يسعي الرئيس البرازيلي خلال زيارته التي بدأها أمس لطهران لإقناع القادة الإيرانيين بالوصول لحل سلمي لأزمة البرنامج النووي الإيراني وهي المحاولة الدبلوماسية التي اعتبرها الغرب الأخيرة قبل التوجه لمجلس الأمن لفرض مزيد من العقوبات علي إيران. واعتبرت صحيفة التايمز زيارة رئيس البرازيل لولا دا سيلفا الي إيران أنها تقوم بما لا تجرؤ واشنطن علي القيام به بشأن الملف النووي الايراني، مضيفة أنها تأتي في الوقت المناسب لانها ستكشف عن مدي استعداد طهران لوقف انشطتها النووية التي ينظر اليها باعتبارها غطاء لبرنامج نووي مخصص للاغراض العسكرية. ويسعي دا سيلفا الي اقناع ايران بالعرض الدولي لإيران باستبدال اليورانيوم الإيراني المخصب بالوقود النووي الضروري للاستخدامات الطبية. المحاولة البرازيلية لا تقابل بتفاؤل من جانب واشنطن وموسكو، حيث تقول الصحيفة: إن الولاياتالمتحدة لا تنظر اليها باعتبارها محاولة جادة وتراها فقط من زاوية أنها آخر مسعي دبلوماسي وهو ما أشار إليه الناطق باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد لفتت نظر دا سيلفا الي ان طهران تحاول عبر فتح باب الحوار تفادي فرض مزيد من العقوبات عليها من قبل مجلس الامن الدولي دون ان تتجاوب من مصادر القلق الدولي حول برنامجها النووي". وتنقل الصحيفة عن كراولي قوله "إذا فشل دا سيلفا فان الولاياتالمتحدة ستوقف كل اشكال الحوار مع طهران وستضغط بشدة من اجل فرض عقوبات عليها". وتضيف الصحيفة إن واشنطن تبدو وكأنها تفكر في استغلال نتائج هذه الزيارة سواء نجحت أو فشلت في تحقيق اهدافها. فاذا عاد دا سيلفا بخفي حنين وهو الارجح فان ذلك سيقوي موقفها القائل إن طهران غير راغبة حتي بالتجاوب مع مساعي الدول المقربة منها وبالتالي لا مفر من اللجوء الي سلاح العقوبات. لكن النتيجة الاصعب لهذه الزيارة بالنسبة لواشنطن ستكون عندما يدعي دا سيلفا انه عاد بصفقة لكن مصيرها الفشل مثل غيرها من المحاولات السابقة. من جانبه شكك الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في فرص نجاح دا سيلفا في وساطته، معتبراً أن حظوظ تحقيق هذا الهدف لا تتجاوز 30%. وقال ميدفيديف، بعد لقاء جمعه مع دا سيلفا الذي قام بزيارة مجموعة من دول المنطقة للتباحث معها قبل سفره إلي طهران أمس إن زيارة دا سيلفا ووساطته "ربما تمثل الفرصة الأخيرة لتسوية مشكلة برنامج إيران النووي. وكشف ميدفيديف أنه تحدث عبر الهاتف مع نظيره الأمريكي، باراك أوباما، وتوافقا علي ضرورة منح الفرصة الكاملة لدا سيلفا لتقديم وجهة نظر المجتمع الدولي إلي إيران، بينما قال الرئيس البرازيلي إنه يدرك مدي حساسية مهمته في طهران، وأكد عزمه استخدام كل وسائل الإقناع والحجج المنطقية لتحقيق هدفه. وكان وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم قد وصل إلي طهران أمس للمشاركة في أعمال قمة مجموعة ال15 . ووصف آموريم اقتراح تبادل اليورانيوم المنخفض التخصيب الايراني بالوقود المخصب بنسبة 20% الذي تحتاج اليه مفاعل طهران للابحاث بهذا الخصوص بأنه غير عملي، مؤكدا حق إيران في استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية، وأشار إلي أن الرئيس البرازيلي سيتحاور خلال هذه الزيارة مع كبار المسئولين الايرانيين وعلي رأسهم الرئيس محمود احمدي نجاد حول الانشطة النووية الايرانية.