديرية تعمل علي مقاومة ذبابتي الخوخ والفاكهة في جميع بساتين المحافظة عن طريق الاساليب الحيوية وبعيدا عن استخدام المبيدات.