رغم الإجراءات الصارمة والعقوبات المقررة علي مخالفات التعديات بالبناء علي الأرض الزراعية، إلا أنها مازالت موجودة، بل وتتضاعف بشكل كبير خاصة في الريف، وأكبر مثال علي ذلك ما يحدث في قرية «البراجيل» التابعة لمركز أوسيم بمحافظة 6 أكتوبر والتي شهدت أكثر من 183 تعديا بالبناء بدون ترخيص علي 15 فدانا خلال الثلاثة أعوام الماضية فقط. أكد الأهالي أن السبب في انتشار المخالفات هو فساد «ذمة» المسئولين وتلقيهم للرشاوي مقابل السماح بذلك الأمر. ذهبنا إلي قرية البراجيل والتي تبعد عن مركزها «أوسيم» بحوالي 10 كيلومترات، ويقسمها الطريق الدائري إلي قسمين (شرقي وغربي).. رصدنا التعديات علي الأراضي الزراعية، ولفت انتباهنا أنها عقارات مرتفعة وصل بعضها إلي 5 و6 طوابق تم بناؤها بالأعمدة الخرسانية وكأنها ليست مخالفة رغم بنائها بدون ترخيص وزيادة التعديات بشكل مبالغ فيه أصبح يهدد الرقعة الزراعية في البراجيل بالفناء بسبب تقاعس مسئولي الوحدة المحلية بالقرية عن التصدي للمتعدين علي الأراضي ،ويؤكد بعضهم أنه دفع مبالغ تصل إلي 10 آلاف جنيه للقطعة الواحدة لضمان عدم اتخاذ أية إجراءات رسمية فعلية ضدهم علي أرض الواقع.. سوي تحرير محاضر روتينية لهم. غرب الدائري من غرب الكوبري الدائري تبدأ التعديات في منطقة تعرف بمدينة الفردوس بالبراجيل، ويوجد فيها ما يزيد علي 20 عقارًا مخالفا تم بناؤها علي الأرض الزراعية خلال الأعوام الثلاثة الماضية دون تصريحات من الجهات الهندسية المسئولية. ونتيجة لعدم مطابقة تلك العقارات للشروط الفنية والهندسية ومخالفتها لخطوط التنظيم التي تسعي الدولة لتطبيقها منذ سنوات فإن ذلك يولد مشكلة أخري وهي عدم تطبيق ما يسمي بخطوط التنظيم في تلك المنطقة لعشرات السنين المقبلة بسبب أن الأبنية الجديدة لن تهدم إلا بعد سنوات طويلة لكي يلتزم أصحابها بالقرارات والتنظيم وخلافه. وأمام أحد التعديات وجدنا سامي فوزي صالح - 49 سنة - مقاول بناء واقفا بجوار مجموعة من الأخشاب والمعدات التي أحضرها لبناء عقار علي الأرض الزراعية، وقال: طلب مني أحد الفلاحين مساعدته في بناء بيت جديد يسع أسرته المكونة من 6 أفراد تعيش معا في غرفة واحدة، واستدان لشراء 100 متر أرض زراعية من فلاح آخر لبنائها والعيش فيها، علي أن أقسط له مقابل البناء، فوافقت وبعد أن شرعت في أعمال البناء فوجئت بموظفي الوحدة المحلية يمنعونني من العمل رغم وجود أعمال بناء أخري في مناطق قريبة ولم يعترضوها، وطلب الموظف من صاحب البيت دفع 7 آلاف جنيه لتسوية الأمر وغض البصر عنه إلا أن المواطن لم يكن لديه ما يدفعه له، فطلب منه تقسيط المبلغ علي دفعات فرفض الموظف وقام بإزالة الإنشاءات بالقوة الجبرية بمعاونة زملائه . فساد المسئولين حاتم رضوان - من الأهالي - أشار إلي زيادة حجم التعديات علي الأراضي الزراعية في البراجيل الأعوام الأخيرة بشكل يهدد القضاء علي الرقعة الزراعية حتي أن أحد موظفي حماية الأراضي بالوحدة المحلية بالقرية أنشأ عقارا من 3 طوابق في الأرض الزراعية، ويتم تحرير محاضر بالمخالفات ولا تُخطر بها الجهات المسئولة إلا في حالة حدوث أية مشاكل. وقال إن التعديات منتشرة في كافة مناطق البراجيل بواقع 183 تعديا علي 15 فدانا خلال ال3 أعوام الماضية ومنها «التربيعة» و«المية» علي طريق البراجيل - برك الخيام، وشارع الشيخ عبدالعزيز وأحواض الجوهاري والثمانين والخرطوم ومدينة الفردوس وغيرها. الحيز العمراني عرضنا المشكلة علي أعضاء المجلس المحلي لمركز أوسيم عن قرية البراجيل، فقال رزق علي عبدالباقي عضو المجلس المحلي: إن التعديات بالبناء قائمة علي الأراضي الزراعية في البراجيل منذ سنوات ، حتي أن مساحات كبيرة منها دخلت ضمن الحيز العمراني إلا أن موظفي الإدارة الهندسية لم يستخرجوا رخص المباني للأهالي المتقدمين بطلبها بحجة أن شروط الترخيص الجديدة لم تتحدد في القري بعد. لافتًا إلي تسبب ذلك في مشكلة كبري للوحدة المحلية وكثرة الشكاوي للمحافظة والجهات المسئولة لأنها تتصدي لأي مواطن يقرر البناء علي الأراضي الزراعية وفي نفس الوقت ترفض منحة ترخيص بالبناء وتحرر له محاضر بالمخالفات. يوسف العمدة - عضو مجلس محلي مركز أوسيم عن البراجيل - انتقد كثرة التعديات بالبناء للعقارات والمصانع ومخازن الحديد علي الأرض الزراعية بالبراجيل، وعدم وجود دور فعال للمسئولين عن الوحدة المحلية ومركز أوسيم في المنطقة سوي وقف إصدار تراخيص البناء بحجة عدم تطبيق اللائحة التنفيذية لقانون البناء الموحد بعد، مما يضطر المواطن إلي الاتفاق مع بعض مسئولي مجلس المدينة والوحدة المحلية ودفع الرشاوي «تحت الترابيزة» بشكل يصعب إثباته مقابل إتمام أعمال البناء ويرفض المواطن الاعتراف بها لعدم إزالة عقاره أو محاكمته. وقال: إن الأراضي الزراعية بالبراجيل كانت من أجود وأخصب الأراضي الزراعية، ولذلك فإن المجلس المحلي لمركز أوسيم يناقش مشكلة التعديات عليها بصفة شبه شهرية وأسباب تأخر اشتراطات تراخيص البناء حتي الآن وتلقي بعض المسئولين للرشاوي لتسهيل عمليات البناء بدون ترخيص. التهرب من المسئولية واجهنا صبري الزهيري - رئيس الوحدة المحلية بالبراجيل - بتلك المعلومات فنفي وجود أية تعديات علي الأراضي الزراعية في البراجيل. أما عزت عطية - رئيس مركز ومدينة أوسيم - فرفض التعلق أو الإدلاء، بأية تصريحات تجاه هذا الموضوع من الأساس. اللواء سيد البرعي - نائب محافظ 6 أكتوبر - أشار إلي وجود دورية من المتابعة الميدانية بالمحافظة تمر علي الأراضي الزراعية في القري من أجل منع أية تعديات علي الأراضي الزراعية وإزالة المخالفات. وأكد أنه سوف يكلف لجنة من المحافظة لبحث وحصر التعديات القائمة علي أراضي البراجيل حتي يتم التعامل معها بالقانون.