تسببت موجة الصقيع التي تعرضت لها محافظة الاسماعيلية الاسبوع الماضي في تلف شجر المانجو وهاجمت الأزهار المتفتحة وتساقطت البراعم من الأشجار وأنتشرت بها أمراض عفن الثمار والأكاروس وهو ما أدي إلي اصابة المزارعين بالذعر والهلع من انخفاض انتاجية هذا المحصول الذي تحتل المحافظة الصدارة في زراعته علي مستوي محافظات الجمهورية حيث يشغل مساحة130 ألف فدان من أراضيها غرب وشرق قناة السويس. يقول محمد أبو زيد مزارع من قرية الرياح أن تساقط الأمطار أتلف معظم الأشجار التي برزت أغصانها وتحولت إلي براعم ثمرات صغيرة وأصبح لونها مائلا للسواد مما يعني أن هناك ضمورا في الثمرة رغم قيامي برش الأشجار بمبيد وقائي الا أن جهودي لم تفلح وأخشي أن يتأثر المحصول بشدة عما كان عليه من قبل. ويضيف سالم موسي أبو طبيخ مزارع من قرية النصر أن عفن الثمار يمكن أن ينتقل لاشجار المانجو بسرعة البرق لانه معد ويجب التخلص منه ودفنه علي عمق متر ونصف المتر علي أقل تقدير نظرا لاحتوائه علي الآفات والفيروسات التي تتكون داخله وهذا ما نقوم به الآن ونأمل أن تمر هذه المشكلة بسلام. ويشير عبد الرحمن أبو سيد إلي أن انخفاض درجات الحرارة له مردود علي أشجار المانجو لأن ذلك يؤدي لتوقف نمو الثمار التي تحتاج للطقس الحار حتي يكتمل نموها بالشكل الأمثل وحقيقة ما نعيشه في الوقت الراهن من التقلبات في الطقس ينذر بخطر داهم في محصول المانجو.ويوضح محسن إمام قطب أن العنكبوت الأسود أصاب الأشجار بسبب تراكم مياه الأمطار والرياح الشديدة وقد ترك أثرا عليها وأسرعنا برشها بزيت الفولك وبعض مساحيق الغسيل الموجودة في الأسواق لتطهيرها وتعقيم المصاب منها بالفيروسات. ويؤكد علي محمد علي مزارع أن المسئولين عن وزارة الزراعة لابد وأن يتحركوا لانقاذ محصول المانجو من الدمار وكذلك تعويضنا عن التلفيات التي تسببت فيها الأمطار وانخفاض درجات الحرارة وسرعة صرفها للمنكوبين. بينما يقول سلمي سليمان المسعودي ان أنتاج محصول المانجو سوف ينخفض هذا الموسم وسترتفع أسعارها عن أي عام سابق في الأسواق ولن تصبح الاسماعيلية هي مصدر توزيعها الرئيسي لقد أضيرت عشرات الآلاف من الأفدنة المزروعة بأشجار المانجو وأصاب الخراب بيوتنا مبكرا. ويحذر سليم حماد عويضة المحاضر بمعهد البحوث الزراعية بالدقي من حالة عدم استقرار المناخ التي تشهدها البلاد منذ الأسابيع الماضية أو ما يليها وأن ذلك له تأثير علي الفاكهة الصيفية خاصة المانجو لأن أشجارها استوائية تحتاج للنمو في درجة حرارة عالية وأن يتم تعقيمها ورشها بالمبيدات الوقائية الفطرية لكن ما نأمله ألا تصاب البراعم التي سوف تتفتح خلال شهر ابريل الحالي بمكروه.ومن جانبه قال المهندس محمد البعلي وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية أن علي المزارعين التحرك ومقاومة الامراض الفطرية خاصة البياض الدقيقي الذي يدمر أزهار المانجو قبل أن تكتمل وفق البرنامج الوقائي والعلاجي الذي نقدمه لهم من خلال الجمعيات الزراعية في مختلف أنحاء المحافظة ونحن أعلنا حالة الطواريء في أعقاب سوء الطقس الذي حدث مؤخرا وقامت فرق المقاومة بالمرور علي زراعات المانجو لتبصير أصحابها بكيفية التصدي للمخاطر الناجمة عن هطول الأمطار وبرودة الطقس وبخصوص ما يثار عن التعويضات المالية للمضارين في هذا الأمر غير وارد في ظل نظام الخصخصة الذي تتبعه الدولة وعدم إقرار مطالبنا التي نادينا بها تحت قبة البرلمان العام الماضي عندما ذهبنا والتقينا بلجنة الزراعة والري برئاسة عبد الرحيم الغول لنشكو إليها الدمار الذي جري ببعض المحاصيل في الاسماعيلية ومنها المانجو نتيجة الصقيع ووقتها وعدنا الغول بإقامة صندوق للكوارث في حضور أحمد منسي أمين الفلاحين بالحزب الوطني ونائب الاسماعيلية الا أن شيئا من تلك الوعود لم يحدث حتي الآن علي أرض الواقع.