مأساة حقيقية تعيشها اكثر من 10 الآف اسرة في عزبة «البهتيني»بالاسماعيلية بعد ان اغلقت ابواب الرزق امام وجوه اربابها الصيادين ليتركوا مراكبهم ويتخذوا من المقاهي مأوي لهم عقب قرار غلق القنال وبحيرة التمساح من بداية شهر يونيه وحتي نهاية يوليو بعد اسابيع قليلة من صدور قرار اخر بالسماح لهم بالصيد يومياً من السادسة صباحاً وحتي السادسة مساءً. «روز اليوسف» التقت بالصيادين الذين اصبحوا مهددين بالتشرد في ظل عدم قدرتهم علي الوفاء بالتزاماتهم. السيد الخولاني «من الصيادين» قال انه يمتهن الصيد منذ اربعين عاما عمل خلالها بالمنطقة بدون اية معوقات حتي فوجئ في الاشهر الاخيرة بصدور العديد من الاجراءات التي تعرقل عمل الصيادين بالمنطقة ليضطر الكثير منهم الي ترك المهنة مشيراً الي ان المركب الواحد يعمل عليه 4 صيادين تصبح اسرهم مهددة بالتشرد في حالة توقفه عن الابحار. واكد عربي الشوربجي «من الصيادين» ان هناك 825 صياداً يحملون رخصة صيد اصبحت بدون قيمة في ظل غلق القنال والبحيرة ووصولهم الي حالة يرثي لها خاصة مع عدم قدرتهم علي الوفاء بالتزاماتهم لتوقفهم عن العمل موضحاً ان رئيس حي اول الاسماعيلية جاء لزيارة العزبة واستمع الي مشاكل الصيادين ولم يتم وضع حلول حتي الآن. واشار محمود شطا «من صناع المراكب» إلي ان الكساد وصل الي النجارين خاصة انه لم يعد هناك اقبال علي تصنيع المراكب بعدما افترشت مراكب الصيادين الشاطئ بدون عمل لافتاً الي ان توقف المراكب وتعرضها للشمس يؤثر علي اخشابها ويعرضها للتشقق. واوضحت ام هاشم «صانعة شباك» انها تعمل بالمهنة منذ 18 عاماً لتجهيز بناتها للزواج إلا ان المهنة اصبحت معرضة للاندثار خاصة بعد غلق القناة والبحيرة وعزوف الصيادين عن شراء وتجديد الشباك. وقال محمد محمود إن معظم الصيادين أصبحوا يقومون بشراء أسماك من المزارع وبيعها للمواطنين لعدم قدرتهم علي الصيد في البحيرة إلا ان ادارة المرافق تطاردهم وتحرر ضدهم محاضر لعدم حصولهم علي رخص للبيع. ولفتت فاطمة نور الدين «ربة منزل» قالت ان زوجها كان يعمل صياداً الي ان اصيب بالمرض لتضطر الي العمل لتوفير نفقات معيشة اسرتها وعلاج زوجها عن طريق شراء الاسماك من الصيادين باسعار مخفضة واعادة بيعها لزبائنها الا انها توقفت عن العمل في الاونة الاخيرة بعد ان اتجه الصيادون الي الشراء من المزارع السمكية بأسعار مرتفعه مما اصبح لا يحقق لها ربحا لو قامت بشرائها منهم وبيعها. وقال محمد فؤاد «من الصيادين» ان قوات الامن القت القبض عليه في شهر فبراير الماضي خلال قيامه بالصيد في القنال وقام بدفع 500 جنيه كفالة مشيراً الي ان هذه الاجراءات دفعت الصيادين الي عدم الخروج والابحار بمراكبهم. وأضافت عزيزة فؤاد صاحبة محل بيع الاسماك ان الزبائن أحجموا عن الشراء خاصة في ظل عدم اقبالهم علي اسماك المزارع وشرائهم فقط أسماك القنال الطازجة وذات الطعم المميز . وطالب سيد فياض «من الصيادين» بضرورة دفع تعويضات للصيادين خلال فترات توقفهم عن الصيد حتي يستطيعوا الوفاء بالتزاماتهم والانفاق علي اسرهم.واكد ابراهيم الدسوقي رئيس مجلس محلي مدينة الاسماعيلية ان المجلس تقدم بأكثر من طلب إحاطة عن المشاكل التي يتعرض لها الصيادون ، وتم تشكيل لجان تقصي حقائق من المجلس ولم يلتزم التنفيذيون بالحضور لمناقشة هذه المشاكل وحلها ومنهم مسئولو الثروة السمكية والاتحاد التعاوني وجمعية الصيادين.